عروبة الإخباري- رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سقف توقعاته قبل زيارته المرتقبة واشنطن الأسبوع المقبل ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وراهن على إحداث «انقلاب في المشهد»، بالإشارة إلى «تحوّل جذري» محتمل في العلاقات بين البلدين. وبدا أن أردوغان يرغب في تحديد جدول محادثات القمة، ليتصدرها بالدرجة الأولى القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي ويقضي بتسليم «قوات سورية الديموقراطية» في شمال سورية سلاحاً ثقيلاً، استعداداً لمعركة الرقة، ما اعتبرته أنقرة «إغلاقاً لباب الحوار والتفاوض على معركة الرقة».
وكرر أردوغان انتقاده القرار الذي «يتناقض مع المصالح الاستراتيجية للبلدين»، لكنه حاول تصويره على أنه موروث من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وسياسة الأخير في المنطقة. وأيد ذلك رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بقوله إن «خطة العمل مع وحدات حماية الشعب الكردية وضعت في عهد إدارة الرئيس الأميركي أوباما»، متوقعاً أن يشكل اللقاء بين أردوغان وترمب «فرصة لتصحيح القرار الخطأ الذي يهدد الأمن القومي التركي».
وقال أردوغان: «لا تهمني الأخبار والتحليلات التي يكتبها الإعلام عن مستقبل العلاقات بين بلدينا، إذ أتطلع إلى لقاء حاسم مع الرئيس ترمب، لن يضع فاصلة جديدة في الحوار بين البلدين فحسب، بل أيضاً النقطة الأخيرة».
واعتبر أردوغان أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن «تمر في مرحلة انتقالية، لذا لا نريد توتيرها أو تصعيدها من أجل الإفساح في المجال أمام مستقبل أفضل للعلاقات بين البلدين».
ونقل مقربون من أردوغان قوله إنه «متفائل بعقد صفقة ممتازة مع ترمب وإمكان إقناعه بتغيير رأيه في ملف الرقة، وتصحيح خطأ قراره تسليح وحدات حماية الشعب الكردية، وحتى إقناعه بالتعاون العسكري مع الجيش التركي ضد تنظيم داعش في سورية».
لكن يبدو أن الأجواء التي حملها الوفد التركي المؤلف من رئيس الاستخبارات هاكان فيدان ورئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار والناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالن، المكلف تحضير زيارة واشنطن والذي عاد إلى أنقرة الخميس، لم تنقل أي رسائل إيجابية، بعدما فشلت في منع أو تأخير صدور قرار تسليم السلاح لـ «قوات سورية الديموقراطية» إلى ما بعد الزيارة، وتقديم إشارات إلى نيات أنقرة التعاون مع ملفات تهمها في المنطقة.
ويتوقع مراقبون أتراك أن يكون أول رد فعل تركي للقاء «فاشل» بين أردوغان وترمب، إعلان أنقرة إنجاز صفقة لشراء صواريخ منظومة «إس 300» الروسية، التي كان وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو قال الشهر الماضي، إنها «باتت جاهزة، لكن لم يعلن توقيعها خلال زيارة أردوغان موسكو مطلع الشهر الجاري، لعدم إرباك أجندة زيارة أردوغان واشنطن». كما تلوح مصادر تركية بأن أنقرة قد تغلق قاعدة «إنجرليك» التي تستخدمها قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في العمليات في سورية.
ولا يتوقع أن يثمر لقاء أردوغان ترمب أي نتيجة في اتجاه تلبية طلب أنقرة تسليمها الداعية فتح الله غولن المتهم بالتورط في محاولة انقلابية ضد الرئيس التركي.(الحياة)