عروبة الإخباري – بمباركة سامية من جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ـ دشنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية صباح أمس “مصحف مسقط الإلكتروني” برعاية سمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وذلك بالمحكمة العليا بحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعدد من اصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء وشخصيات اسلامية وعربية من بينهم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، حيث يُعد “مصحف مسقط الإلكتروني” سابقة فريدة من نوعها من حيث طباعته الإلكترونية والذي يعتبر ثاني مصحف مطبوع غير مخطوط والأول إلكترونياً عالمياً كما أنه يحوي تراكيب خطوط النسخ المتفق عليها حسب الرسم العثماني والغاية من ذلك إبراز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني وفتح الباب للباحثين والدارسين للاستفادة من نصوص القرآن الكريم وتشكيل مصاحف جديدة حسب خط النسخ الموافق للرسم العثماني المتاح عبر مصحف مسقط الإلكتروني مع ملاحظة أن إجازة أي مصحف جديد لابد أن يمر عن طريق لجنة مراجعة المصحف بالأزهر.
في بداية تدشين مصجف مسقط الالكتروني ألقى الدكتور سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والارشاد بمكتب وزير الاوقاف والشؤون الدينية كلمة قال فيها إن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الى جانب دورها في نشر الوعي الديني حول ما اشتملت عليه دفتي الكتاب الكريم عبر المدارس القرآنية والوعظ والإرشاد قامت بطباعة مصحفي عمان والعماني وتدشينهما الأول عام 1427هـ الموافق 2006م والثاني 1429هـ الموافق 2008م ليضيفا إلى جهود العمانيين عبر التاريخ في خدمة كتاب الله لبنة جديدة وصرحاً منيعاً لحضارة عمان الخالدة.
وها هي اليوم تطلق “مصحف مسقط الإلكتروني” تزامناً مع نفحات شهر رمضان المبارك وقبيل ثلثه الأخير ثلث العتق من النار وثلث ليلة القدر التي ابتدأ نزول القرآن الكريم فيها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليضيف إلى روحانية هذا الشهر مأدبة إيمانية جديدة تنهل منها الأمة لخير حاضرها ومستقبلها.
واضاف الخروصي: إن مصحف مسقط الإلكتروني جاء فريداً في ابتكاره إذ يعد ثاني مصحف مصفوف بعد مصحف الملك فؤاد الذي لم يكتب له أن يُرقم إلكترونياً، كما أنه أول مصحف يهتم بخطوط النسخ التي اشتمل عليها الرسم العثماني وتراكيبها إزاء كل كلمة في كتاب الله تعالى مما يتعدد معها أشكال الكلمة و طريقة مدها حسب كتابات المصحف المختلفة مما اتفق عليه جمهور علماء القراءات، وتأتي أهمية هذا المصحف أيضا فبجانب أنه مورد الباحثين والدارسين في الدراسات القرآنية فهو أيضا موردا للمهتمين باللغة العربية وجماليات خطوطها، كما يعد لبنة جديدة في تعليم الخط العربي وسبيلاً من سبل تنشئة الشبيبة للحفاظ على اللغة الأم في وقت تواجه فيه العربية تحديات شتى في عالمنا المعاصر.
وفي كلمة لمعالي عباس شومان وكيل الأزهر بجمهورية مصر العربية قال فيها: يحمد للسلطنة أن ما أقدمت عليه إنتاج مصحف مسقط الإلكتروني هذا المصحف الفريد بين اخوانه في مجاله، يتميز بالخصائص التي لا توجد في غيره من المصاحف الإلكترونية، نسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل في ميزان من فكر فيه وفي ميزان من عمل وأنفق فيه.
وفي كلمة لسعادة الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية خلال حفل التدشين قال فيها: في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف ولشؤون الدينية بالسلطنة في مجال العناية بالقرآن الكريم وخدمته وبيان روعة القرآن شكلاً ومضموناً، فقد تمت مراجعة مصحف مسقط الإلكتروني من خلال لجنة المصحف في مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف حيث بذلت اللجنة جهوداً حثيثة عبر ثلاث سنوات في التدقيق والمراجعة ومراعاة مطابقة رسم المصحف للرسوم المعتمدة لدى المعنيين بكتابة المصحف الشريف، وهذا المصحف يعد إضافة حضارية لتلبية احتياجات المسلمين في مختلف أنحاء العالم من خلال توظيف الفضاء الالكتروني للإستفادة من هذه المبادرة المتميزة التي تعد خدمة لكتاب الله عز وجل وإضافة للجهود المتميزة التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطنة.
وفي كلمة لطوماس ميلو منفذ المشروع قال فيها: أهنئ السلطنة اليوم على إطلاق القرآن الكريم الإلكتروني في مسقط، الذي سيكون بمثابة شهادة رقمية للناس في جميع أنحاء العالم.
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بذلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية دوراً واضحاً في نشر كتاب الله تعالى بدءاً من طباعته ومرورا بتعليمه في مدارس القرآن الكريم على يد نخبة من معلمي القرآن في كافة مناطق وولايات السلطنة وانتهاءً بنشر الوعي الديني حول مضامينه وأحكامه ومبادئه عبر الأطر الوعظية والإرشادية وربط قضايا العصر والمجتمع بأحكامه وتوجيهاته من خلال سلسلة البحوث والدراسات والندوات المختلفة.