3 شهداء ومئات الجرحى في “جمعة الأقصى”

عروبة الإخباري – شهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة، امس، جمعة غضب عارمة ضد ساسات الاحتلال الاسرائيلي، ودفاعا عن المسجد الاقصى، الذي عمدته دماء شهداء ثلاثة امس ارتقوا للمجد، في مواجهات الغضب المقدسي، ودماء مئات الجرحى والمصابين جراء سياسة القمع الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت مدينة القدس والمدن الفلسطينية المحتلة، قد اشتعلت غضبا نصرة للقدس والأقصى، كما وقعت مواجهات عند شريط الاحتلال الذي يحاصر قطاع غزة. ورغم الحصار الذي فرضه الاحتلال على القدس، عن بعد كيلومترات كثيرة، وإغلاق البلدة القديمة في وجه القدس وزوارها، إلا أن الآلاف المؤلفة أغرقت كافة الشوارع والأحياء المحيط بالبلدة القديمة، لتقيم فيها صلاة الجمعة، التي اعقبتها المواجهات، ردا على عدوان جيش الاحتلال، الذي أدفق الآلاف من قطعانه على المدينة لمحاصرتها وضرب أهلها.
وكان أول شهداء أمس، الفتى محمد محمود شرف البالغ من العمر 17 عاما، استشهد جراء إصابته بشكل مباشر في الرأس برصاصة أطلقها صوبه مستوطن في حي رأس العامود في القدس المحتلة. ثم استشهد الشاب محمد حسن أبو غنام (20 عاما) إثر إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في منطقة الطور، المطلة على المسجد الأقصى المبارك. والشهيد الثالث، الشاب محمد لافي من بلدة أبو ديس، شرق القدس المحتلة، جراء إصابته بالرصاص الحي في صدره.
وكان جيش الاحتلال قد أطبق حصاره على مدينة القدس، ولاحق ومنع عشرات الحافلات التي تقل من فلسطينيي 48، ومنع وصولها الى المدينة، عن بعد كيلومترات كثيرة، ورغم ذلك وصلت حشود كبيرة من فلسطينيي 48، بعد أن تجاوزا الكثير من عوائق الاحتلال، الذي وأغلق بوابات البلدة القديمة، ومنع الرجال ممن تقل أعمارهم عن خمسين عاما، من دخول البلدة.
إلا أن هذا لم يمنع تدفق الآلاف المؤلفة من أهالي القدس الأسيرة، ليلتفوا حول أسوار القدس، شكلا من أشكال الاحتضان الوطني، لدرة التاج، وفي قلبها المسجد الأقصى المبارك، المحاصر من كافة الجهات، بإغلاق بوابات، ونصب الأبواب الالكترونية لإذلال أصحاب المسجد والمكان. وقد امتلأت كل الشوارع القريبة، من بينها منطقة شارع صلاح الدين، وباب العمود، وبشكل خاص عند باب الأسباط، وامتد البحر الجماهيري الى قلب وادي الجوز.
وما أن انتهت صلاة الجمعة، حتى اندلعت المواجهات في كافة تجمعات المصلين، لتمتد الى كافة ضواحي المدينة، منها تلك التي باتت عالقة خلف جدار الاحتلال، مثل العيزرية، والرام وقلنديا وجوارها، كما اندلعت المواجهات في راس العمود وسلوان والعيساوية، وباقي الأحياء المقدسية، التي انتشر فيها قطعان جيش الاحتلال مدججين بالأسلحة القاتلة، ليس لهم هدف سوى سفك أقصى ما يمكن من الدم الفلسطيني.
وحسب تقديرات ليست رسمية، فإن عدد المصابين في القدس وضواحيها والمدن الفلسطينية، تجاوز 400 جريح، بينهم صحفيون، وشن جيش الاحتلال عدة هجمات على مستشفى المقاصد، في محاولة لاختطاف عدد من المصابين، إلا أن المتواجدين تصدوا لهذا العدوان الإرهابي.
وقد بدأ العدوان منذ ساعات الصباح الاولى على القدس، إذ اعتدت قوات الاحتلال على المتظاهرين قرب حاجز قلنديا وفي شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة. وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” بأن قوات الاحتلال هاجمت المصلين قرب حاجز قلنديا مطلقة الرصاص المعدني المغلف باللطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما ادى الى إصابة 6 متظاهرين.
وكانت مدينة القدس قد شهدت قبل ظهر أمس، لقاء ضم المرجعيات الدينية والسياسية والأهلية في المدينة، مع وفد واسع من لجنة المتابعة لقضايا فلسطينيي 48، للتباحث في أوجه الحراك الشعبي والسياسي، في معركة التصدي لجرائم الاحتلال في القدس، والعدوان الخطير على المسجد الأقصى، وعزله عن أهله وأصحابه الشرعيين، ولإعلان موقف مشترك.
وشدد المتكلمون على عدم السماح للاحتلال بفرض أمر وقع جديد، أسوأ مما ما هو قائم في المسجد الأقصى المبارك، وبالذات نصب البوابات الإلكترونية المغناطيسية وكل بدائلها، التي كل هدفها إبعاد المصلين عن المسجد المبارك، والاستفراد به، واستباحته من قبل عصابات المستوطنين.
ومع انتهاء الاجتماع، توجه الحاضرون للانضمام الى الجماهير في البلدة القديمة، وخاصة باب الاسباط، حيث الحشود الضخمة التي جاءت لتدافع عن القدس والأقصى، وتتصدى لجرائم الاحتلال واستبداده.
الضفة تشتعل
وشهدت الضفة الغربية سلسلة كبيرة من المواجهات، شملت كافة المناطق، من شمالها حتى جنوبها، ومن بينها مواجهات في منطقة رام الله، ومن بينها قرية النبي صالح. وفي قرية نعلين غرب رام الله، أصيب فتى بالرصاص الحي والعشرات بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة القرية الأسبوعية الشعبية المناهضة الاستيطان والجدار العنصري. وفي قرية بلعين المجاورة لقرية نعلين، شارك الأهالي ونشطاء سلام، في المسيرة الأسبوعية التي خرجت نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وفي الخليل، أصيب عدد من المتظاهرين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة شعبية مناصرة للمسجد الأقصى المبارك. إذ قمع جيش الاحتلال المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة أربعة شبان بالرصاص الحي نقل اثنان منهم إلى مستشفى الأهلي جراء إصابتهما بالصدر والقدم، إضافة لإصابة العشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع. وفي نابلس، أصيب متظاهر بالرصاص الحي، وآخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت على حاجز حوارة.
وفي بلدة تقوع شرق بيت لحم، أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق، وأفاد شهود عيان بأن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في محيط منزل الشهيد محمد تنوح الذي قضى برصاص الاحتلال يوم الخميس. وفي طولكرم، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة لنصرة المسجد الأقصى المبارك، غرب المدينة. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة والقنابل الصوتية صوب المشاركين في المسيرة، دون أن يبلغ عن إصابات. وفي منطقة قلقيلية، اصيب 6 شبان بالرصاص المطاطي، خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة قرية كفر قدوم الشعبية الاسبوعية، إذ هاجم جنود الاحتلال المشاركين في المسيرة بوابل كثيف من الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز والصوت.
قطاع غزة
وفي قطاع غزة، أصيب عدد من الشبان برصاص الاحتلال، في مواجهات اندلعت على خطوط التماس، شرق القطاع. وحسب شهود عيان، فقد أطلق جنود الاحتلال من أبراجهم المحيطة بالقطاع، الرصاص الحي صوب مجموعة من الشبان والفتية، الذين اقتربوا من السياج الفاصل شرق المدينة، ما أدى لإصابة شاب على الأقل برصاص في قدمه نقل إثرها إلى مستشفى الشفاء، ووصفت حالته بالمتوسطة. كما أصيب شابان، برصاص جنود الاحتلال، أطلقوه شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
كما اندلعت مواجهات قرب الشريط الحدودي شرق بلدة جباليا، شمال القطاع، بين مجموعات من الشبان وقوات الاحتلال، أطلق خلاها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما اندلعت مواجهات بين مجموعة من الشبان والفتية وقوات الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع، خاصة قرب موقع “المدرسة” العسكري شرق المخيم.
الصحافة تتهم نتنياهو
وانتشرت سلسلة من التقارير الصحفية الإسرائيلية، لليوم الثالث على التوالي، التي تؤكد أن جهاز المخابرات العامة “الشاباك”، وحتى جيش الاحتلال، كان موقفهما في مداولات حكومة الاحتلال وأجهزتها، بضرورة رفع الأبواب الالكترونية، من أمام بوابات المسجد الاقصى المبارك، مقابل اجراءات أخرى، مثل نصب كاميرات خارجية، أو أن يكون المرور من تلك الابواب انتقائيا. إلا أن شرطة الاحتلال في القدس، تصر على بقاء البوابات، وهذا ما يتمسك به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومعه وزير ما يسمى “الأمن الداخلي” غلعاد أردان.
واتهمت تقارير، خاصة في صحيفتي “هآرتس” و”يديعوت أحرنوت” بنيامين نتنياهو، بأنه يهمل توصية “الطواقم المهنية”، كي لا يظهر كمن تراجع سياسيا، أمام جمهوره اليميني المتطرف.

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق