عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب- يضرب الطاعون اليمن فيصيب الجميع ويتساقط الاطفال والنساء والشيوخ تساقط اوراق الشجر , ويتحول الغزو الى غزو جراد على حقول اليمن يأكل الاخضر واليابس ويترك الارض يبابا قفرا .
من يوقف الطاعون على اليمن ؟ .. على اهله ؟ .. ومن يوقف الجراد على الزرع ؟ لماذا يستمر نيرون ومستشاروه يحرقون البلد دون ان تاخذهم الرحمة , ودون ان يتذكروا فضلها عليهم حين اطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف ؟؟ .
ستبقى دماء طفلات مدرسة الفلاح في صنعاء تطارد القتلة وستتحول هذه الدماء الى لتصرخ حتى تقول .. ” الهامة اسقوني ” !!
خرج مدعوو الشرعية من اليمن فارين وهم يحاولوا العودة الية , وقد استعدوا عليه بالعدوان الاجنبي , و تحولوا الى حصان طروادة لينفذوا الى القلعة عبر اتباعهم بعد ان اعياهم الدخول من بوابة الانتخاب والتوافق التي استعصت عليهم .
لقد عرف اليمن فترات شدة و حزن ويأس , وعرف الغزاة الذين جاءوه من اكثر من ناحية وجهه وبلد , وظل يرد الغزاة ويبني قبورهم ويصفع المحتلين ويلحق بهم العار , ولم يعرف اليمن من ابنائه من يستعدي عليه بهذه الطريقة التي يريد فاعلوها قتل البشر والحجر دون ان يقولوا من سيحكمون بعد ذلك , هل يريدوا ان يستوردوا شعبا يحكموه طالما ظل الشعب اليمني يرفضهم ويقاومهم ويفتدي حريته بالغالي من مال و دم .
كل الذين خرجوا من اليمن يطلبون السلطة بالاستقواء على البلد واهله ظلوا غرباء مدحورين , وقد سجل التاريخ وقائع كثيرة حتى تلك التي يذكرها اليمنيون من تراثهم حين استنجد إمرؤ القيس الشاعر بالروم بعد مقتل أبيه وقوله ” اليوم خمر وغدا امر” , وتوجه الى القسطنطينية ولما لم ينصره الروم على اهله من قبيلة كندة حين ثار بنو أسد على والده وقتلوه عاد حزينا ليموت ومرافقه في سفح جبل عسيب قرب أنقره , لقد بارت محاولته بالفشل, وهكذا حال من يستنصر بغير قوته او يطلب تدخلا اجنبيا .
غزو اليمن قبيح وهو أشبه بالطاعون الاسود الذي كان يفتك بالناس في القرون الوسطى , فهؤلاء اليمنيين الذين ينتشرون في بلادهم , في مدنهم و قراهم وباديتهم و ريفهم افاقوا على قصف الطائرات والمدافع وجربت فيهم كل انواع الاسلحة المحرمة من عنقودية وفسفورية وكيماوية باسم الشرعية واستعادة السلطة واعادة الفارين الذين سلّموا وخرجوا بجلودهم ليعودوا لكل هذا الدمار والموت .
ان الباحثين عن الشرعية والمتمسكين بها حالهم حال الفار ابو عبدالله الصغير اخر حكام غرناطة الذي خان بلده وشعبه واستعان بملك اسبانيا فريديناند و زوجته ازابيلا الذين ذبحوا اهل بلده فقد فرّ وتآمر وحين ضاقت به السبل ولفظه مرافقوه ومناصروه واهله , حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه وغادر غرناطة نادما متحسرا وقد رأته امه عائشة على هذا الحال وقد استبدل غرناطة بمتاع ونساء فقالت تخاطبه :” يا عبد .. إبكّ كالنساء .. وطنا ضيعته ولم تحافظ عليه مثل الرجال ” .
نعم مرسلو الطاعون لليمن وباعثوا الجراد في اركانها ليأكل الاخضر واليابس هؤلاء دمروا الوطن ولم يحافظوا عليه , سلّموه واستقووا بالخارج وبحثوا عن نسب غير نسبهم وظل غير ظل اشجارهم , ذهبوا ليأتوا بالعرب المستعربة ضد العاربة ويثأروا باسم عدنان على قحطان , ويمزقوا الانساب وينكروا الاحساب .
اين انتم من اليمن الذن اقتلعكم من جذوركم و رماكم حين لم يبقوا فيه زرعا ولا ضرعا , وحين ظننتم انكم يمكنكم ان تسكنوا الذئب في فراشه .
دم اطفال اليمن سيبقى يطاردكم , فقد استهنتم به ومكنتم الحاقدين من سفكه , أليس لكم عيون تدمع , أو قلب يخشع وأنتم ترون عبر الشاشات من اماكن هروبكم حيث الاطفال المتناثرة جثثهم في الشوارع والازقة والطرقات وتحت الركام !!
عن اي شرعية تتكلمون وانتم ارتكبتم باسم الشرعية كل حرمة وضربتم كل ملّه وعقيدة وتقاليد , أليس حرمة دم الطفلة اليمنية المسلمة التي قتلتموها في مدرسة الفلاح اشد عند الله اثرا من هدم الكعبة .
هل اردتم ان تقيموا شرعيتكم التي لا يقرها لكم اليمنيون على جثث اليمنيين و ركام منازلهم ؟؟ أليس من الاجدر ان يتذكر نيرون انه حرق روما ليحلم انه يجلس على جبل النهدنين ليبكي افعاله , من اين لخصوم اليمن في التاريخ والحاضر كل هذا الغل والحقد و الرغبة في القتل سوى ان اليمن ظل بتاريخه وشموخه وحسبه ونسبه وقبائله واعراقه ومذاهبه يخزيهم ويفضح بربريتهم وهمجيتهم وسوء عقائدهم وتنكرهم لامتهم واسلامها .
لن يغفر اليمن اليوم لكم سوء صنيعكم ولا دعوتكم الامم باسم التحالف لذبح ابناء شعبكم !! لن يغفر لكم رغبتكم في الانتصار على تاريخه واطفاله , وادخال الغزاة الى ارضه .
أما انتم ايها اليمنيون .. فانهضوا .. انهضوا كما نهضت العنقاء من الرماد !! الهجوا باسم اليمن .. كل اليمن .. شماله وجنوبه وشرقه وغربه .. وكل قبائله ومكوناته لتردوا على هؤلاء الذين لم يراعوا في دماء اطفالكم إلّا ولا ذمة , ردوهم عن حياضكم وادفعوا بلاءهم , قفوا في وجه الطاعون الاسود , وكافحوا جرادهم الذي جاء ياكل ويسرق قوت اطفالكم .. نعم تستطيعون فقد استطعتم في التاريخ حين لم يسجل عليكم عار انكم قبلتم مستعمر وتستطيعون في الحاضر وانتم مؤمنون ان “الكف تناطح المخزر ولا تعجز” كونوا على قلب رجل واحد ولا تجعلوهم يفرقونكم على اسس مذهبية وعرقية وحزبية وعلى ادعاء الشرعية او انكم تتبعون غير تراب وطنكم , اثبتوا لهم ان جلودكم هي من لون تراب اليمن وان عيونكم هي عيون زرقاء اليمامة التي لم تر في غزاتها الا حين اخبرت قومها واستنهضتهم لملاقاة من ارادوا باهلها السوء .
أيّها اليمنيون يا احفاد مذهب الشافعي , والزيدية التي حاربت القرامطة وصححت العقيدة.. يا بناة سد مأرب .. يا بنات بلقيس , هؤلاء الذين يقاتلوكم ليسوا من هذا في شئ , انهم لا يعرفون ولا يؤمنون بما تؤمنون ولا يلتقون معكم في مذهب او عروبة او حتى اسلام منذ قتلوا و نكلوا , ومنذ ارادوا اغلاق نوافذ هوائكم وخلط حليب اطفالكم بالدم وقصف مدارسكم و مستشفياتكم وقطع طرقكم وقتل حتى حيواناتكم التي اعتقدوا انها في جبالها ووديانها تقاومهم .
حان الوقت ان يرى المجتمع الدولي افعالهم وتنكيلهم في المدنيين و الابرياء , وحان الوقت ان يفضح اهدافهم التي لا تخرج عن تعطشهم للقتل والابادة وتسخير الاوطان للفجور .
نعم لن نكون الا يمنيين , نلهج باسم اليمن الذي نأخذ منه شرعيتنا ووطنيتنا و ارادتنا , اما الاخرون الذين يدعون الشرعية من المنافي فانهم الغرباء الذين لا جذر لهم في تراب هذا الوطن , والذين لا يذرفون على قتله دمعة واحدة !!