المؤتمر السنوي للوبي إسرائيل إيباك يومي الإثنين والثلثاء، ضم الحثالة التقليدية من سياسيين إسرائيليين ومعهم أنصار إسرائيل في الكونغرس.
سفير إسرائيل في واشنطن رون دبرمر مدح السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي لأنها تدافع عن الجريمة التي اسمها إسرائيل، بل تطلب وقف قرارات ضدها في مجلس حقوق الإنسان وغيره.
لاحظت في كلمته أنه تحدث عن عشرات الجمهوريين الذين كانوا على قائمة المتحدثين وعن ديموقراطي واحد السيناتور روبرت مننديز من ولاية نيوجيرسي ووصفه بأنه صديق لإسرائيل.
الرئيس دونالد ترامب غاب عن مؤتمر إيباك، إلا أن نائبه مايك بينس مثـّله وامتدح رئيسه بحماسة، أو غزارة، بل إنه شكر المستمعين في الجلسة لأنهم ساعدوا ترامب على انتزاع «نصر تاريخي».
نتانياهو غاب عن المؤتمر السنوي أيضاً، ربما لأن هناك خلافاً في وجهات النظر مع الرئيس الأميركي، فالإرهابي الإسرائيلي يريد من ترامب أن يبحث معه في موقف موحد إزاء إيران، لأن الاتفاق على وقف برنامجها النووي العسكري لا يكفيه. هو أيضاً لا يريد وقف الاستيطان كما طلب الرئيس الأميركي، ولكن قد يقبل خفض البناء لإرضاء الجانب الأميركي.
أفضل منهما نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي، فقد قرأت في مؤتمر إيباك رسالة تدعم حل الدولتين وهو حل يؤيده لوبي «ج ستريت» المعتدل.
كانت هناك تظاهرة نظمها ناشطون يهود خارج قاعة المؤتمر مطالبين بإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية. أعتقد أن أعداد المتظاهرين ضد نتانياهو وسياسة حكومته زادت على ألف أو ألفين، وهم هتفوا «اليهود لن يكونوا أحراراً حتى يصبح الفلسطينيون أحراراً».
التظاهرة نظمتها جماعة يهودية ضد المستوطنات اسمها «إن لم يكن الآن»، والناطقة باسم الجماعة مورياه كابلان قالت: «الخيار لم يكن يوماً أوضح مما هو الآن لليهود الأميركيين. لا نستطيع أن نعارض إدارة ترامب من دون أن نعارض أيضاً 50 سنة من الاحتلال. ترامب وبيبي (أي نتانياهو) وجهان لعملة واحدة وعلينا مسؤولية مقاومة الاثنين. إننا ندعو كل اليهود أصحاب الضمير إلى أن يكونوا القادة الذين نحتاج إليهم».
في المؤتمر، هتف الحاضرون ضد باراك أوباما ورحبوا برحيله، وهذا مع أنه وافق على طلب الكونغرس رفع المساعدة السنوية إلى إسرائيل من 3.1 بليون دولار في السنة إلى 3.8 بليون دولار. عصابة الحرب والشر تزعم أن المساعدة تفيد في صيانة دور الولايات المتحدة كأقوى دولة في العالم. أقول أن الولايات المتحدة أقوى دولة عسكرياً واقتصادياً من دون المساعدة الإسرائيلية، وما تفعل هذه هو أن تثبت أن الكونغرس الأميركي يعمل لإسرائيل ضد مصالح الولايات المتحدة.
نتانياهو قال في كلمته أن الحلف مع الولايات المتحدة سيستمر ويزداد قوة، وربما هو كان يشير إلى إعادة دونالد ترامب النظر في قراره نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فقد كان تعهد بذلك في حملته الانتخابية، ثم ترددت أخبار عن أنه يعيد النظر في وعده بعد احتجاج دول عربية. الآن أقرأ أنه عاد إلى التفكير في نقل السفارة إلى القدس.
لو اتخذ ترامب هذا القرار لكان يستحق رداً من نوع قطع العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة. ترامب يعتقد أنه يحمي دول الخليج ويطلب بلايين الدولارات مقابل «الحماية» المزعومة.
إسرائيل دولة إرهابية تقتل الرجال والنساء والأطفال، وهي غير اليهود حول العالم الذين تريد غالبية منهم السلام مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعاً. ربما جاء يوم ينتصر دعاة السلام، أما اليوم فالذين اغتالوا قيادياً من «حماس» هو مازن فقها بمسدس كاتم للصوت، أقوى.