عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – رأيته وقد عقد العزم وتوكل .. كان يشعر بالراحة والتفاؤل ولم يكن يرتدي ربطة العنق كما عهدته، وهو يحب ربطات العنق وله ذوق عالِ فيها .. كان مهيئاً أن أسأله وقد ترددت في البداية فزيارتي كانت للسلام عليه وتقديم كتابي عن المسجد الاقصى وعن رام الله .. وقد كرمني برعايتهما .. ولكني وقد رأيته مهيئاً للحديث غلبتني المهنة والكار فسألت .. عن المصالحة والوضع في غزة ولماذا جاءت حماس له وقد رفعت الراية البيضاء .. فابتسم وقال: “أبقاش بدها” فقلت هذا تعبير لأهلنا من بني معروف، فقال: نعم هكذا أردت .. كان جبريل الرجوب على يساره وعبد الحي المجالي على يمينه .. يستمعون وقد أعجبتهم الإجابات .. قال لم تعد الامور تنتظر وعلينا أن نحسم، فلا لكلكة ولا مماطلة .. نعم نريد المصالحة ولكن ليس بتبويس اللحى أو على حساب مصالح شعبنا .. نريدها طيّاً لصفحة الماضي وخروج منه وبناء جديد باتجاه المستقبل..
وقا أكتب فنحن مخلصون لذلك .. لن أوصيك بما هو للنشر وبما هو ليس للنشر .. أدركت أنه يثق، وأدركت أنه لا يخفي شيئاً فلديه من الشجاعة أن يقول كل ما في نفسه في هذا الموضوع، فقد قال في كلمته امام الامم المتحدة الكثير وزاد أن قال في مقابلاته مع الفضائيات المصرية ما هو اكثر .. فماذا سيقول لي من جديد؟؟ الجديد هو في الخلفيات الشفافة التي قدمها عن دوافع حماس في الإنقلاب وعن الوقائع اللاحقة وعن توجيهاته لقيادته وردود الفعل وإصراره على أن تظل الصناديق نظيفة وأن يكسب الفلسطينيون تجربة الانتخابات في تمرين حيّ ..
لقد عانينا كثيراً من ممارسات انتهازية وغير مبدئية ولكن مصلحة شعبنا تدفعنا للصبر والتحمل والاصرار .. يجب إنهاء الانقسام وقد ذهبنا بإرادة واضحة و نية صافية وقد أوصيت وفدنا، واعطيناه كلاماً مكتوباً، وحذرنا من ردة الفعل ومن النزق، فشعبنا يتابع ويراقب ويتفاعل وينتظر، وقد جاءت حماس تطلب ذلك بعد أن حلّت حكومتها وامعنت في خطوات الانقسام ولم تبقي شيئاً.
وحين حلت حكومتها .. بدأنا العمل فوراً كما لو كنّا سيارة اسعاف .. لم ننتظر وقد بدأت التحرك حتى قبل عودتي من الامم المتحدة .. واجريت العديد من الإتصالات مع رام الله .. ومع قيادات عربية ودولية وخاصة مع الإدارة الاميريكية والرئيس ترامب شخصياً الذي لم يعلق كثيراً واكتفى بكلمتين لم يصحبهما لغة “البدي” التي يستعملها دائماً وكأنني به يقول: لا أمانع !!
كنت أسأل نفسي .. ما الذي كانت تريده حماس؟ ولماذا ظلت تقتحم الأبواب المفتوحة وخاصة أبواب انتخابات المجلس التشريعي والانتخابات الرئاسية؟ ولماذا لا يتقدمون ويأخذون .. لما تقدموا في انتخابات (2006) وفازوا بحماية الرئيس محمود عباس حين كان توجه بعض قيادته إلغاء النتائج ولكنه حذرهم من ذلك، ومضى يقبلها وكان ثمن ذلك باهظاً، فقد طارت حماس بالنتائج وصرفتها انقساماً كريهاً وتدميراً لصورة الشعب الفلسطيني لأكثر من (11) سنة ..
الآن وقد قدم الرئيس لهم حبل النجاة أو خشبة الإنقاذ ومكنهم من النزول عن الشجرة التي صعدوا إليها ليقودوا إنقساماً ويشكلوا حكومة (اللجنة الإدارية) في غزة .. فماذا هم فاعلون؟ لقد مكنهم من النزول عن الشجرة وقدم لهم ما يعيدهم إلى الحضن الوطني الفلسطيني ويمنع عنهم كثيراً من ردود الفعل الاقليمية والعالمية التي استهدفت حماس ونفت عنها الصفة الوطنية وأدرجتها في باب “الإرهاب” وشيطنتها ليسهل الإنقضاض عليها وتصفيتها بوسائل إسرائيلية وغير اسرائيلية.
أبو مازن الذي حقق الكثير على المستوى السياسي للقضية الفلسطينية حين ولج بها بوابة العالم مستعملاً اللغة التي يفهمها هذا العالم وكانت أخر الانتصارات لهذه القضية هو فوز فلسطين بعضوية منظمة الانتربول الدولية بعد جهد ومناورات اسرائيلية واميركية كبيرة لمواجهة مواقف دولية مثلتها الصين حيث مكان انعقاد الدورة ودول عديدة من الامم المتحدة تتفهم الموقف الفلسطيني وترى في اسرائيل دولة محتلة ..
الاتصالات مع ابو مازن لم تتوقف طيلة الايام الماضية، فمصر على الخط والرئيس عبد الفتاح السيسي يزج بقدرات مصر وجهاز مخابراتها الفطن لإنجاز خطوات المصالحة، لا لسواد عيون الفلسطينين وإنما ايضاً لمصالح مصر الاقليمية بعدما تبين أن خاصرة سيناء النازفة لها علاقة باستمرار الانقسام الفلسطيني وغياب المسؤولية الملتزمة عن المعابر والحدود، فقد أدركت مصر أن الأنفاق التي تنقل أسباب العيش إلى غزة كان يخرج منها سلاح بلا هوية محددة إلى أن يصل إلى الايدي التي تستعمله وهي التي تعطيه هويته، حين كانت أطراف التصدير والتصنيع تبذل كل جهدها لمسح اي اثباتات تشير الى ذلك في كثير من الاحيان، فقد تحولت سيناء الى وجع للمصريين وإلى خطر يلحق الضرر الشديد بالاستقرار في مصر ويعكر الامن القومي المصري بشكل مباشر وهو ينتقل الى مدن مصر في الداخل ..
مصر التي ارادت ان تضرب اكثر من عصفور واحد بحجر، رأت في المصالحة تسديداً لواجب أراد المصريون الذين ضحوا من اجل فلسطين منذ حرب 1948 والى اشعار آخر ان يسدد، وأرادت مصر حماية أمنها القومي كما أرادت اعادة التعامل مع غزة على اسس أخرى تفضي إلى تعامل سياسي وليس أمنياً فقط، خاصة حينما تصبح غزة جزءاً من سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية ..
سيصل عباس إلى غزة وسوف ترى فيه جماهير غزة بوابة تُفتح لهم على العالم، فالرئيس قادر بعزيمته ودعم شعبه أن يحمل غزة بعيداً عن المستنقع الذي رُميت فيه، وأن يأخذها لأسباب العيش الكريم وان يضمد الكثير من جراحها وهو يستعمل لغة العالم الإنسانية لاستجلاب الدواء وعودة الاعمار التي عُطلت كثيراً ..
إسرائيل ظلت تراهن على فشل المصالحة لتكسب الرهان في وجه مصر التي أرادت بالمصالحة إغلاق الطاقة التي يأتي منها الريح، ليس بسدها وإنما بتغيير إتجاه الريح ووقف الرائحة الكريهة التي كان يحملها لتكون نافذة تنفس وحياة وتعاون وتفهم، كما نوافذ فلسطين على الاردن ..
الإتصال المصري شمل المتفاوضين على مستويات عدة وجرى مع الرئيس أبو مازن على مستوى القيادةالأولى التي بشّرت وأظهرت الإصرار على مواصلة العمل .. فمصر لا تتدخل في الشأن الفلسطيني تدخلاً كريهاً، والفلسطينيون لا يسمحون بمثل ذلك التدخل، ولكنهم يرون في الخطوة المصرية انتصاراً للقضية ومساعدة من الأشقاء لوقف تداعيات الانقسام وإعادة ردمه والبناء عليه بالوحدة الوطنية ..
وفي السياق، ظل الرئيس أبو مازن يرى للأردن دوراً مشرفاً في اسناد القضية الفلسطينية وخاصة في القدس، وهوالدور الذي ترجمه الملك عبد الله الثاني بزيارته لرام الله .. واستمرار تمسكه بالقيادة الفلسطينية الشرعية التي يمثلها الرئيس ابو مازن، فقد أدرك الاردن ومنذ عقود ماذا يعني التمثيل الفلسطيني المستقل والقرار المستقل منذ الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية في قمة الرباط، وايضاً منذ خطوة فك الارتباط والاعتراف بأوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية وقد ناهض الاردن الانقسام الذي صنعته حماس في غزة وتحفظ على اي علاقة معها منذ وقت أبعد من وقوع الإنقسام وكان له معها إشكاليات لم تحل، سواء نشاطها الذي ظل يعتقد أنه يؤذي أمنه الوطني والتزاماته، أو في أمتدادها الإخواني على ارضه ولهذا ظلت العلاقة بها متحفظ عليها وظل الاردن يحتفظ بعنوان واحد، وحتى حين جاءت لعبة الدحلان مع حماس عبر اطراف عربية لها اجنداتها، لم ينطلِ ذلك على الاردن الذي أدرك اهداف اللعبة وابعادها فكانت زيارة الملك الى رام الله قد وضعت سطراً جديداً لما سيأتي.
في رام الله التي تجولت فيها ليلاً ونهاراً .. وغدرتها إلى نابلس وعدت منها إليها بعد منتصف الليل .. كانت الطرق آمنة وكان التزام السلطة بالأمن يساعد فلسطين على الاستمرار في التنمية .. فالاستقرار في الضفة مصلحة فلسطينية قبل أن يكون اسرائيلية .. ولذا فإنه حين رأى شارون أن الفلسطينين يستفيدون من الاستقرار ما بين السنوات 1996 – 2000 وان اموالاً فلسطينية مغتربة تتدفق وان هناك بناء وتنمية في الضفة وغزة، ادرك ان الفلسطينين إن استقروا شكلوا خطورة على أمن اسرائيل فالاستقرار يمكنهم من إبقاء شعبهم صامداً ومن بناء دولتهم العتيدة المرشحة للاعتراف الدولي.
في حين أن العنف غير المدروس والخطوات الارتجالية تعطي المبرر المستمر لاسرائيل باستمرار ضرب انجازاتهم واسباب صمودهم وحرمانهم من التعليم والصحة والعمران..
ادرك ابو مازن خطورة الصراع المسلح في اللحظة القائمة، ولذا كان متحفظاً على الانتفاضة المسلحة بعد عام 2000 وقد شجبها وعانى من موقفه الذي استجلب ردود فعل جاهلة وصلت حد إطلاق الرصاص على بيته في غزة وهو القائد الصلب الذي يعرف ما هي الحركة الصهيونية وما هي استهدافاتها في الاستيطان وكيف تفكر اسرائيل والتي تخفي عن أنظار العالم نظام التميز العنصري (الابارتاييد) الذي يفضحه الرئيس ابو مازن في كل يوم متسلحاً بمواقف دولية تتفهم نهجه ..
السلطة الفلسطينية ليست فاسدة، قالها واشار إلى شاشة الكومبيوتر بإمكان اي راغب أن يرى موازنة السلطة على النت وان يعرف شفافية الممارسات، فالذين يمولون يتابعون اين تذهب أموالهم وكيف تصرف .. لقد توقفت المساعدات العربية إلّا بعضها من السعودية والجزائر .. وشيئاً من الكويت .. والاخرون لا يدفعون وإن دفعوا فلغيرنا وليس من أجل اسناد مواقفنا وإنما في بعض الاحيان للتشويش عليها ..
لا ديون علينا وأن كان بعضها القليل فذلك بفعل سياسات المصادرة الاسرائيلية لاموالنا المتأتية من الضرائب والتي تحصلها اسرائيل وهي حق لنا.
وقد أكد أبو مازن اننا سنكون قادرين على جعل ديننا صفراً .. رغم قسوة الاحتلال والحصار والاجراءات العدوانية المستمرة.
ما لاحظته ان مناطق السلطة الفلسطينية حيث الأمن والشرطة الفلسطينية هي مناطق آمنة داخلياً إلاّ حين تقع الاجتياحات الاسرائيلية التي لا تريد لتجربة الاستقرار ان تنجح .. لا عنفاً شعبياً في فلسطين، لا صراعات عشائرية أو قبلية، لا عنف في الجامعات ولا تعديات على القانون في الممتلكات والأراضي، ولا إطلاق نار في الاعراس ولا قتل في سرقات ولا فساد يصل إلى حدّ الاعتداء على المال العام ومصادرته .. وهذه مسائل يمكن لأي زائر الى مناطق السلطة ان يلاحظها فالتناقض فقط مع الاحتلال وكل الجهد موجه له ولاستمرار الصمود والعيش والبحث عن اي فرصة للاستقرار.
الأمن الداخلي الفلسطيني مهم جداً عند الرئيس ابو مازن وهو لا يسمح على الاطلاق العبث به لانه يدرك مرامي الخطط الإسرائيلية التي تستهدف ايجاد ذرائع لاقتلاع الفلسطينين ونفيهم وتبديدهم ويجعل من همه افقاد الاسرائيلين لذرائعهم أولوية عنده، وفي سبيل ذلك لا يعقده أنه يتعامل معهم وجهاً لوجه ويتعامل مع الادارة الاميركية التي تسندهم والتي يستقبل مبعوثيها باستمرار وبشكل دوري أكثر من استقبال اي زعيم عربي آخر للأميركيين لانهم يدركون دوره ويدركون حيوية القضية ودفع العالم باتجاه ان تغير الادارة الأميريكية مواقفها المنحازة بشكل اعمى لاسرائيل والتي انتقدها الرئيس ابو مازن من فوق منبر الامم المتحدة وحملها مسؤوليات تعطيل عملية السلام، وأخذ عليها الكثير من المواقف العدوانية وكل ذلك لم يحبط الرئيس أبو مازن أو يثنيه عن عزيمته في مواجهة الاحتلال والانحياز الاميريكي بكل الوسائل المشرعة وهي عديدة وقد تكون كافية إلى ادراك الفلسطينيون كيف يستعملونها .. وفي هذا السياق أيضاً فإن العمل الفلسطيني النشيط عبر المحافل الدولية والموقف العالمي المتفهم لذلك، جعل الرئيس الاميريكي ترامب المندفع منذ بداية عهده يراجع موقفه من نقل السفارة الاميريكية من تل ابيب الى القدس وهذه خطوة لا تأتي هكذا عفو الخاطر وانما تريد المزيد من العمل السياسي والفلسطيني والعالمي المساعد لدحر الخطوة الاميريكية وابطالها، لقد عملت المحافل الصهيونية وطوال سنوات طويلة في ملعب يخلو من الدور العربي ولذا استطاعت اسرائيل وتحالفاتها الاميركية الداخلية ان تضع الادارات الاميركية في انحياز اعمى لخططها ومنها الموقف الاميركي الاخير من الانحياز لاسرائيل بالإنسحاب من منظمة اليونسكو لذرائع منها ما تقول الادارة الامريكية انه انحياز هذه المنظمة ضد اسرائيل، كما ان من ثمار الانحياز الاميركي لاسرائيل ما قاله سفير الولايات المتحدة في اسرائيل عن احتلالها حين نفى ان تكون اسرائيل محتلة او حتى الموقف الاميركي من الاتفاق النووي الايراني حيث جاءت التصريحات على مقاس اسرائيل واجندتها تماماً ..
استطاع الرئيس ابو مازن ان يحافظ على صمود شعبه وحقن دماء اطفال الفلسطينين ما استطاع وهذا له كلفه عالية سددها بسياسات حكيمة متزنة .. وإذا كانت هذه السياسات لا ترضي اطرافاً مزاودة أو مناقصة أو لا تبدو شعبية بالقدر الكافي فإن الرئيس ومع اغلبية تعتقد بصواب هذه السياسات من خلال نتائجها، فالرئيس ابو مازن لا يؤمن بالعنف وهو لا يؤمن بمقولة “شهداء بالملايين” أو بالانتحار من اجل بطولة غير مثمرة، ولكنه يؤمن بتراكم النضال وتوزيع مهامه على كل الفلسطينين واجنداتهم في كل العالم لمواجهة اخطر موجة عدوانية على فلسطين وقضيتها ..
الرئيس يقرأ التاريخ ويكتب فيه ولديه قدره فائقة على التحليل واستخلاص العبر ولديه الجرأة ان ينقد سلطته حين قال في الامم المتحدة انه في سلطة بلا سلطة وامام احتلال غير مكلف وهو لا يبدل بندقية احتلال ببندقية اوصياء او متدخلين في الشأن الفلسطيني ولا يرغب الدخول في الصراعات العربية حيث دفع الفلسطينيون اثماناً باهظة لذلك وفي اكثر من منعطف ومرحلة ولذا لا يريد فلسطين في اليسار او اليمين كما لا يريدها شرقية او غربية وانما وطنية فلسطينية في عمق عربي واسلامي يحفظ ملامح وجهها واضحة دون تمويه او تغطيه … وهذا ما كانت عليه فتح منذ ولادتها وما حافظت عليه واعطاها ثمارها ومكن لها من جذور في وسط شعبها ..
ابو مازن كما خبرت يقبل القسمة على كل شعبه وحتى لو كان يقود فتح ويرأس لجنتها المركزية فهو لا ينحاز لها الا بمقدار التزامها بالخط الوطني الذي يتحمل هذه المسؤولية والحفاظ عليها وينظر الى كل الفصائل نظرة وطنية واحدة في أطار منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها وتجدد له قيادتها أما من هم خارج المنظمة فإنهم ايضاً أبناءه وابناء الشعب الفلسطيني ابقى لهم الابواب مفتوحة لدخول البيت الفلسطيني (المنظمة) عبر صناديق الاقتراع واعطاهم حق قيادة الشعب الفلسطيني عبر الصناديق ايضاً دون ان تكون لديه حساسية أو تعصب وهو يدرك ان الخلل يصيب احياناً جميع التنظيمات الفلسطينية سواء تنظيمه او التنظيمات الاخرى ولذا ظل حريصاً على النقد الداخلي وتصويب اوضاعه في ديموقراطية مركزية تعرفعها الاحزاب اليسارية وفي تعددية للرأي ، ضمن قضية الاغلبية والأقلية في اتخاذ القرار.
ما رأيته في مؤتمر فتح السابع في رام الله يثلج الصدر فقد كثر الندابون ومدعو الحكمة بأثر رجعي ممن أرادوا اخافة الرئيس أنه بانعقاد المؤتمر والانتخابات فيه سوف يزيد الطين بلّه وسيؤدي لضرب الوحدة الوطنية وتفجير ألغام كامنة وما تبقى من وحدة وطنية وعلاقات.
والبطء ويرمم الحركة ويضيء كل الزوايا المعتمة ليخرج لشعبه والعالم أكثر قوة واصرارا واكثر ترتيبا للبيت السياسي الفلسطيني الذي يقصده الان الكافة من الفصائل بالتحالف والاصطفاف والمصالحة.
واذا كان الانقلاب على القرار الفلسطيني والسلطة والمنظمة قد وقع في زمن الرئيس عباس فإنه يسجل له اليوم أنه عمل كثيرا من اجل ان يأتي هذا اليوم يوم انهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية التي عمل الرئيس من اجلها بما في ذلك محاصرة الخطأ وقطع اسباب الدعم عنه الى ان خرج من ذلك من يدعو للمصالحة ليصيب ذلك في اهداف الرئيس.
واليوم نبارك لأبي مازن نواياه الصافية وخطواته المدروسه وفرح شعبه بما احدث من مصالحة انعكست في استقبال وزراءه في غزة. وانا اراهن ان تخرج غزة لملاقاة ابو مازن خروج البصرة للحسن البصري وخروج القاهرة للمعز فقد حمل ابو مازن الدواء وهو سيمسح على جرح الغزيين ويقول نذكر “وانشاء الله ما بتنعاد”..
فالوحدة الفلسطينية الفلسطينية هي المدماك الذي سيتواصل عليه البناء.
مبروك للرئيس ابو مازن ما تم انجازه ومبروك للشعب الفلسطيني ..
وما زلنا نقول امام كل خطوة الحذر الحذر وهو ما يردده ابو مازن وهو يتحدث عن المرحلة .. ولعله ما زال يقول ووفده يذهب الى غزة ويعود منها لتجديد العمل ..
يا سارية الجبل الجبل!!