تحذيرات من توجه إسرائيلي للسيطرة على حوض اليرموك

عروبة الإخباري- يبدو واضحا أن أزمة تواجد فصيل جيش خالد بن الوليد، في المثلث الحدودي بمنطقة حوض اليرموك بين الأردن وسورية وفلسطين المحتلة بدأت تطبخ مؤخرا على صفيح ساخن بهدف استثماره، ما ينذر بدخول أطراف إقليمية للمعادلة العسكرية على الأرض في ريف درعا الغربي، ويؤثر على المصالح الاستراتيجية للمملكة، خصوصا في هذه المنطقة التي ينبع منها نهر اليرموك الحيوي بالنسبة للمملكة.

ويعتبر فصيل جيش خالد بن الوليد الذي يسيطر على 65 % من الاراضي المتاخمة للجولان المحتل والتي تعتبر الأغنى مائيا في سورية، بالاضافة الى مناطق حدودية مع المملكة، واكثر من 17 بلدة في درعا، من فصائل تنظيم “داعش” في المنطقة، رغم عدم إعلانه رسميا مبايعة التنظيم وزعيمه ابو بكر البغدادي.

وكانت بدايات هذا الجيش في العام 2012 كفصيل من فصائل الجيش السوري الحر في الجبهة الجنوبية في درعا، باسم “لواء شهداء اليرموك” بقيادة ابو علي البريدي الملقب بـ”الخال”.

واشترك هذا الجيش (خالد بن الوليد) مع فصائل المعارضة السورية المعتدلة بأكثر من معركة ضد الجيش السوري في درعا، بيد أنه تبنى فجأة أفكار “داعش”، واعلن عن اسمه الجديد (جيش خالد بن الوليد) بعد اندماجه مع حركة المثنى الاسلامية العام الماضي، فيما تبنت وكالة أعماق التابعة لـ”داعش” نشر اخبار هذا الجيش اسوة بأخبار أي فصيل تابع للتنظيم.

وأعاد اغتيال قائد الجيش الجديد “أبو هاشم الرفاعي” (محمد رفعات الرفاعي) يوم الاربعاء الماضي بتفجير استهدف اجتماعا لقيادة الجيش، والذي لم يمض على تعيينه اكثر من 20 يوميا خلفا للقائد السابق للجيش “أبو محمد المقدسي”، الذي قتل إثر غارات جوية يرجح أنها للتحالف الدولي استهدف اجتماعاً للتنظيم في بلدة الشجرة في ريف درعا، فتح ملف خطر هذا الجيش في هذه المنطقة الحساسة لأكثر من دولة من بينها المملكة.

فيما الهجوم المباغت حاليا لهذا الفصيل على فصائل الجيش الحر في درعا، و المنشغلة في التصدي للمليشيات الشيعية التي تحاول إخضاع المناطق القريبة من الحدود الاردنية، يفتح ايضا باب الاستغراب والتساؤل على مصراعيه حول أهداف هذا التنظيم من هذه الخطوة وارتباطاته بمخططات إسرائيلية للسيطرة على المنطقة الغنية مائيا.

وبحسب ما قال المستشار السياسي للجيش الحر والملقب ابو يعقوب في اتصال هاتفي لـ”الغد” فان هناك الكثير من علامات الاستفهام لدى قيادات فصائل الجيش الحر حول سبب التغير المفاجئ والسريع في ايديولوجية هذا الفصيل، الموجود على مقربة من الجيش الاسرائيلي، ملمحا الى وجود رائحة الموساد الاسرائيلي في ذلك.

واضاف انه من المرجح ان تستخدم اسرائيل شماعة هذا التنظيم تحت ذريعة الارهاب، للدخول الى منطقة حوض اليرموك بحملة عسكرية والسيطرة عليها، كما فعلت تركيا في الشمال وسمتها حملة “درع الفرات”.

وهو ما وافقه عليه القائد الميداني في الجيش الحر محمد سيف، والذي اكد في اتصال هاتفي لـ”الغد” احتمال دخول اسرائيل الى حوض اليرموك للسيطرة عليها، تحت ذريعة محاربة الارهاب، خاصة وان وسائل الاعلام فيها تتحدث منذ فترة عن وجود جيش خالد بالقرب من حدودها.

ورجح سيف أن تقيم اسرائيل منطقة عازلة في حوض اليرموك لإبعاد خطر سقوط القذائف العشوائية على مستعمراتها القريبة من الحدود.

ولم يستبعد الخبير والمحلل العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري في تصريح لـ”الغد” ان تقدم اسرائيل على اقامة منطقة منزوعة السلاح في حوض اليرموك بعمق 10 كلم، للحيلولة دون سقوط القذائف على الجولان، ولكنه يقول ان الظروف الدولية تمنعها حتى الآن من تحقيق ذلك.

بيد ان الدويري يخالف قيادات الجيش السوري الحر بأن اسرائيل ستستخدم جيش خالد بن الوليد كشماعة لإقامة هذة المنطقة، مؤكدا انها ستستخدم لذلك أي اقتراب للمليشيات الإيرانية والشيعية، خاصة حزب الله  من حدودها في حوض اليرموك.

واكد ان لا مشكلة لاسرائيل مع جيش خالد بن الوليد، وان هناك هدنة معلنة بينهما، خاصة وانه لم تنشأ أي مناوشات أو اشتباكات بين الطرفين منذ تواجد هذا الجيش في حوض اليرموك.

اما الاعلامي السوري عامر شهدا فقال في اتصال هاتفي لـ”الغد” ان اسرائيل اختارت ان يكون هذا التنظيم الذي تعالج جرحاه في مستشفياتها على حدودها، لأن المناطق التي يسيطر عليها مهمة بالنسبة لها، وهي حوض اليرموك الاغنى مائيا في سورية، مشيرا الى ان اسرائيل تتحدث منذ فترة عن مخاوفها من وجود تنظيم ارهابي يتبع “داش” على حدودها.

وحول مقتل زعيم الجيش “أبو هاشم الرفاعي”، اكد ان المعلومات حول ذلك تضاربت ففيما تؤكد مصادر في درعا ان طائرة مجهولة قصفت مكان الاجتماع لقادة الفصيل الذي كان يرأسه “ابو هاشم”، اشارت مصادر اخرى الى ان صاروخ توماهوك اطلق من البحر الابيض المتوسط استهدف الاجتماع، في حين اكدت اخرى تنفيذ عملية التفجير بسيارة مفخخة.

وأشارت المصادر إلى أن الانفجار حدث خلال اجتماع لقادة الصف الأول في التنظيم، الأمر الذي أدى أيضاً إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والأمنيين والشرعيين وعناصر آخرين.

يشار أن “أبو هاشم” ينحدر من بلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي، وكان قيادياً بكتيبة “أحمد الخطيب”، ليبايع لاحقاً “لواء شهداء اليرموك” أكبر الفصائل المنضوية في تشكيل”جيش خالد بن الوليد”.

وكان “لواء شهداء اليرموك” وحركة “المثنى” الإسلامية، اندمجا العام الماضي تحت مسمى جيش “خالد بن الوليد” وذلك في منطقة حوض اليرموك، حيث ذكر بيان مشترك وقتها أن الاندماج يأتي بهدف التصدي لـ”محاولات الغدر والخيانة من أيادي المرتدين الغادرة وسيكون منطلق عمل الأمن الداخلي من المحكمة الإسلامية”.

وكانت واشنطن قد أدرجت نهاية العام المنصرم “لواء شهداء اليرموك” الذي تأسس في عام 2012، على لائحتها السوداء للتنظيمات الإرهابية.(الغد)

Related posts

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام

العيسوي: مواقف الهاشميين في الدفاع عن فلسطين مشرفة ويخلدها التاريخ