“عمو الوزير”

عروبة الإخباري- تخاطب فتاة أردنية أخفقت في مادتين في امتحان الثانوية العامة الأخير وزير التربية والتعليم المثير للجدل الدكتور عمر الرزاز بالصيغة التالية ..«عمو عمر.. أريد أن أمـوت فهـل تدلنـي على طريقـة سريعـة».

لا يرتبك الوزير ولا يتحفظ، ويتواصل مباشرة مع الفتاة بصيغة أبوية ليطالبها بعدم التوقف عند الإخفاق بمادتين لأنها نجحت في بقية المواد، وهذا دليل على أنها تستطيع الاستدراك والنجاح.

يذهب الوزير في المحادثة القصيرة نفسها التي تعبر عن مستجد مثير على وسائط التواصل إلى ما هو جوهري أكثر في المسألة فيتحدث بصيغة «أولادي الطلبة لديكم فرصة مفتوحة للنجاح في الثانوية»، ويضيف: المثابرة والجهد عليكم ودورات التعويض علينا بدون سقف.

هذا حصريا ما تؤشر عليه خطة الوزير الرزاز الذي أثار أصلاً تعيينه وزيراً للتربية والتعليم جدلاً سياسياً ونقاط استغراب كثيرة بحكم خلفيته كخبير اقتصادي، ومغادرته لموقع في مؤسسة مالية، ورفضه في الماضي لقبول منصب الوزارة مرات عدة.

لا يقف الرزاز عند هذه الحدود، بل يفكر بصوت مرتفع مع الأردنيين في إنهاء ما سماه بهالة الرعب التي تحيط بامتحان الثانوية العامة.

قبل ذلك كان الرزاز قد تحدث مباشرة عن تلك الهالة الاجتماعية التي تستنزف المجتمع الأردني بدون مبرر والتي تحمل اسم امتحان الثانوية العامة والمسمى باللغـة الشعبـية «التوجيـهي».

لاحقاً وبعد إعلان شفاف لنتائج الامتحان بدون فوضى أو تجمعات، أو تسريب أسئلة، او خلل في العلامات ولأول مرة منذ ربع قرن تقريبا أعلن الرزاز بأن وزارته تتفق مع وزارة التعليم العالي على تغيير جوهري في نظام القبول الجامعي سيبدأ من الموسم الدراسي المقبل. وفقا لشروح الرزاز سيتم التركيز على امتحانات الطلبة ضمن خطتهم الشخصية التي تتناسب مع قدراتهم في اختيار تخصصاتهم، على أن ينسجم ذلك مع الرؤية المثيرة التي دعمها الملك علنا تحت عنوان الاستثمار في الموارد البشرية.

يبدو عمل الوزير عميقا وصامتا، لكن أجواء الانفراج الاجتماعي والرضا والقبول بعيدا عن التوتر سادت في مناخ إعلان نتائج الثانوية العامة قبل عدة أيام.

الفكرة باختصار تتعلق بوجود برنامج خلف الستارة لإلغاء امتحان الثانوية العام، وإعادة إنتاجه، والاستعاضة عنه ببرنامج آخر عصري وحديث، وبقبولات مباشرة من الجامعات بعد مقابلات وامتحانات تخصها كما يحصل في الجامعات العريقة في العالم.

حجم المقاومة العكسية لمشروع الوزير الرزاز تحت عنوان الإصلاح التعليمي والتربوي كبير جداً، خصوصاً داخل وزارة التربية نفسها، لكن العبور الآمن والشفاف والخالي من المشكلات للموسم الأخير يساعد في تفعيل نقاشـات ومناخـات إيجابـية.

وعلى هذا الأساس يتفهم الرأي العام مع قليل من التشنج أحياناً تلك التغييرات التي تنوي وزارة التربية إنضاجها وإنتاجها بعد ملاحظات متعددة بعنوان انهيار التعليم وتراجعه.

وهي ملاحظات تبنى بعضها علناً الملك عبد الله الثاني، وأحياناً زوجته الملكة رانيا العبد الله التي تظهر بدورها اهتماماً كبيراً بتأهيل معلمين، وتطوير أدوات ووسائل وتقنيات التعليم.

الرزاز يتحدث عن مبالغات اجتماعية وأمنية يمكن الاستغناء عنها، داعيا إلى التخلص من رعب الامتحان الذي يعتبره المزاج الشعبي نقطة تحول أساسية؛ حيث يقول الرزاز برعب لا مبرر له وبتأمين حراسات أمنية ومظاهر طوارئ أيضا لا مبرر لها.

وهو أمر يثير الجدل في أعماق البنية البيروقراطية، وإن كانت خطط الإصلاح تتسلل ببطء وعمق في قطاعين حتى الآن مهمين وهما التربية والتعليم والسلطة القضائية التي تم تعزيزها بتوصيات تطوير حاسمة تحولت وبسرعة في ظل الإرادة السياسية إلى حزمة تشريعات وتعديلات على القوانين.(القدس العربي)

Related posts

مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشائر الغويري والمعايطة والعليمات

افتتاح مبنى الفصيل النسائي في قيادة لواء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان/التدخل السريع

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين