عروبة الإخباري – في أمسية جمعت بين ألوان الغناء ما بين القصيدة والطربي والشعبي والصوفي أطربت الفنانة كارولين ماضي أول من أمس الجمهور الذي ملأ مقاعد مسرح اسامه المشيني في اللويبدة وتفاعل مع الأمسية التي جاءت تحت رعاية وزير الثقافة نبيه شقم.
الأمسية التي حملة عنوان “بهجة الامس” أقامتها ماضي ضمن الأمسيات التي تقام على خشبة مسرح اسامة المشيني ، واشتملت على أغان خاصة بها وأخرى مختارة من التراث الغنائي العربي.
البداية كانت مع “ ولي نتعاتب “ من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان والدها مالك ماضي، ومن التراث الغنائي الأردني قدمت ماضي التي تمتلك خامة صوتية مميزة ومدربة على اصول الغناء الشرقي أغنية “أُهديكَ ما أهديك” من كلمات الشاعر خالد محادين، وتقول الأغنية “أهديك ما أهديك في عيدك الغالي، لا شيء قد يرضيك يا شاغلا بالي، قارورة من عطر والعطر من ثغري ام حفنة من زهر والحسن من زهري”.
قدمت ماضي اغنية من الاغاني التونسية لتقدم “ ما حبيتش وعمري ما نحب “ التي امتعت الحضور ليبادولها بالتصفيق الحار.
ختام الأمسية كانت مع أغنية “تندم وحياة عيوني تندم” من كلمات وألحان اللبناني سامي الصيداوي، وقدمتها ماضي بخفة وخاطبت الحبيب الذي قرر ان يغيب عن حبيبته … وتقول الاغنية “تندم وحياة عيوني تندم، بدك تأهرني؟ ليجاوبها الجمهور “لأ” وتعيد ماضي بخفة “بدك تأهرني” … وتكمل “غيبلك شي غيبة وجرب .. ولما يا بترجع يا حبيبي شو بدك تندم”.
ولكارولين بصمتها الخاصة في الغناء التي تشكلت وتطورت لديها منذ الطفولة، فهي ترعرعت في محيط ثقافي وفكري وظهرت لديها موهبة فنية برزت منذ الصغر بالعزف على آلة العود وبصوت مصقول بالفطرة، وأحاطها والدها الموسيقى مالك ماضي بالعناية وحرص على خطوات مشوارها الفني.
شاركت في طفولتها بمهرجان أغنية الطفل، وكان أول لقاء حي لها مع الجمهور كفنانة تعزف وتغني منفردة على العود في حفل خيري رعته سمو الأميرة سمَيَّة الحسن. وفي رصيدها الفني العديد من الأغنيات منها ثماني أغنيات ضمن ألبومها الأول “حبيتني ولا” وكذلك لها أكثر من أربع أغنيات ضمن تجربة خاصة لها في التلحين.
وغنت ماضي من كلمات شعراء أردنيين وعرب منهم: تيسير سبول، ومحمود درويش ومحمود فضيل التل، وموسى حوامدة، ورفعة يونس، وآخرون والتي أثمرت باقة من الأغنيات اشتغلت هي نفسها على ألحان البعض منها، مثلما أدت أغنيات من الموروث الغنائي العربي القديم، وأعادت تقديمها بنضارة وتوهج راقيين.
تأثرت ماضي بالكثير من الأصوات التي تحيط في عوالمها الوجدانية وبيئتها الطبيعية، من خلال ذلك الثراء في الإيقاعات الموسيقية، التي من الصعوبة أن يشعر بها المرء، إلا إذا عاينها بشفافية وهدوء وانتباه من داخل حراكه اليوم المعتاد، وقدمت أكثر من أغنية ضمن هذا الإطار مثل: (أعشق حجرا من البتراء) و(سأمضي وستبقى الطيور تغني وتعزف لحني) اللتين حازتا على إعجاب الحضور في أكثر من مناسبة.
أنهت ماضي دراستها الجامعية في حقل اللغة الإنجليزية الا أنها قررت منذ البدء بأن تقدم أعمالا موسيقية وغنائية مستمدة من موروث عربي أصيل، ذات إحساس بليغ بالكلمة واللحن وتلامس ما يشعر به الإنسان داخل بيئته المحلية والعربية والإنسانية عموما، حيث أفادتها دراستها الجامعية في الاطلاع على نماذج أبداعية عالمية تعانق الهموم الإنسانية، متسلحة ببلاغة الكلمة وشاعريتها ما ساعدها على تحفيز ذائقتها السمعية والموسيقية.