عروبة الإخباري – قال رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة ان نيّة شركة بوتاشكورب لبيع حصصها في استثماراتها العالمية، ومن ضمنها حصتها في شركة البوتاس العربية خلال فترة ضمنية تصل الى 18 شهرا، لن يؤثر مطلقا على أداء الشركة أو على خططها الاستراتيجية المستقبلية.
وأوضح الصرايرة في بيان أصدرته الشركة اليوم الثلاثاء أن خطوة شركة بوتاشكورب، الشركة الأم للشريك الاستراتيجي في شركة البوتاس العربية “بي سي إس جوردان”، جاءت تلبية للمتطلبات التنظيمية لمنع الاحتكار والتي فرضتها هيئة المنافسة الهندية على شركة بوتاشكورب، والتي تنص على أن تقوم هذه الشركة ببيع حصصها في عدد من شركات عالمية منتجة للأسمدة من ضمنها حصصها في شركة البوتاس العربية وشركة (SQM) التشيلية وشركة (ICL) الإسرائيلية، ترسيخا لمبدأ المنافسة العادلة وحسب ما تحدده القوانين الدولية المعنية بمكافحة الاحتكار.
وأضاف الصرايرة، أن شركة البوتاس العربية تمتلك برامج إدارية وأنظمة داخلية مؤسسية تضمن سلاسة واستمرارية سير العمل في الشركة، كما أنها طبقت خلال الأعوام الماضية أفضل نظم الإدارة العالمية المتماشية مع أفضل الممارسات المعمول بها عالميا، منوها الى أن السواعد الأردنية التي تعمل في الشركة وفي جميع المواقع تضع نصب أعينها نمو وتطور شركة البوتاس العربية وتطبق الاستراتيجية الهادفة إلى زيادة الإنتاج، وتنفيذ مشاريع من شأنها زيادة كفاءة الانتاج ضمن أفضل هيكل تكاليف مطبق عالميا.
وأشار الى أن الحكومة الأردنية، وبموجب اتفاقية الشراكة مع شركة بوتاشكورب لها الأولوية في عملية التملك إن وجدت جدوى في ذلك، كما أن الحكومة الأردنية توصلت إلى تفاهمات مع شركة بوتاشكورب “تهدف لأن تكون الأولوية في عملية البيع لشريك استراتيجي في مجال الأسمدة من خارج الأردن وذلك لغاية دعم خطط الشركة التوسعية الأفقية والعامودية من خلال مساهمة نوعية من قبل الشريك الجديد، أما فيما يتعلق بعملية بيع الأسهم، فقد توقع الصرايرة أن تتم على شكل صفقة خارج تداولات سوق عمان المالي اليومية”.
وبين أن رئيس الوزراء هاني الملقي بادر الى تشكيل لجنة وزارية لمتابعة انتقال ملكية أسهم شركة بوتاشكورب إلى شريك استراتيجي جديد، مشكلة من وزراء المالية والصناعة والتجارة والتموين والطاقة والثروة المعدنية والدولة لشؤون الاستثمار، ورئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، مؤكدا أن اللجنة الوزارية ستقوم بمتابعة تفصيلات انتقال الملكية بعناصرها كافة، حتى تتحقق مصلحة الشركة المستقبلية وكذلك مصلحة الاقتصاد الوطني.
يشار إلى وجود مؤشرات اهتمام مبدئية من شركات عربية وعالمية مهتمة بتملك أسهم شركة بوتاشكورب منها شركات استراتيجية متخصصة في مجال الأسمدة والاستثمارات.
وفي معرض حديثه عن الأداء المالي لشركة البوتاس العربية، أوضح الصرايرة أن مجموع الأرباح الموزعة من قبل الشركة خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت 633 مليون دينار، مؤكدا أن النمو في تسجيل الأرباح والمحافظة عليها رغم التحديات التي مرت وتمر بها صناعة الأسمدة على المستوى العالمي، يدل على نجاعة خطط الشركة وعملياتها التنفيذية وإدارتها المالية.
وأضاف، ان الشركة تسير قدما في تنفيذ مشروعها لزيادة القدرة الإنتاجية لمادة البوتاس بنحو 180 ألف طن، وبتكلفة تصل إلى حوالى 130 مليون دينار، مشيرا إلى أن زيادة الإنتاج سوف تنعكس بشكل إيجابي على أرباح الشركة لاسيما مع بدء التحسن التدريجي في أسعار الأسمدة عالميا.
وأضاف أن مشروع التوسع في إنتاج مادة البوتاس سيسهم إيجابيا في تعزيز المكانة التنافسية لصناعة البوتاس الأردنية ضمن المنتجين العالميين، موضحا أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة المشاريع التوسعية في صناعة البوتاس والصناعات المشتقة التي أقرها مجلس إدارة الشركة.
وذكر الصرايرة أن الشركة كانت قد أكملت في نهاية الربع الثالث من العام الحالي توسعة إنتاج البوتاس الحبيبي حيث بلغت الطاقة الإنتاجية 250 ألف طن سنويا مضاعفة بذلك الطاقة الإنتاجية من البوتاس الحبيبي. وقال، ان مشروع الدراسات الفنية لمخزون البوتاس في منطقة اللسان يعد من أهم المشاريع حاليا، وباشرت الشركة بالتعاون مع الحكومة إجراء الدراسات الفنية في تلك المنطقة، حيث من المتوقع أن تبلغ تكلفة الدراسة الفنية الأولية حوالي 12 مليون دينار، وتهدف إلى تحديد حجم وطبيعة تكوين مخزون البوتاس في منطقة اللسان بشكل علمي وحاسم، مشيرا إلى أن استثمارات إضافية لا بد من تخصيصها في حال أظهرت الدراسة الفنية الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع، وكذلك في حال الحصول على موافقة الحكومة على منح حقوق تعدينية في هذه المنطقة للشركة.
وأشار بهذا الخصوص إلى أن العديد من المشروعات التوسعية للشركة أصبحت مجدية اقتصاديا بعد تطبيق خطة خفض تكاليف الإنتاج التي نفذتها الشركة في الأعوام القليلة الماضية، مبينا أن الشركة كانت حتى فترة قريبة ضمن الثلث الأعلى من حيث تكاليف الإنتاج مقارنة بالمنتجين العالميين المنافسين لها، حيث تركزت جهود إدارة الشركة على تخفيض التكاليف وتحسين موقع الشركة ضمن منحنى تكاليف الإنتاج بالمقارنة مع المنتجين العالميين، ونجحت بذلك في آخر 5 سنوات وبنسبة تصل إلى 33 بالمئة وهي مستمرة بذلك للأعوام المقبلة.
وفي سياق حديثه عن الخطط التوسعية في الصناعات المشتقة من مادة البوتاس وضمن رؤية الشركة لتعظيم عوائد القيمة المضافة وآثارها الاقتصادية، أوضح الصرايرة أن شركة صناعة الأسمدة والكيماويات العربية (كيمابكو)، المملوكة بالكامل لشركة البوتاس العربية، باشرت بأعمال توسعة إنتاج مادة نترات البوتاسيوم لترفع إنتاجها إلى 175 ألف طن من 130 ألفا، ومن المتوقع إكمال أعمال التوسعة مع نهاية الربع الأول من العام المقبل، بالإضافة إلى مشروع التوسع في إنتاج المواد المتخصصة في شركة برومين الأردن.
وأشار الصرايرة الى أن الشركة بدأت تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير وتحديث وتوسعة الميناء الصناعي الحالي في العقبة وبتكلفة تقديرية 125 مليون دينار مناصفة بين شركة البوتاس وشركة مناجم الفوسفات، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع في الربع الاول من عام 2018 لضمان فعالية عمليات تصدير مادة البوتاس والمواد الأخرى المشتقة حاليا ومستقبلا، وكذلك لاستيعاب الطاقة الإنتاجية والتصديرية لمستخدمي الميناء الصناعي في العقبة بشكل عام، منوها الى أن شركة البوتاس العربية هي في عداد أكبر الشركات الرافدة لخزينة الدولة بالعوائد والمصادر المالية.
وأضاف، ان من شأن المشاريع التوسعية التي تنوي الشركة تنفيذها خلال الأعوام المقبلة تعزيز مكانة الشركة ضمن أكبر الشركات الرافدة لخزينة المملكة بالعوائد والرسوم حيث بلغ مجموع مساهمات الشركة المباشرة لخزينة المملكة في السنوات الخمس الماضية حوالي 415 مليون دينار وهو ما يشكل 70 بالمئة من صافي أرباح الشركة.
وأكد الصرايرة أن الدور الاقتصادي للشركة يتمثل برفد احتياطات المملكة من العملات الاجنبية، حيث تعد واحدة من أكبر الداعمين لاحتياطي العملات وأسهمت في رفد الاحتياطي في عام 2016 بحوالي 737 مليون دولار، بشكل مباشر وبالاشتراك مع الشركات التابعة والحليفة لها، مشيرا إلى برنامج دعم شركة البوتاس العربية لبرامج المسؤولية الاجتماعية المتنوعة والتي بلغ مجموع ما أنفق عليها خلال الخمس سنوات الماضية 46 مليون دينار.