لماذا مواصلة اغماض العيون عن الجرائم في اليمن!!اوقفوا هذا الجراد عن حقولكم !

 عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب – الان وبعد ساعة و يوم و يومين والى ان تنكسر حدة العدوان فان اطفال ونساء اليمن يتساقطون في المعارك التي تدور على اليمن والتي وصلت الى درجة العبثية والجرائم حين لم تستطع ان تحقق ايا من اهدافها المعلنة وراحت تعاقب الشعب اليمني بالقتل والحرق والتنكيل . 

ان قلنا هذا فاننا نتهم أننا نشن حملة اعلامية واننا نتهم الفاعلين , ولذا ظل يسهل على اعلام العدوان على اليمن اتهام كل من يدعو لوقف القتل او تحميل القتلة مسؤولية الدم النازف والجثث المحروقة .
لن نتكلم ولكننا سننقل لكل صاحب ضمير وبصر ما تقوله دوائر محايده عن هذه الجرائم , فلماذا لا تتوقف الجهات العربية في منظمات حقوق الانسان والبرلمانات والافراد ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي عند هذه الجرائم وتفضحها كما فعلت وسائل غربية , وعلى رأسها صحيفة الغارديان البريطانية وصحف ومجلات ومنابر اخرى ومنظمات مثل هيومان رايتس ووش واطباء بلا حدود وعديد غيرها ؟ .
لماذا لا يجري التحقيق الفوري في جرائم العدوان على اليمن حيث ما زال الرئيس الفار يُحرّض ضد بلاده , ويذرف دموع التماسيح على الشرعية المفقودة التي يريد ارجاعها ومصيره معها لن يكون افضل من مصير امرؤ القيس الذي ذهب يستدعي ملوك الروم على قبيلة كندة اليمنية وعلى اهله وقبائل اخرى .
ولن يكون مصيره افضل من نيرون الذي حرق روما وبكى عليها بعد جريمته المخزية , ولن يكون بأفضل من ابي عبدالله الصغير الذي سلّم غرناطة مقابل حمولة سبع جمال من الغنائم وخرج الى ظاهر المدينة يبكي لتراه امه وتوبخه بقولها :” ابك كالنساء ملكا مضاعا لم تدافع عنه كالرجال ” .
ابو الشرعية الواهنة لعب دور ابن العلقمي الذي سلّم بلاده بغداد للمغول وتركهم يدمرونها ويرموا كل كتبها ومعارفها في نهر دجلة ويستبيحوا نسائها ويهدموا مساجدها .
ما كتبته الغارديان قبل اشهر وما اعادت صحف اخرى كتابته هذا الاسبوع عن جرائم ترتكب في اليمن يمكن ادراجها تحت جرائم الحرب , لماذا لا تستوقف رجال القانون وحقوق الانسان في عالمنا العربي للتحقيق في ذلك ! ولماذا تصمت الضمائر العربية صمت عبيد النخاسة في الاسواق امام بيعها باثمان بخسة !
ما الذي يريده الحاقدون على اليمن ممن يزعمون انهم ابنائها او من اولئك الذين ظلوا يناصبونها العداء ويتربصون بها منذ زمان بعيد الى ان جاء ما اعتقدوه فرصاها ليقتلوا اليمن ويشوهوا جثته ويمثلوا فيها .
اليمن اليوم يخرج اليهم على بكرة الوطنيين فيه خروج رجل واحد ليهز كيانهم ويرد على كيدهم , وسوف يسمع صراخهم عما قريب , فقد بدأت مرحلة عض الاصابع وما النّصر الا صبر ساعة .
نعم يخرج لهم اليمن وهو مدمي الجسم نازف جائع ومصاب ليرد عليهم في عقر دارهم , فقد ادرك ما ادركه عبدالله بن الزبير حين جاءه الكافر يضرب الكعبة بالمنجنيق ويريد قتله والتمثيل في جثته , يومها قال ابن الزبير لأمه أسماء اخشى ان امسك بي هذا الكافر ويعني ” الحجاج بن يوسف الثقفي ” قائد حملة ضرب الكعبة ان يقتلني ويمثل بجثتي فقالت اسماء :” يا بني ان كنت على حق فاخرج اليه فماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ” , فكان خروج عبدالله بن الزبير لملاقاة الحجاج وبقية القصة معروفة والدرس والاعتبار هو ان اليمنيين الان يخرجون لملاقاة العدوان وصده لأنهم على حق .
كيف يصمت اليمنيون وعدد الهجومات على المدنيين وصل الى ( 1462 ) هجوما حين وصل في تقرير الغارديان في 17 / 9 / 2016 الى ( 942 ) هجوما على مناطق سكنية , كما وصل الى ( 1821 ) هجوما على الاسواق , اذ ارتفع بزيادة ( 52 ) هجوما عما كان عليه قبل ستة اشهر وبنفس النسبة ويزيد في الهجوم على المدارس , وقد زاد الهجوم على الجامعات عما كان عليه وهو ( 26 ) هجوما الى ( 38 ) هجوما حتى اليوم 10 / 2 / 2017 , وقد زادت الهجمات عددا عن اربعمائة هجوم على وسائل المواصلات .
نعم هذه حرب على اليمنيين بامتياز , حرب لقتل اليمن واهله والى تصفيات تاريخية ارادت ان يكون اليمن مدمرا وتابعا , وان يتمدد نفوذ بائعي النفط على حساب البقاء اليمني .
لقد قالتها الغارديان علنا وبالخط العريض وفي عنوانها الرئيس الذي ندعو للعودة اليه يوم 17/9/2016 وهو اكثر من ثلث الغارات على اليمن اصابت المدنيين .
والمعتدون يشترون ويبدعون ويمارسون الضغوط على ما يسمى بالدول الديموقراطية الداعية لحقوق الانسان , حتى لاتفضح الجرائم او تفضح استمرار العدوان .
لقد جرى ربط صفقات السلاح الباهظة الثمن , وصفقات شراء الطائرات المدنية وجميعها بالمليارات , وصفقات السكوت عن فضائح المسؤولين من ابناء واحفاد من اتخذوا قرار شن العدوان على اليمن والاستمرار فيه , اقصد فضائحهم الجنسية الاخلاقية مقابل صفقات بالمليارات .
هناك شراء للضمير العالمي من خلال الدول المتمكنة والقادرة , وهناك تزييف واعلام مأجور .
ان صور طلاب وطالبات المدارس في جثثهم المتفحمة وملابسهم الغارقة بالدم وكتبهم التي تناثرت فوقها اشلاءهم , كل ذلك ماثل وقد رأيناه .. فلماذا يجري حجب الحقائق عن القضاء وتجميد او تأجيل معاقبة القتلة .
القتل والدماء باسلحة فسفورية وعنقودية ومواد سامة وكيماوية استعملها العدوان على اليمن , والتي اصابت المستشفيات والاسواق والمدارس والمساجد والبنية التحتية , هي اكبر دليل على جرائم الحرب واكثر اشكال العدوان صخبا ووضوحا .
أيّها السادة من الذين صمتوا كالشيطان الأخرس او عرفوا الحقيقة ولم يحركوا ساكنا , اقرأوا الكاتب ايون ماكاسكل وبول توزلي عن استخلاصاتهم من دراسة الغارديان وكيف انها تتناقض مع من يدعي الشرعية ويفرّ بها وعن من يدعمون العدوان والباطل ويصرفون اموال شعوبهم التي ما زال الكثير منها يفتقد لاسباب الحياة الكريمة , ويعيش الضنك وغياب الحريات وحتى انكار نسبه عليه .
على المثقفين العرب والاكاديميين والاعلاميين الاحرار وقادة الاحزاب الوطنية والمفكرين ان يقفوا الان الى جانب الحقيقة وان يفضحوا الزيف والباطل وشراء الذمم , وان يكشفوا عن الصفقات المعقودة مع الولايات المتحدة وبريطانيا و دول اخرى اجنبية , وحتى عربية من اجل استمرار الصمت على العدوان وقتل المدنيين .
عليهم ان يأتوا بدول التحالف وقادته ومرتكبي الجرائم فيه الى قاعات المحاكم وأروقة الامم المتحدة , وان يدينوهم ويعاقبوهم كما جرى مع زعماء الصرب في مذابح البوسنة والهرسك .
لا يجوز ان يبقى قادة العدوان على اليمن فالتين وقادرن على التنقل بين دول العالم , ولا يجوز للمعسكر الاخر المعتدى عليه ان يصمت او يتهاون او يعتقد ان بقاءه في صنعاء هو الثمن الذي يكتفي به حتى لا يتواصل فضح العدوان على اعلى المستويات وبشكل فاعل وعميق .
كيف للبرلمان البريطاني ان يضج على جرائم قتل الاطفال وتلاميذ المدارس وان يفعل نظيره في السويد وحتى في دول امريكا اللاتينية وجنوب شرق اسيا في حين تصمت البرلمانات العربي وكأن اليمن ليس عربيا او اليمنيين ليسوا عربا.
لقد اشترطت لجنتان برلمانيتان بريطانيتان عدم بيع اسلحة لدول التحالف العربية الا ان تخرج قرارات لجنة التحكيم فهل تفعلها البرلمانات العربية . هل يفعلها البرلمان المصري مثلا.
ان ثمن سكون الحكومة البريطانية على جرائم العدوان على اليمن ثمنه 3.3 مليار جنيه استرليني وتوظف الكثير من الخبراء مع طواقم العدوان على اليمن والثمن يقدر ايضا بالمليارات ..
ان الاخطر والاكثر جرائمية هو تكرار نفس القصف مجددا لنفس المدارس او لأخرى دون مراجعة او توقف فكيف يصبح بعد كل ذلك اعادة قصف المدرسة وكيف يمكن اعادة تبرير ذلك واعتباره من الاخطاء .. خاصة وان القصف اصاب تجمعات سكانية كثيفة وادى الى قتل المئات وجرح اضعافهم.
كيف يمكن فهم العدوان الا انه ابادة متعمدة ومقصودة حين يجري قصف مدرسة واحدة (9) مرات وسوقا شعبيا (24) مرة.
لو كان المقصود حديقة حيوانات او منطقة سفاري لاحتج العالم اكثر فلماذا .. لماذا هذا الخرس الشيطاني؟ ولماذا يستمر العدوان على اليمن بهذه البربرية وهذا الاجرام ؟ ولماذا يجري الادعاء ان صاروخا يمنيا استهدف الكعبة لاستدرار عواطف الجهلة وكأنهم لم يسمعوا قول الرسول (ص) ان حرمة دم مسلم اشد عند الله من هدم الكعبة” في حين لم يستهدف احد الكعبة ولم يفكر اليمنيون الذين هي قبلتهم في هدمها او حتى مسها او الاعتداء عليها وهم من طلوا يحمونها عبر التاريخ ولهم فيها الركن اليماني شاهدا على ذلك.
هل تسترجع نفس الاكذوبة حين كانت تقوم الجمهورية اليمنية وجرى اتهام عبد الناصر ان طائراته كانت تحلق في سماء الكعبة استدرارا للعواطف.
ان هذه البضاعة لم تعد تجد مشترين والذين يشترونها يشترونها مدفوعة الثمن من البائع ليظهروا للمغفلين انهم يشترونها.
على اليمنيين ممن يحكمون صنعاء الان ان يفضحوا الاعتداء على شعبهم وان لا يبقوا رهائن تصورات قاصرة وعليهم ان يفضحوا الدول التي قبضت المليارات للصمت على الجرائم او التقليل من تأثيرها , وخاصة الحكومة الاميركية و البريطانية الحالية بقيادة السيدة الفاشية الجديدة الطالعة من كم اليمين تريزاماي , والتي تستمر في الدفاع عن كل ما هو فاشي وعنصري وبغيض .
ليخرج النداء واضحا , لتتوقف هذه الحرب الهمجية على اليمن , ولتتوقف جرائم الحرب , وليكن يوم حساب المجرمين قريبا.. ويوم سوقهم الى المحاكم قريبا .
أيّها اليمنيون رابطوا واصبروا وصابروا فهؤلاء الذين جاؤوكم بالعدوان لا يعدوا ان يكونوا سوى موجه جراد صحراوية ارادت اكل اخضركم ويابسكم , او ريح سموم تهب لتعمي العيون وتفقد السائرين على الطريق قدرتهم على الابصار .
ليحل عليهم غضب الله وليرجمهم بطير ابابيل , ولتنطلق اسلحتكم حتى تحس الشعوب باليمن , فتتحرك لتمنعهم من مواصلة قتل اطفالكم .

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق