تنسيق أردني فلسطيني مصري قبيل لقاء عباس بترامب

عروبة الإخباري- يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في عمّان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وصلها قادماً من مصر، في إطار التشاور وتنسيق المواقف بين الجانبين الأردني والفلسطيني، قبيل لقاء عباس بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقب الاربعاء المقبل بواشنطن، وفق المسؤولين الفلسطينيين.

وأوضح المسؤولون إن “اللقاء الأردني الفلسطيني مهم لتوحيد المواقف قبيل اللقاء المرتقب في واشنطن، لاسيما فيما يخص بحث التطورات السياسية والتحركات الأميركية المتوقعة لدفع العملية السياسية المجمدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وأكدوا أهمية “بحث دور الولايات المتحدة المأمول بالعملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستئنافها على أساس سقف زمني محدد يؤدي لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967”.

وقال العضو المستقل باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أسعد عبد الرحمن، إن لقاءات القمة المهمة التي يجريها الرئيس عباس في الأردن، وتلك التي قام بها أمس، في مصر، “تسبق اللقاء المفصّلي والتاريخي في الولايات المتحدة، وتأتي في إطار التشاور والتنسيق الفلسطيني مع هذين البلدين اللذين يعتبران بمثابة الرئة التي تتنفس منها فلسطين”.

وأضاف لـ”الغد”، إن “طبيعة العلاقات الخاصة التي تربط الجانب الفلسطيني مع كل من الأردن ومصر تستدعي تنسيقاً خاصاً معهما، فضلاً عن كونهما قد دخلا في اتفاقيات سلام مع الجانب الإسرائيلي”.

وأوضح بإن لقاء عباس وترامب “يعدّ لقاءً مفصلياً وحاسماً، لأن هذه الإدارة ألأميركية الجديدة ستكون في الحكم، ما لم تطرأ مفاجآت كبيرة، لأربع سنوات على الأقل، وربما ثماني سنوات، وبالتالي فإن اللقاء الأول يعتبر هاماً جداً ومصيرياً”.

وتتركز أهم الملفات التي ستبحث باللقاء الفلسطيني ألأميركي -وفق عبد الرحمن- حول السياسة ألأميركية تجاه عملية السلام، وموقف ادارة ترامب من الدولة الفلسطينية، وبخاصة موضوع موقفها من قضية القدس المحتلة.

وبين أن ملف “الدعم الاقتصادي سيشغل مساحة مهمة من المباحثات لأنه، كما الموضوع السياسي، يعطي ضوءاً أخضر أو أحمر أو برتقالياً، لبعض الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة”.

واعتبر أن “الإدارة الأميركية الحالية تعتبر أكثر انحيازاً للاحتلال الإسرائيلي من سابقتها، مما تجلى في عديد من التصريحات والممارسات، سواء إبان الحملة الإنتخابية أو عقب نجاح ترامب أسّوة بالمواقف المتطرفة التي اتخذها لاحقاً”.

ولفت إلى أن “نوعاً من التعديل قد طرأ على مواقف ترامب المعلنة سابقاً، وهي وإن كانت قد تراجعت قليلاً عما كانت عليه سابقاً إلا أن جوهرها يبقى قائماً على قاعدة الانحياز للاحتلال”.

ورأى أن “مهمة الرئيس عباس ستكون شاقة وصعبة، ولكن لا يملك أحد من زعماء العالم وقادته ترف مقاطعة الرئيس الأميركي، فيما ستُعرف الأمور في خواتيمها”.

وأعرب عبد الرحمن عن خشيته من “محاولة ترامب الدفع باتجاه حل صهيوني استراتيجي في جوهره، بينما في ظاهرة يشكل دعماً لكيان فلسطيني يقوم على أساس الحكم الذاتي الموسع، حتى لو كان تحت مسمى “الدولة”، باعتبار ذلك قراءته للموقف الاميركي ولما تستطيع المرحلة أن تفرزه في ضوء المعطيات الراهنة”.

وقال إن ما يريده ترامب “ليس قدراً، فإن حصلنا على حقوقنا، وفق الحدّ الأدنى من الحقوق الوطنية، فقد قبلنا بذلك، وإن قدم إلينا أقل منها، فالأوضاع السائدة ليست أبدية”، داعياً إلى “التحلي بالصبر ومقاومة فرض حلول تنهي عملياً الحقوق الفلسطينية”.

ويأتي اللقاء المنتظر للرئيس عباس بالإدارة الأميركية الجديدة، عقب الزيارة المهمة لجلالة الملك عبد الله الثاني لواشنطن، واللقاءات المعتبرّة التي أجراها مع ترامب والمسؤولين الأميركيين، والتي تصدّرت القضية الفلسطينية أولويتها.

كما يأتي اللقاء الفلسطيني- الأميركي غداة زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي لواشنطن.

إلى ذلك؛ التقى الرئيس عباس، أمس في القاهرة، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة رسمية مهمة تهدف للتشاور والتنسيق الثنائي قبيل زيارة عباس للولايات المتحدة.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إن ملف المصالحة وقطاع غزة، لن يكون ضمن مباحثات الرئيسين عباس والسيسي، ولن يكون الملف على أجندته في مباحثاته، مع جلالة الملك عبد الله الثاني.

وأضاف إن “زيارة الرئيس لمصر والأردن تأتي ضمن التحضير الجيد والتشاور مع القيادتين المصرية والأردنية، بخصوص زيارة الرئيس للولايات المتحدة “.

بدوره، قال سفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، جمال الشوبكي، إن اللقاء “يبحث تطورات القضية الفلسطينية بكافة جوانبها”.

وأضاف إن عباس “حريص كل الحرص على إجراء مشاورات مع السيسي، فيما يخص الوضع الفلسطيني، خاصة قبل الزيارة التي سيقوم بها إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي.”

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، قال في تصريح سابق لـ”الغد”، إن عباس سيحمل معه ملفات “سياسية واقتصادية حيوّية” للقائه بترامب، في ظل التأكيد على “حل الدولتين” ووقف الاستيطان بالكامل، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس المحتلة.

 وتتزامن تحركات الرئيس عباس مع إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أول من أمس، عن مخطط استيطاني جديد لإقامة 15 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة.(الغد)

Related posts

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام

العيسوي: مواقف الهاشميين في الدفاع عن فلسطين مشرفة ويخلدها التاريخ