عروبة الإخباري- قالت مجلة «إيكونومست» إن الممكة العربية السعودية بتضحيتها بسعد الحريري ودورها في استقالته التي أعلن عنها في بيان مكتوب له من الرياض وبث عبر قناة سعودية تسلم لبنان لإيران ووكيله حزب الله. فالحكومات تجد صعوبة في تعديل حكومي إلا أن ولي العهد السعودي الطامح الأمير محمد بن سلمان حاول عمل أمرين، فبعد استقالة الحريري الذي ابتعد عن الأنظار بشكل زاد من التكهنات حول وضعه تحت الإقامة الجبرية أعلن ثامر السبهان وزير شؤون الخليج أن هناك مفاجآت ستحدث في عملية إطاحة حزب الله اللبناني الذي يسيطر على الحياة السياسية والعسكرية في لبنان.
وتعلق المجلة إن محاولة السعودية إطاحة الحريري الذي يحمل الجنسية السعودية لا يمكن فهمها. فقد دعمته المملكة والولايات المتحدة دائما حاجزاً ضد حزب الله. وبعد وصوله للسلطة في كانون الأول/ ديسمبر قام بالمصادقة على الميزانية ولأول مرة منذ عام 2005 وحصل على الموافقة لعقد انتخابات برلمانية وهي الأولى منذ عام 2009 وبدأت السياحة في لبنان بالانتعاش وهناك محادثات جارية حول التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية. ولكن خروج الحريري من المعادلة اللبنانية سيعطي السعودية الفرصة لكي تجذب الحكومة اللبنانية باعتبارها دمية في يد إيران ووكيلها حزب الله. وربما كان لدى السعودية نقطة في هذا خاصة أن اتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية الطويلة طالب بنزع أسلحة المليشيات الطائفية كلها باستثناء حزب الله. وكان هذا الاستثناء مبررا لأن الحزب كان يخوض حرباً ضد إسرائيل في جنوب البلاد. إلا أن الحزب قام بإفشال كل محاولة تدفعه على وضع سلاحه بعد خروج إسرائيل من الجنوب عام 2000. وتم اغتيال رفيق الحريري، والد سعد ورئيس الوزراء المحبوب عندما حاول نزع سلاح الحزب. وتمت محاكمة عدد من عناصر الحزب غيابياً في ذا هيغ بتهمة التورط في قتل الحريري.
وانتهت محاولة إسرائيل لهزيمة الحزب عام 2006 في الحرب القصيرة لحالة انسداد وجمود على الجبهتين. وفي عام 2008 سيطر الحزب لفترة قصيرة على العاصمة بيروت فيما أرسل لاحقاً آلافاً من مقاتليه للمشاركة ضد المعارضة في سوريا. وعاد معظهم وقد استفاد من التجربة. وهزموا في بداية هذا العام الجهاديين الذين رفعوا علم تنظيم الدولة فوق مناطق بلبنان. وحلت الآن محلها راية حزب الله الصفراء والخضراء التي ترفرف على نقاط التفتيش بين البلدات السنّية. وتقوم شرطته السرية بملاحقة المعارضين فيما يتعاون مقاتلوه مع الجيش اللبناني ولا توجد هناك قوة بما فيها الجيش اللبناني بحجم قوته ونفوذه. ومن هنا فحديث السعوديين عن إطاحة الحزب لا يعدو كونه وعيداً وتبجحاً. وتذكر المجلة بالمستنقع الذي وضع فيه السعوديون أنفسهم في اليمن ولا يمكنها والحالة هذه فتح حرب أخرى.
وحتى إسرائيل الخائفة من الترسانة التي يملكها حزب الله فلن تقاتله حسب الأجندة السعودية. وهناك ورقة أخرى بيد الرياض وهي المال. فهي تدعم لبنان مالياً ومن دونه فستواجه الدولة حالة إفلاس وهناك أكثر من 400.000 لبناني يعملون في المملكة يرسلون تحويلات مالية تسهم بـ 20% من اقتصاد البلد. وتركت استقالة الحريري أثرها في السوق المالي من ناحية تراجع قيمة الصكوك المالية. وفرضت أمريكا عقوبات مالية على حزب الله فيما قد يتم تأجيل مؤتمر لمساعدة 1.5 مليون لاجئ من المقرر عقده نهاية هذا العام. وتعلق المجلة أن حسن نصر الله لا يحب التنازل تحت الضغوط ولكنه قد يضطر لتسوية من أجل إنقاذ الاقتصاد. ويأمل السعوديون بإجباره على منح أولوية للزبدة بدلاً من السلاح.