عروبة الإخباري – لم يكن إعلان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العاشر من يناير من العام الحالي أن عام 2017م هو عام “التضامن الإسلامي” بغريب على دولة مثل أذربيجان تتمتع بعلاقات طيبة مع جميع دول العالم، ولاسيما الدول الإسلامية. ويعتبر هذا الأمر استمرارًا طبيعيًّا لعام “2016” الذي كان عام لتعدد الثقافات في الأذربيجان، حيث شهدت أذربيجان في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا في شتى المجالات، وكذلك في علاقاتها مع جميع دول العالم من خلال قيم التسامح وتعدد الثقافات التي تتخذه أذربيجان شعارًا لها في جميع المحافل الدولية، وكذلك من خلال قيم التعايش وقبول الآخر. فعلى الرغم أن أذربيجان تحتضن العديد من القوميات وأتباع الأديان المختلفة، فإن أي إنسان يقيم فيها لا يمكن أن يرى أية تفرقة بين أتباع الأديان أو القوميات المختلفة، بل على العكس تمامًا يشعر بأنه داخل أسرة واحدة متجانسة الأفكار والطبائع.
لا شك أن الدور الذي تلعبه أذربيجان في مجال التقارب بين الدول الإسلامية وإقامة علاقات ودية مع الدول الإسلامية يمنحها الحق في إعلان عام “2017” عام “التضامن الإسلامي”، ويجعلها ترعى “التضامن الإسلامي” ليس خلال هذا العام فقط، بل في الأوقات والأعوام القادمة.
(2)
إن خير دليل على اهتمام أذربيجان بتوطيد العلاقات مع دول العالم الإسلامي أجمع هو رعايتها واستضافتها هذا العام “العاب التضامن الإسلامي الرابع” ذلك الحدث العالمي المهم الذي لا يعد كونه حدثًا رياضيًّا فحسب، بل حدثًا سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا أيضًا.
من المعلوم أن التضامن بصفة عامة يضم في معناه التعاون والتكافل والتكاتف والتناصر، والتواصي، ومن المعاني التي تدخل أيضًا في هذا المعنى نصرة المظلوم، ورد الظالم عن ظلمه، وحفظ الأمن؛ ومن هذا المنطلق يجب أن يساعد “التضامن الإسلامي” في استعادة أراضي أذربيجان “قراباغ” المحتلة من قبل الأرمن في أسرع وقت، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي بهذا الشأن. ونجد أن مثل هذا الأمر يعد تضامنا من العالم الإسلامي مع دولة شقيقة مثل أذربيجان، ولأن أذربيجان تُظهر دائمًا عمليًّا مساندتها مع الدول الإسلامية وتبادر دائمًا في تقديم يد العون في الأزمات التي تحل بأي دولة من الدول الإسلامية.
(3)
تجمع أذربيجان بين الأصالة والمعاصرة معًا وتعتبر حلقة الوصل بين الشرق والغرب، لذلك يعيش على أرضها العديد من المسلمين وغير المسلمين وكذلك أصحاب الأديان والطوائف الأخرى.
وفي ضوء كل ذلك، تثبت أذربيجان للعالم كله أنها دولة إسلامية تهتم بقضايا ومشكلات العالم الإسلامي وأنها تسعى لوحدة العالم الإسلامي وتقدم صورة للعالم بأسره أن الدول الإسلامية ليست دولاً متنازعة، بل هي دول متطورة وموحدة ومتضامنة مع بعضها البعض.
ويجدر الإشارة إلى أنه كان لأذربيجان أيضًا السبق في توحيد صفوت المسلمين سنةً وشيعةً لأول مرة في العالم في صلاة الجمعة تحت اسم “صلاة الوحدة”، حيث يصلي المسلمون سنةً وشيعةً كل يوم جمعة معًا خلف إمام واحد صلاة الجمعة في أكبر مسجد بمنطقة القوقاز وهو مسجد “حيدر” الذي افتتحه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بنفسه.
إن الأمثلة كثيرة جدًّا على تمتع أذربيجان بالتسامح وعدم التميز الديني أو العرقي بين أهلها أو ضيوفها، وإعلان أذربيجان “عام 2017” عام “التضامن الإسلامي” ما هو إلا دليل راسخ على اهتمام أذربيجان بالتعاون والتكافل مع دول العالم الإسلامي لحل جميع المشكلات والقضايا التي تؤرق العالم الإسلامي، وكذلك محاولة من أذربيجان لتقديم صورة ذهنية معتدلة للعالم بأسره حول “تضامن الدول الإسلامية” وسعيها نحو التقدم والرقي دائمًا.
ولا شك أن هذه المبادرة من أذربيجان سوف تكون لها أثر كبير في توحيد صفوف المسلمين والتقارب فيما بينهم، والعمل على الرقي والتقدُّم لجميع الدول الإسلامية.
د/ أحمد سامي العايدي – مدير مركز مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية بأذربيجان