عاصمة الرئيس/ احمد حسن الزعبي

أكثر سؤال واجهني في اليومين الماضيين..أين تقع العاصمة الجديدة التي تحدّث عنها رئيس الحكومة؟ كان جوابي الثابت: تقع العاصمة الجديدة تماماً في “مخ الرئيس” او على وسادة الفساد الجديد..
في الوقت الذي توزّن فيه الحكومة “ذيل القط” وتحسب لقمة الفقير ، و”تطحن ع الديك” او هكذا تدّعي ، يقفز الرئيس لنا بمشروع يكلّف مليارات “ممليرة” لعاصمة ادارية جديدة على الطريقة المصرية..مع اننا لا نملك من هذه المليارات الا “قشل” المديونية وتعثر المشاريع فقط لا غير..
كلام الرئيس عن عاصمة جديدة..يذكّرني بالأب الذي بقي يشكو لأولاده عن ضيق الحال وان عليهم الاقتصاد في الطعام لأن دخله لا يكفيهم ثمن الخبز اليومي وعليهم ان يوفّروا بمصاريفهم وان “يضبّوا” بطونهم قليلاً لنعيش مستورين فأهم شيء يا أولادي “الستيرة”، ومساء يخرج من تحت السرير صندوق مكياج لأمهم بمئة دينار وقمصان كلها لا “تبشّر بالستيرة” على الإطلاق..
**
طبعاً الرئيس وبعبقرية نادرة لم يفصح عن موقع مدينة “اتلاتنتس” الأردنية ، كي لا ترتفع سعر الأراضي كما يفكر ويدّعي..ولا أدري ان كان سيستدعي نفر من الجن ليقوموا ببنائها ليلاً في الصحراء وعندما تنتهي سيقوم بجرها ورفع الستار عنها على طريقة الضفدع كامل “تراتتتاااا..مفاجأة”، ام أنه سيستخدم الأسلوب الأردني في الضيافة حيث سيلهي الشعب في أحاديث جانبية ويقوم هو بتحضير المدينة و”صب القواعد” وتوزيع البنايات على داير المدينة المستديرة ويرش زينة الشوارع فوقها ثم يضع طنجرتين من “الخدمات” لمن يريد ان يليّن الطرق على كيفه.. ثم يفتح عليهم الباب ويقول “تفضّلوا ع المقسوم..
**
طبعاً نحن مع عاصمة جديدة دولة الرئيس..بشرط ان نكون دولة نفطية وسعر برميل النفط المصدر من بئر “كرمة العلي” و”نوفة المحمود” و”فؤاد اللهس” ويباع بسعر 200 دولار للبرميل ، عندها سنقول لك بما ان هواك مصري وتعليمك مصري “ايدنا بزنارك ” ابن لنا عاصمة ادارية كتلك التي في مصر فالخير كثير والايرادات وفيرة فلنتوسع وسّع الله عليك دنيا وآخرة..
نحن مع عاصمة جديدة دولة الرئيس..بشرط الا نرى أياً من الساسة القدامى فيها ، لا سكانا ولا مستثمرين، نريد عاصمة لا تفتح فيها الشوارع لأجل قصوركم،ولا ترتفع فيها الأراضي التي هي ملك عوائلكم، لا نريد نفخ التنمية الكاذبة في أراض تملكها الأسر المتنفذة كما صنعتم في عمّان منذ مئة عام فأصبح امتلاك دونم أرض في هذه المدينة أغلى من امتلاك دونم أرض في الجنة ..
نريد عاصمة جديدة دولة الرئيس..لكن نريدها خالية من اللصوص والسمسرجية ،والسرسرية ومدعي الوطنية الذي جعلونا بلا طعم ولا لون ولا رائحة..نركض وراء رغيف الخيز ولا نلحقه..
تخيّل دولتك ..الشعوب تحلم بأوطان قوية وأوطان مزدهرة وأوطان خالدة..ونحن نحلم ان يبقى الخبز في متناولنا…تخيّلوا حجم الثقة التي بيننا..في الوقت الذي تضيّقون فيه مساحة الرغيف علينا ..تعدوننا بتوسيع مساحة عاصمة؟
كيف نصدّقكم؟؟!!!

ثم بماذا يعنيني اتساع العاصمة اذا ضاق الرغيف ؟

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري