هذا ما ننتظره من قمة إسطنبول/ فهد الخيطان

غدا يتوجه زعماء الدول العربية والإسلامية إلى إسطنبول للمشاركة في القمة الإسلامية الطارئة. على أجندة القمة بند واحد وهو القدس. مهمة الزعماء هي في البحث عن الوسائل الفعالة والعملية للرد على قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

مثلما تؤكد المطالعة الأردنية أن قرار ترامب باطل وساقط من الناحية القانونية، لكنّ الخطورة هي في مفاعيله السياسية. نتنياهو بدأ حملة اتصالات دبلوماسية لإقناع الدول بنقل سفاراتها إلى القدس.

قوبل بالصد من أوروبا، وسمع كلاما لم يعجبه في باريس أول من أمس، لكنه يراهن على دول أفريقية وبعض دول أوروبا الشرقية كجمهورية التشيك التي أيدت الاعتراف الأميركي، لكنها ستنتظر لحين إحلال السلام قبل نقل سفارتها.

أكثر من خمسين دولة إسلامية ستمثَّل في قمة إسطنبول، وليس هناك من مناسبة أفضل للرد على قرار ترامب بخطوة مماثلة من الخمسين؛ الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية. وليكن إعلانا رئاسيا يوقعه زعماء الدول الإسلامية أمام الكاميرات مثلما فعل ترامب.

 الفرق أن إعلان ترامب أحادي ومنفرد فيما إعلان إسطنبول يمثل خمسين دولة في العالم.

سيشعر العالم كله بوقع الحدث وأهميته، وسيغدو إعلان ترامب مجرد حدث هامشي معزول فاقد لقيمته السياسية. وسيكون هذا انتصارا كبيرا للقدس ولقضية الشعب الفلسطيني.

لن يجرؤ المحتال نتنياهو بعد ذلك على التبجح بالقول إن لحكومته علاقات قوية خلف الستار مع دول عربية وإسلامية، ولن يستطيع أن يناور لجر دول إسلامية لحظيرة التطبيع مع إسرائيل.

سيقوّي إعلان كهذا ظهر منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة، ويمنحها قوة دفع هائلة للتحرك عالميا وإحباط مخططات إسرائيل لتزوير الرواية التاريخية والحق الفلسطيني.

الدول الغربية والشرقية التي وقفت إلى جانبنا، ستدرك جدية موقفنا، وصحة موقفها في الانحياز لقضية الشعب الفلسطيني وحقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

وليربَط الاعتراف الإسلامي بموقف واضح يؤكد نية الدول فتح سفاراتها في عاصمة الدولة الفلسطينية حال تهيأت الظروف عند قيام الدولة. وليكن الإعلان الرئاسي الإسلامي عنوانا لخطة تحرك دولية لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول للاعتراف بالعاصمة الفلسطينية.

هذا أحسن توقيت لإعادة بناء الإجماع الإسلامي حول القدس والقضية الفلسطينية، ينبغي استثماره قبل أن تبرد القلوب.

لقد شعر كل زعيم إسلامي بالإهانة بعد قرار ترامب، وعليهم أن يردوا في الحال على هذه الصفعة لدولهم وشعوبهم، ولأمة يزيد تعدادها على مليار ونصف المليار نسمة.

للأردن مصلحة كبيرة في هكذا خطوة، وليس هناك زعيم أحق من الملك عبدالله الثاني ليضع توقيعه أولا على الإعلان ويرفعه أمام العالم كله فهو رئيس القمة العربية والوصي على المقدسات، على أن يتضمن الإعلان نصا واضحا على الوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو رئيس القمة الإسلامية وصاحب الدعوة وأكثر الزعماء المسلمين اهتماما بالقدس وفلسطين، ويملك الحق في تدشين هذه اللحظة التاريخية أيضا.

Related posts

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات

العرس ديموقراطي والدعوة عامة!* بشار جرار