عروبة الإخباري – ضمن احتفالية عمان عاصمة الثقافة الإسلامية، انطلقت امس فعاليات “ملتقى الأردن للشعر” في دورته الأولى، الذي تنظمه وزارة الثقافة، وذلك في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بمشاركة شعراء محليين وعرب.
تضمن حفل الافتتاح الذي أدارته الشاعرة وفاء جعبور تكريم الزميل الشاعر زياد العناني حيث تم عرض فيلم بعنوان “الرأي لأحزان النايات”، يتحدث عن تجربة العناني، قام بكتابة النص مخلد بركات، من إخراج رمضان الفيومي واسحاق ياسين، والقاء صوتي الفنان أسعد خليفة.
وزير الثقافة د. نبيه شقم اشار إلى ان عمان تسترجع مع الشعراء تاريخها الحافل بالتميز والإبداع، وهي الشاهدة على هذا التاريخ الجميل والعريق، القابضة على جمر العروبة والإسلام المنحازة لقضايا الأمة والإنسان.
وقال شقم إن هذا الملتقى يشكل لبنة أساسية أولى لعمل مؤسسي ينحاز إلى ديوان العرب، الذي خلدوا فيه اجمل أيامهم، لافتا إلى ان وزارة الثقافة عازمة على ان يكون هذا الملتقى حدثا سنويا، ترعاه، وتطوره وتجمع له كل أسباب النجاح لخدمة الشعر والشعراء.
بينما ألقى الشاعر اللبناني شوقي بزيع كلمة الشعراء العرب المشاركين في الملتقى حيث قائل: نلبي نداء حراس مملكة الشعر من التلف كما فعلنا من قبل حين قادتنا أعمدة جرش ومدرجاتها الى أكثر النجوم بريقا والى أكثر أحافير التاريخ صلة بأعراس المعنى ومناجم الكتابة، وفوق هذه الجغرافيا التي تسند ظهرها إلى الصحراء وترسل بناظرها إلى البحر، وفق هذه التضاريس المنتشرة كجناس ناقص بين اكثر المرتفعات ملاحة واكثر المنخفضات ملوحة، يرتفع قوس واسع من الاخيلة التي يرفد طرفها الأول صوت عرار بأعذب ترجماته، فيما يتصل طرفها الثاني بالكشوف الاكثر جرأة لمغارتي التفعيلة والنثر.
قال عضو اللجنة التحضرية للملتقى الشاعر زهير ابو شايب إن الشعر سيظل جامعنا وملاذنا في مواجهة الكوابيس والانهيارات والظلام، وردنا على كل ما هو قبيح في هذا العالم الذي يقسو ويتصدع ويحسب انه في غنى عن الشعر، وثم يكتشف أن قلبه لم يعد يخفق قط، وان الجمال الذي يقترحه الشعر وتقترحه الفنون ليس ترفا، بل هو حاجة عميقة وأكيدة ولا خلاص من دونها.
وأوضح ابو شايب ان هذه الدورة الأولى للملتقى الشعري، معتبرها دورة تجريبية لابتكار فضاء جديد نطمح ان يكون رحبا ومختلفا وخصبا وتجديديا في المشهد الثقافي العربي.
ثم عقد الجلسة الثانية وهي عبارة عن ندوة تكريمية للعناني شارك فيها كل من: د. سامي عبابنة، والشعراء زهير أبو شايب، عمر شبانه، حكمت النوايسة، وادارها د. نارت فاخون.
ورأى المتحدثون ان تجربة العناني تتميز بالغرابة والتمرد، وتتسم قصائده بالعديد من السمات من ابرزها التجربة الحياتية والثقافية ووعيه بالعالم من حوله.
وأشار المشاركون إلى النزعة التأملية في قصائد العناني التي خلقت عنده حالة من الإحساس الحاد بالتفرد في الوجود، ما يدفع الذات الإنسانية إلى التمرد على الفكر السائد.
وبين المتحدثون أن القصائد عند العناني تدور في فلك المعنى، اذ ان الشعرية لديه شعرية معنى، وهو ليس معنيا بالصورة الشعرية.
الشاعر زهير ابو شايب قرأ العديد من قصائد العناني، ثم تحدث د. سامي عبابنه عن تجربة العناني الشعرية قائلا: تمثل تجربة العناني واحدة من ابرز تجارب الشعراء الأردنيين، وقد تجسد ذلك في موضوعات شعره غير المعتادة من القراء غالبا، فشعره يوسم بالغرابة والتمرد والخصوصية، ولم يكن على صعيد موضوعات شعره فحسب وانما في اسلوب كتابته، فهو مختص في كتابة “قصيدة النثر”.
واشار عبابنه إلى الثيمات الفكرية التي تكشف عن تجربة العناني والمدارات الشعرية ورؤيته للحياة ونزوعه الشعري المتأمل بمشكلة الوجود الانساني واحساسه، لافتا النزعة التأملية عنده التي تتمثل في حالة الاحساس الحاد بالتفرد في الوجود، مما يدفع الذات الإنسانية إلى التمرد على الفكر السائد، وتأسيس شكل من القطيعة مع منظومات الفكر والحياة الاجتماعية بمختلف جوانبها، فهي تمثل الوجه الأبرز لفكر الحداثة.
الشاعر عمر شبانه أشار إلى ان العناني يكتب قصيدة النثر، التي تحظى بقدر من اليناعة والخضرة والطراوة، منبع هذه السمات عناصر عديد من ابرزها التجربة الحياتية من النسق المغامر، سواء على مستوى العيش او مستوى ثقافة الشاعر ومرجعاته الثقافية التي ينهل منها ووعيه بالعالم من حوله.
وأشار شبانه إلى عنصر مهم من عناصر تجربة العناني وهو العوالم الغريبة التي تأخذنا إليها نصوصه وقصائده، عوالم تتسم بالغرابة والجدة والاختلاف، رغم الشعور ببساطتها وعادتها، وعلى غير صعيد أيضا، والعلاقات التي تربط الأشياء ببعضها، او تربط البشر ببعضهم، مشيرا إلى أن اللغة عند العناني ليس مجرد إناء لموضوع، بل هي الموضوع والمعنى والتجربة في آن.
بينما رأى الشاعر والناقد د. حكمت النوايسة أن القصائد عند العناني تدور في فلك المعنى لا غير، اذ ان الشعرية لديه شعرية معنى، وهو ليس معنيا بالصورة الشعرية، إلا من حيث هي مطية معنى يسافر من خلالها إلى العقل الوجداني.
وتحدث النوايسة، عن ديوان “خزانة الأسف”، التي تم منعها، مبينا أنها فيض طفولي من روح لم تبارح تلك المساحة من البراءة، ولم تفارق منطقة التعلم من التألم والتأمل، في مرجعية بيضاء تماما، إلا من الإيمان الفطري.