عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – اذا ما أتيح لمشروع نديم المعشر في اعادة احياء البتراء تاريخيا وحضاريا وسياحيا واقتصاديا واجتماعيا بالشكل الذي رأيته بين يديه وقد عرضه وكنت في عجلة من امري والاّ فانني احتاج الى يوم أو بضع يوم لأتمكن من الاحاطة بالمشروع الذي وضع على الورق والخرائط والسيديهات وتم اعداد تصاميم دقيقة وعلمية وراقية وشهيرة من متخصصين عالميين، لم يترددوا في دراسة المكان والاحاطة به وادخال كم هائل من المعلومات والمعطيات التاريخية والجغرافية وليمثل المشروع حقيقة في مادة علمية يمكن مشاهدتها وحتى اختبارها بالأسئلة.
المشروع اذا ماتم وتوفرت الشجاعة لانفاذه فان مليارات من الدولارات قد تتجاوز أصابع اليد ستعود الى الأردن بالنفع، جغرافية الدراسة والمشروع والتصاميم تشمل البتراء ومايحيط بها من جغرافيا في وادي موسى ومحيطه وأيضا ماتحويه من تاريخ اراد المعشر أن يستعيده من خلال الفترات التاريخية والعادات والتقاليد الملابس والصناعات والتجارة والمكونات الحضارية الأخرى للعيش في زمن الأنباط الذي يضيئهم هذا المشروع ويقدمهم وفي ذلك اجابة على مئات الأسئلة التي يمكن أن تتدفق ونجد اجابات عليها أكثر علمية .
نديم المعشر الشخصية الجادة والاقتصادية الناجحة وقارئ التاريخ والمطلع على علوم اللاهوت وتجلياته يقف بقوة خلف طرح مشروع البتراء الجديدة التي لايجوز تناولها بالشكل التقليدي القائم الذي يرد امكانية بعثها وامكانية توظيفها أو الاستفادة منها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية .
لا أستطيع في هذه المقالة القصيرة أن أقدم المشروع الضخم الذي مازال نديم المعشر يحشره في قاعة خاصة مزودة بكل وسائل العرض ومونيتور وتصاميم وقد دعا هذا المشروع أهم وأكبر الخبراء والمصممين والقادرين على تقديمه بشكل سلس.
لا أعرف ان كان جلالة الملك عبد الله الثاني سيحتفى بهذا المشروع الفخم ويقدم له الكثير من أجل ترجمته على أرض الواقع لما فيه من اعادة انتاج للبتراء التي لم نستطع حتى الان الاستفادة من قيمتها وسمعتها ومكانتها واعتبارها من عجائب الدنيا السبع باقرار عالمي فريد.
مازلنا نتعامل مع البتراء بشكل بدائي على كل المستويات ومازلنا نقدمها بشكل غير جاذب ومازلنا لانرى فيها من امكانيات اقتصادية مذهلة وصفها سلطان ماليزيا (السلطان غزلان) حين زارها قبل عقدين من الزمن ، وقد رافقه في الزياره الدكتور محمد العدوان وزير السياحة الأردني آنذاك، وقد أذهل مشهد الخزنة الذي جلس أمامه السلطان صامتا لـ(15) دقيقة ليعلق قائلا:هل تدعون أنكم بلد فقير؟ وما حاجتكم الى النفط كاقتصاد ان كانت لديكم البتراء؟
نديم المعشر بما عرف عنه من أفكار جريئة وريادية، يعمل على احياء البتراء وبعثها وجعلها حاضرة ويستدعي كل مكامنها الجمالية والحضارية والأثرية ويركب على ذلك حياة جديدة حافلة بالترفيه والمشاريع السياحية العظيمة من فنادق وساحات وحلبات سباق ومنتجعات ومسارح وصالات واستيديوهات تصوير سينيمائية، وكل مايمت الى الحياة المعاصرة بصلة ليجعل من البتراء االتاريخية جوهرا لذلك وخلفية تطغى على المشهد .
نعم نذهب الى البتراء التي يريد نديم المعشر أن يجعلها جاهزة للجميع من مختلف أنحاء العالم بكل لغاته ليروا فيها ليس مجرد تاريخ وانما حياة نابضة بالحيوية والحياة.
مارأيته في الصور المعروضة على الشاشة سواء تلك المتحركة أو التي التقطتها الكاميرا الثابتة وما استمعت اليه من شرح خلال أقل من ساعة أذهلني وتمنيت على صاحب الفكرة التي يتولاها الآن بحماس شديد ويعتبرها مشروعه التاريخي والشخصي والعام أذهلني، فالمعشر يخبئ كنزا يدعو الجميع للوقوف معه لفتحه واستثماره وتقديمه للاقتصاد الوطني.
مازالت البتراء خاما لم يكتشف كما يجب بعد ومازال فيها الكثير الكثير ومازال الذي اكتشف لم يوظف ولم تترجم أهميته ومازال المشروع الأردني المعاصر عن البتراء لم يقم ، فهل يعلن نديم المعشر مابين يديه ؟وهل يبدأ في قراءة مزاميره التي ستستوقف الكثيرين ؟ فقد وجد لنا الرجل مخرجا وقدم فكرة مبدعة مازال يولدها ويمسك بها الى أن تستوي على سوقها وتطرح ثمرها الطيب.