في الذكرى.. هربوا مذعورين ، وعادوا كالخفافيش/ كتب سلطان الحطاب

عروبة الإخباري – في الذكرى الثالثة نقلب صفحات يمنية مطعونة بالغدر وملطخة بالدماء .. فمنذ هروب من اسمى نفسه صاحب الشرعية واليمن يجري صلبه والتمثيل بجثته من اولئك الذين استقوا بالخارج عليه.
كان من ادعى الشرعية قد لعب دور “بروتس” الذي انقض على خاله “يوليس قيصر” حين وقعت الاضطرابات على الامبراطور .. كان يتربص بالسلطة .. وحين طعن يوليوس قيصر قال له عبارته المشهورة ” حتى انت يا بروتس”.
نحن الان في الذكرى .. ذكرى فرار من اتخذ التقية نهجا. فقد قدم استقالته في الداخل وحين هرب واستأنس النجاة تراجع وادعى الشرعية، ولما لم يجد معه احدا استعان باعداء اليمن المتربصين بها الشر، وقد راسلهم وكتب لهم وارادهم اسيادا لبلاده. وحين رأى عيون اليمنيين ترمقه بمقت وغضب وتتهمه بالخيانة العظمى انكر فعلته وتحول الى “نيرون” الذي بكى بعد ان احرق روما.. يومها .. يوم أن رأى الغزو لبلده قد وقع .. اظهر استنكاره لذلك وكأنه لا يعلم بقوله: “لم نكن ندري ونحن نمشي طوال الليل حتى أنا لم اتوقع لأن الامريكيين اخبروني بعدم تدخل احد”.
نسي أو تناسى لحظة صحو قليلة غالبا ما تصيب من غدروا بلدهم، أنه هو الذي راسل وكتب وناشد بالتدخل وطالبا ضرب بلاده.
لم يكتف رمز الشرعية الهارب بأن يصيب الحاقدون بقنابلهم واسلحتهم التي لم يجربوها سوى في اليمن بالاستعداء على بلده بل انه حقّر شعبه وافراد شعبه لأنهم لم يمنحوه السلطة ولم يؤيدوا فراره وجلوسه في بيوت الجيران محسورا مذموما بقوله عن اليمنيين وهو يبيعهم في صفقة رخيصة ..
” لدينا ثروة بشرية هي للمملكة أصلا وهم مستعدون أن يعملوا لها كعساكر” وقال: استعملتهم بريطانيا من قبل وفي عدن، وانصحها باستعمالهم والاستفادة من تجربة بريطانيا”، ونسي ان كلمة “عساكر” في الحياة الاجتماعية اليمنية كلمة كريهة تعني “المرتزقة”. فقد كان يدرك ذلك وربما اراد ذلك .. لقد تذكر العبيد والمرتزقة متعددي الولاءات بين السلاطين القدامى في جنوب اليمن خاصة في منطقة يافع وهو يريد اعادة الصورة واعادة الفعل القبيح.. ولم يكتف بهذا في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات . بل استغل فقر اليمنيين وقال” ان اليمنيين شعب فقير ويبدي ولائه لقاء مبالغ تتراوح ما بين عشرة وخمسين الف ريال يمني اي 46-230 دولار امريكي ” فهل هذا الذي يتحدث عن شعبه هكذا هو شرعي ام انه مندوب سام جديد من بقايا الاحتلال في عدن.
نعم يريد الكرسي بأي ثمن حتى لو حول اليمن كلها الى عساكر ، فقد اغراه البيع ليقول في نفس المقابلة:
“نستطيع تقديم جيش قوامه ثلاثة ملايين وسبعماية الف جندي . ونجعل اليمن موطن اكبر قوات مسلحة في العالم”.
نعم انه مدعي الشرعية وهو الحاوي الذي اعطى الاشارة ليبدأ القتل المنظم لليمنيين وبشكل منهجي وواسع. فقد تم ملاحقة المدنيين بطائرات الهيلوكبتر الغازية، وجرى قصفهم وهم يهربون في اسلوب يسمى “النقر المزدوج” وهو قصف المكان وانتظار تجمع المسعفين لقصفه مرة اخرى، كما ذكرت تقارير الامم المتحدة.. لقد قصفوا الشجر والحجر والانسان . وقتلو الاطفال في شهية مفتوحة للدم وفي حقد وانتظام لا يبقي ولا يذر..
لقد قالتها الامم المتحدة على لسان امينها العام ان المتدخلين يقصفون اليمن وينتهكون القانون الدولي الانساني . ” وان القتل بالطيران يستهدف المدارس والمساجد والمستشفيات والمنشآت المدنية”
هذا كلام كي مون فلماذا اذن يستمر العالم بصمت على هذه الجرائم ولماذا يجيزها من يدعي الشرعية وهل تبقي هذه الجرائم اي شرعية حتى لنبي؟
والسؤال المطروح الان في الذكرى المريرة والقتل ما زال قائما وما زالت الدماء تتدفق والجثث تتناثر ودفاتر تلاميذ المدارس تغطي اجسادهم الممزقة الى متى يستمر القتل؟ والى متى يصبر اليمنيين عليه ويتجرعون كؤوسه..
الى متى تمنع الحياة عن اليمن بقفل موانئه ومطاراته ومداخله ومخارجه وتحويله الى سجن كبير؟
هل تستمر القيادة في صنعاء بالصمت والاكتفاء بالدفاع عن النفس ام تطلب المساعدة والتدخل من اجل اعادة التوازن من يلوم اليمنيين الان ان تحالفوا مع الشيطان لرد هذه الشياطين التي لم تتوقف عن قتلهم . اليمنييون يعانون . وهم لا يستطيعون الخروج او الدخول ، الذهاب الى الدراسة او الاستشفاء . لا يستطيعون الحركة في مدنهم وقراهم وبينها لأن الموت بالقصف من الجو يتربص بهم. ولأن المدفعية الحديثة عبر الحدود تقصفهم ويأتي هناك من يتحدث باسم الامم المتحدة كأبن الشيخ يطالب بأن تحط طائرته في صنعاء التي يغلق الغزاة اجواءها إلا للاجانب والغرباء إن رغبوا. فهل هذا منطق .. يتعذب اليمنيون ويمشون على اقدامهم لآلاف الكيلومترات ويريد ابن الشيخ ان يأتي بطائرته الى صنعاء .. وهو ما يقال فيه شعرا.
أحرام على بلابلة الدوح حلال للطير من كل جنس
لتتوقف هذه المهزلة وليخرج هؤلاء الفارون من جحورهم ويتركوا اليمن للحياة.. انهم لم يستعدوا على الشعب اليمني في الداخل بل استعدوا عليه في الخارج ليتعذب بين مطارات العالم ومحطاته.
واذا كنا اليوم نتذكر هروب من سلموا اليمن للاعداء والقتل فإن هذا الهروب لا بد ان يكون ابديا وان يغيب الهاربون في غياهب التاريخ وظلماته لا ان يتسللوا في الظلام في محاولة لعودة غير مشروعة!!

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق