عروبة الإخباري – دعا خمسون مثقفاً من رابطة الكتّاب الأردنيين للعمل على إعادة مكانة الرابطة وتقديرها لدى المثقفين، ولدى منظَّمات المجتمع المدنيّ، وفي الأوساط الحكوميَّة المعنيَّة.
وشدَّد المثقفون في بيان تبنّاه الشاعر والناقد محمد سلام جميعان، على تغليب الأبعاد الثَّقافيَّة والمعرفيَّة في كافَّة شؤون الرابطة، ورؤية أيّ بُعد آخر انطلاقاً من دور مكانة الثَّقافة والمثقَّفين، وتأليف «مجلس حُكماء» من زملاء مُتوافَق على مكانتهم الثَّقافيَّة وموضوعيَّتهم، للحفاظ على الإيقاع الثَّقافيّ وتوازناته في الرابطة، وتحرير الفعل الثقافيّ الوطني من الشِّلليَّة والعصبيَّة والجهويَّة.
وأشار الموقّعون على البيان إلى أن أعضاء الرابطة ليسوا أرقاماً انتخابيَّة أو قَطيعاً تصويتيّاً أعمى، كما يحدث في بعض الانتخابات في المملكة، فالكاتب الحرُّ يستعلي على معادلة التَّصويت القطيعيّ -على حدِّ قول البيان-.
وفي الوقت الذي أكَّد فيه الموقعون الذين يمثّلون كافّة التيارات الانتخابية والثقافية في الرابطة، على احترام العمل الحزبيِّ، فإنَّه لا يجوز لأيِّ جهةٍ حزبيَّة- بأيِّ حالٍ من الأحوال- أنْ تستحوذَ أو تحاول الاستحواذ على الرابطة وتحويلها إلى منظَّمةٍ حزبيَّة، خصوصاً أنَّ الأردنَّ تجاوز مرحلة الأحكام العرفيَّة وحَظْر الأحزاب والنشاطات الحزبيَّة، وبإمكان النُّشطاء السِّياسيين من المثقَّفين أن يمارسوا أنشطتهم السِّياسيَّة والإيديولوجيَّة المباشرة في دائرة أحزابهم. فكما لا نقبلُ أنْ تضع الحكومةُ يدَها على الرابطة وتدفعها إلى التَّراجع الثقافيِّ دورةً إثر دورة مُقدِّمةً لدمجِها في اتِّحاد الكُتّاب، كذلك لا تقبلُ الرابطةُ ولا أعضاؤها أن تكون منظمةً حزبيَّة أو سياسيَّة -على حدّ قولهم-.
واستعرض البيان الذي حمل عنوان (حفاظاً على البُعد الثَّقافي للرابطة ومكانتها ورسالتها واستقلاليَّتها) مواقف الرابطة التاريخية قائلاً إنها ظلَّت عصيَّة على الاحتواء والتَّدجين والمساومة، وناضلت بثبات في مواجهة القرارات التَّعسفيَّة التي استهدفتها، وواصلت مسيرتها الثَّقافيَّة الديموقراطيَّة التقدميَّة حتى نالت شرف رئاسة الاتِّحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب في دورتين متتاليتين، ممّا حفز الهيئات المتعاقبة في حقبة التسعينيات إلى مزيد من الارتقاء بالرابطة مستوىً وأداءً وفعلاً، وشكَّل حاضنةً لتوسيع القدرات والجهود، والارتقاء بالإبداع ومضاعفة الموارد المالية، وإيجاد مرتكزات للتَّفاعل الثقافي، والسعي الحثيث نحو تحقيق الحرية الثَّقافيَّة والعمل على حقوق الكاتب وقضاياه.
وأضاف المثقفون في بيانهم إنّ رابطة الكتاب الأردنيين كانت في زمنٍ مضى، منبراً ثقافياً حرّاً للفعل الثَّقافيِّ الدّيموقراطيِّ، والممارسة النَّقابيَّة الفاعلة، ففرضت حضورها ومكانتها في قيادة العمل الثقافيّ، وأثبتت جدارتها في الأوساط الثَّقافيَّة الأردنيَّة والعربيَّة، وحظيت باحترام وتقدير مؤسَّسات المجتمع المدنيّ.
واستدرك البيان بالقول: إن هذا الحضور الفردوسيَّ للرابطة، لا يكفي وحده، فهذا التغنّي التَّاريخي بدوْرها لا يُولّد سوى التَّعثُّر والتَّراجع أو العجز والإخفاق. وهو ما بات يلمسه غالبيَّة أعضائها منذ زمنٍ غير وجيز. وقد ازداد تراجع دَوْرها مستوىً وأداء وفعلاً إلى الدرجة التي اعترف بها زملاءُ سابقون.
ويأتي هذا البيان في الوقت الذي تستعدّ فيه الهيئة العامة للرابطة لانتخاب هيئة إدارية جديدة يوم الجمعة المقبل 8/9 التي يتنافس فيها تكتلان انتخابيان هما تحالف التيارين القومي والثقافي الديمقراطي، وتيار القدس، إلى جانب ثلاثة مرشحين مستقلين.
ووقّع البيان كل من: مجلّي نصراوين، محمد رفيع، يوسف عبد العزيز، بسمة النّمري، عبد الكريم أبو الشيح، مهند العزب، حسن ناجي، موفق محادين، يسار خصاونة، مازن حنّا، عبدالله مطلق العساف، موسى حوامدة، نجلا حسون، بسام أبو غزالة، طارق مكاوي، محمد الظاهر، أحمد راشد، سحر ملص، محمد فالح الصمادي، عيد النسور، علي طه النوباني، فاروق مجدلاوي، محمد أبو عريضة، جبريل الشيخ، مجدي ممدوح، يحيى حباشنة، عطاف جانم، عبد الرحيم جداية، مجدولين أبو الرُّب، منال حمدي، وليد حسني، سمير اليوسف، حيدر البستنجي، سعيد الخواجة، محمد ضمرة، عمر عياش، سمير الشريف، علي شنينات، عماد الحطبة، مهدي نصير، بسام جرايدة، رشاد رداد، جلال برجس، جودت مناع، وضاح محادين، نزار سرطاوي، محمد زكي، أحمد أبو حليوة.