مواجهة وشيكة بين «أحرار الشام» و «النصرة»

عروبة الإخباري – اقترب اندلاع مواجهة في ريفي حلب وإدلب، بين «فتح الشام» (النصرة سابقاً) و «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي انضمت إليها أمس ستة فصائل إسلامية كبرى تحسباً، بالتزامن مع تأكيد أنقرة أن «فتح الشام» هي تنظيم إرهابي، في وقت تحفظت موسكو عن خطط الولايات المتحدة إقامة «مناطق آمنة» في سورية، وحذر الكرملين من «العواقب المحتملة» للخطوة، في مقابل إعلان أنقرة أنها ستدرس عن كثب مشروعاً أثاره الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء «مناطق» تؤوي السوريين الهاربين من المعارك.

وأعلنت «حركة أحرار الشام»، التي تعد أبرز الفصائل المعارضة في سورية، في بيان الخميس: «شهدت ثورتنا المباركة خلال الساعات الماضية سلسلة من الاعتداءات التي كادت تنزلق بالثورة إلى هاوية الاحتراب الشامل». ومن هذا المنطلق، أضافت الحركة، أنها «تقبل انضمام إخوانها في ألوية صقور الشام، وجيش الإسلام- قطاع إدلب، وكتائب ثوار الشام، والجبهة الشامية- قطاع حلب الغربي، وجيش المجاهدين، وتجمع «فاستقم كما أمرت» وغيرهم من الكتائب والسرايا». وأكدت «أحرار الشام» أن «أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين إليها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة».

واندلعت الاشتباكات الثلثاء بهجوم لـ «جبهة فتح الشام» ضد معسكر لفصيل «جيش المجاهدين»، ما أدى إلى معارك توسعت لاحقاً لتشمل فصائل إسلامية معارضة أخرى، بينها «حركة أحرار الشام» و «الجبهة الشامية» و «صقور الشام». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ «معلومات لدى جبهة فتح الشام عن أن هناك فصائل على الأرض تبلّغ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بتحركات مقاتليها وقيادييها على الأرض». وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية الخميس، إن تركيا تعتبر كلاً من «داعش» و «جبهة النصرة» التي تُعرف الآن باسم «جبهة فتح الشام»، جماعتين إرهابيتين وتتصرف وفقاً لذلك.

وبدا أن الكرملين فوجئ بإعلان الرئيس ترامب أنه وجّه أوامر الى وزارتي الخارجية والدفاع لدراسة إقامة «مناطق آمنة» في سورية، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن واشنطن لم تبلغ الروس بخططها و «لم تتشاور معنا في هذا الموضوع. هذا قرار سيادي»، لكنه دعا إدارة الرئيس ترامب إلى «دراسة العواقب المحتملة لخطوة من هذا النوع»، معتبراً أن تأثيراتها قد تكون سلبية جداً، وتسفر عن تعميق أزمة اللاجئين كما قد تؤدي الى عواقب أخرى.

وقال الناطق باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة: «المهم ما سيكون نتيجة تلك الدراسة ونوع التوصية التي ستخرج بها… اقترحنا (إنشاء مناطق آمنة) منذ البداية. المثال الأفضل جرابلس» على الحدود بين سورية وتركيا، مشيراً إلى أن آلاف السوريين يعودون إلى هذه المدينة التي استعادها عناصر المعارضة السورية في آب (أغسطس) بدعم من الجيش التركي من أيدي تنظيم «داعش».

وأعلنت موسكو أمس، أن طائرات روسية وتركية شنت غارات دعماً للمعارضة السورية شمال حلب في قتالها ضد «داعش»، نتيجة اتفاق عسكري بين الطرفين وُقع بداية العام. وقال أحمد بن سعيد الرميحي مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية، إن الدوحة ترحب بتصريحات ترامب، وأكد «ضرورة توفير ملاذات آمنة في سورية وفرض مناطق حظر جوي (وهو ما) يضمن سلامة المدنيين».

في نيويورك، قوبل اقتراح ترامب بدعم أولي من بريطانيا وفرنسا، على رغم تأكيد فرنسا «ضرورة البحث في التحديات التي ترافق هذه الفكرة». وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر قبل جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية، إن فرنسا «مستعدة للعمل بإيجابية عالية مع الإدارة الأميركية والشركاء الآخرين على تطبيق هذه الفكرة، التي لطالما أيدناها منذ سنوات» مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها «فكرة لا تزال طازجة» من جانب واشنطن. وأضاف: «لطالما كنا منفتحين على هذه الفكرة منذ سنوات وأشهر، وندرك التحديات التي تأتي مع هذه الفكرة، لكننا جاهزون للعمل بإيجابية جداً مع الإدارة الأميركية». وأكد ديلاتر أن دور الأمم المتحدة «يجب أن يبقى مركزياً في العملية السياسية» في سورية، وقال إن الموقف الفرنسي حالياً متمسك بـ «الحذر الكبير» حيال المرحلة المقبلة، وتأكيد دور الأمم المتحدة المركزي في العملية السياسية. وأضاف أن «آستانة كانت خطوة إيجابية نحو المفاوضات في جنيف، ولهذا نشجع المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ليتقدم نحو الإعداد لمفاوضات جنيف الشهر المقبل». وأوضح أنه «يجب الاستمرار في الحذر الكبير بالنسبة إلى احترام وقف النار ووصول المساعدات الإنسانية، بحيث تكون هذه الأمور محترمة بالكامل»، وشدد على أن «دور الأمم المتحدة يجب أن يبقى في المقدمة والمركز في العملية السياسية، للتوصل إلى تسوية فعلية مبنية على وقف النار وانتقال سياسي» في سورية.

وقال ناطق باسم البعثة البريطانية في نيويورك، إن بريطانيا «ستدعم أي جهد ينهي العنف وينقذ أرواح السوريين، ونتطلع قدماً إلى العمل من قرب مع الإدارة الأميركية في شأن سورية والكثير من التحديات الدولية الأخرى التي تواجه الأسرة الدولية».

وأفاد ديبلوماسيون بأن تطبيق فكرة المناطق الآمنة «إما أن يتم عبر غطاء دولي يؤمنه مجلس الأمن، وهذا مستبعد بسبب الرفض الروسي، أو أن يتم بشكل أحادي من طريق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وهذا سيحتم التنسيق مع روسيا ميدانياً».

إلى ذلك، حصلت «الحياة» على نسخة المسوّدة الروسية لـدستور «الجمهورية السورية» ويقع في 85 مادة و24 صفحة وعلى تعديلات وضعها مسؤولون في دمشق وأُرسلت إلى موسكو وطهران مع دراسة قانونية تضمنت الكثير من التعديلات، بينها إلغاء «جمعية المناطق» ومناطق «الحكم الذاتي الكردي» والسماح بانتخاب رئيس الجمهورية الحالي لـ «ولايتين على التوالي» ما يعني أن يترشح الرئيس بشار الأسد لدى انتهاء ولايته في 2021.(وكالات)

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق