عروبة الإخباري- شهدت مدينة درعا أمس معارك عنيفة وقصفاً مدفعياً وجوياً نفذته مقاتلات روسية وأخرى تابعة لقوات النظام واستهدف أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة التي قالت مصادرها إن قوات النظام كثفت قصفها في درعا البلد والمناطق المحيطة بها، فيما يعتقد أنه «تمهيد لهجوم عسكري شامل» على المنطقة.
وقالت مصادر المعارضة إن القصف تركز في حي طريق السد والمخيمات وأسفر عن دمار كبير، مشيرة إلى أن هذه الأحياء شبه خالية بسبب القصف العنيف الذي زادت حدته بالتزامن مع معارك السيطرة على حي المنشية الإستراتيجي. ويأتي هذا التصعيد مع استقدام قوات النظام تعزيزات وصفتها المعارضة بالكبيرة إلى أطراف هذا الحي. وأعلنت «غرفة عمليات البنيان المرصوص»، التابعة لتنظيمات المعارضة، أنها قتلت عشرة من عناصر «حزب الله» في معارك درعا. وأوردت أسماءهم على حساباتها الرسمية على شبكة الإنترنت.
وقال مصدر طبي لموقع «سمارت» الإخباري إن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة على بلدة الغارية (14 كيلومتراً شمال شرقي مدينة درعا)، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. كما شن هجمات على أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم اللاجئين. ودارت اشتباكات بين فصائل من «الجيش السوري الحر» وقوات النظام على أطراف مخيم درعا للاجئين. ويأتي هذا القصف على رغم كون درعا إحدى المناطق الأربع المشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد»، الذي وقّعت عليه الدول الراعية لمحادثات آستانة، والذي ينص على وقف العمليات العسكرية فيها.
إلى ذلك، تكبد تنظيم «داعش» خسائر كبيرة أمس في سورية على جبهتين، ما يفتح الباب أمام تطويقه وحصار عناصره، ففي محافظة حلب، سيطرت القوات النظامية على بلدة مسكنة الواقعة في ريفها الشرقي. ومسكنة، التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الرقة، هي آخر معاقل «داعش» في محافظة حلب، والسيطرة عليها تعني أن قوات النظام باتت على أطراف الحدود الإدارية لمدينة الرقة، كما تعني أن «داعش» لم يعد لديه ذلك الممر الاستراتيجي الذي يمكّنه من إرسال عناصر وأسلحة من ريف حلب الشرقي إلى مركزه في الرقة.
وفي الرقة، أعلنت «»قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها على مواقع حيوية جنوب غربي المدينة من «داعش»، من بينها «سد البعث». ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومتراً من الرقة، وتعني خسارته بالنسبة إلى التنظيم فقدان آخر معبر له يربط بين ضفتي نهر الفرات. وتقف «قوات سورية الديموقراطية» حالياً على بعد 13 كيلومتراً من الجانب الغربي للرقة وعلى بعد كيلومترين من شرق المدينة.
وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وداعش» من جهة أخرى في محيط منطقة الصوامع ومفرق محمية التليلة بالريف الشرقي لحمص. وتسعى قوات النظام إلى استعادة منطقة السخنة الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال شرقي مدينة تدمر. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن استعادة قوات النظام سيطرتها على بلدة السخنة، في حال تمت، ستتيح لها التقدم نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، وتنفيذ عملية عسكرية في المحافظة التي يسيطر «داعش» على معظمها. وتبعد بلدة السخنة نحو 50 كيلومتراً من الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور.
ومع اشتداد الصراع على منطقة البادية، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن «جيش مغاوير الثورة»، أحد فصائل المعارضة، قام بإنشاء معسكر متقدم في منطقة الزكف بالبادية بمساعدة قوات التحالف بقيادة أميركية.(الحياة)