عروبة الإخباري – تصدر ملفا المصالحة الفلسطينية وجهود التسوية السلمية مباحثات الرئيس محمود عباس، في الرياض أمس، مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارته الرسمية للمملكة التي جاءت بدعوة سعودية مفاجئة.
ووضع الرئيس عباس الملك سلمان في “آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود الأميركية المبذولة لتحريك عملية السلام، كما وضعه في صورة تطورات المصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام”، وفق الرئاسة الفلسطينية.
وتناولت المباحثات، التي جمعت الرئيس عباس، أيضاً، بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اتفاق المصالحة الذي جرى توقيعه بين حركتي “فتح” و”حماس” مؤخراً في القاهرة، و”العلاقات الفلسطينية السعودية المتميزة، وسبل تنميتها وتطويرها”.
وبحثت القمة الفلسطينية – السعودية، أيضاً، “مستجدات العملية السياسية والإتصالات مع الإدارة الأمريكية، في ظل تأكيد الرئيس عباس على الموقف الفلسطيني الثابت، في دعم المملكة، والوقوف إلى جانبها في مكافحة الإرهاب، وتثمين مواقف السعودية الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية”، بحسبها.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن القمة الثنائية “تكتسب أهمية بالغة في ظل الترتيبات الجارية في المنطقة، وعلاقتها بعملية التسوية السياسية، بما يتطلب تأمين الدعم العربي الإسلامي للقضية الفلسطينية”.
وأضاف أبو يوسف، لـ”الغد” من فلسطين المحتلة، إن زيارة الرئيس عباس والوفد المرافق للسعودية “تأتي في سياق العلاقات الثنائية الاستراتيجية، وضمن إطار التنسيق والتعاون المستمرين بين الجانبين”.
وأوضح بأن “اللقاء يأتي في سياق ايجاد ترتيبات معينة للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، باتجاه إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
ونوه إلى أن المباحثات تناولت ملف المصالحة الفلسطينية، حيث “تم التأكيد على المضي قدماً نحو إنجاز المصالحة وإنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال، بما يسمح، أيضاً، بفتح المجال أمام أفق للعملية السياسية”.
وكان سفير فلسطين في الرياض، بسام الآغا، قال إن “زيارة الرئيس عباس للمملكة السعودية تأتي لإطلاع الملك سلمان على تطورات القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن “موقف المملكة ثابت تجاه فلسطين”.
وتأتي زيارة الرئيس عباس إلى السعودية، ولقاؤه الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد أيام من قيام حركتي “فتح” و”حماس” بتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء خالد فوزي .
واتفقت الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من أداء مهامها ومسؤوليتها في قطاع غزة، أسوة بالضفة الغربية، بعدما تسلمت المعابر، في ظل عقبات لا تزال تواجه عمل بعض الوزارات، مثل سلطة الأراضي.
وكان الرئيس عباس قد توجه إلى الرياض عقب مشاركته في أعمال “منتدى شباب العالم”، المقام في مدينة شرم الشيخ المصرية، وذلك بعدما وصلته دعوة مفاجئة من الملك سلمان.