عروبة الإخباري – اسضاف نادي أسرة القلم الثقافي مساء يوم الأحد الماضي حفل توقيع رواية “خلف الستارة الصفراء ” للروائية ندى جمال صالح، وقد أدار وقائع الحفل القاص أحمد أبو حليوة الذي قال في تقديمه:
“خلف الستارة الصفراء رواية ما أن تنهيها وتغادرها، حتى تكتشف كم هم أبطالها ماكثين فيك، إذ كيف لك أن تنسى براءة سلمى، وأنت ترى كيف يكبر الطفل الفلسطينيّ بعد كل قصف وحصار، لا عاماً بعد عام ككلّ الصغار”.
ليصف أبو حليوة بعد ذلك الشخوص الأخرى في الرواية، وذلك على النحو الآتي:
“أحمد ابن ذاك الرجل المناضل كي يعيش بكرامة رغم فقره، ولا شيء على هذه الأرض يعدل قداسة فقير شريف، كأمجد الحرّ مهما اتكأت عليه أنواء العمر وصعاب الحياة، فأخذت منه زوجته ونصف أبنائه ذات غارة، عندما ظنّ أنّ الحرب أنبل من أن تقتل طفلاً، وأنّ عدوّه قد يتحلى بقدر قليل من شهامة ألّا يقصف النساء الفلسطينيات، بحجة أنّ أرحامهنّ معامل متحركة لصناعة أطفال الحجارة ورجال والمقاومة”.
في حين أشارت الروائية ندى جمال صالح وهي تطلق عملها الأدبي الأول، إلى أنّه خلف الستارة الصفراء عالم تختبئ خلفه سلمى، طفلة من غزة، تبني فيه أحلامها بطفولة طبيعية، حيث تشارك صديقها هادي (دمية) همومها ومخاوفها، تخبره بالتحديات والصراعات التي يواجهها الطفل الفلسطيني، كي يحظى بأبسط حقوقه.. الأمان.
ولذا رأينا الروائية تجول بعدستها الإبداعية بشكل واقعي تسجيلي في طرقات غزة، فتدخل القارئ بيوتها وتغوص في أنفاقها، وتطلعنا على أحوال أهل مخيم جباليا والقطاع بشكل عام، بكلّ مكوناته الاجتماعية من أطفال ورجال ونساء، وصيادين ومقاومين حتى العملاء، بإسلوب يتقصى الحقائق بنسق أدبي مفعم باللغة الإنسانية، وهو يظهر في الوقت ذاته همجية العدوّ الصهيونيّ في عدوانه الأخير على غزة قبل سنوات، من خلال هذه الرواية التي تروي تفاصيل الحرب والسلام، ورحلة هذا الشعب نحو الحرية، وهو يسير في درب الفقد والصبر والأمل والآلام.
وقد تلا حديث الروائية نقاش قيّم ومداخلات بناءة من قبل الحضور حول مضمون الرواية والأسلوب الفني في تناول فكرتها، مثنين على هذا الجهد الكبير في هذه الرواية التي تؤرشف لحقبة تاريخية من نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوّه الصهيونيّ، الذي لابدّ له أن يرحل عن أرضه يوماً ما، ككلّ الغزاة العابرين على هذه الأرض.