عروبة الإخباري- تمضي الشرطة في إسرائيل بالتحقيق مع رئيس حكومتها بشبهات الفساد من خلال البحث بعمق التسجيلات الصوتية التي جمعت ضده، ومالك صحيفة «يديعوت أحرونوت «أرنون موزيس تزايدات الأصوات الداعية للتعجيل في إنهاء التحقيق وتقديم التوصيات والكشف عن مضمون كافة التسجيلات. بالمقابل اختار أعضاء الكنيست من حزب الليكود الإعلان رسميا عن اصطفاف ودعم لرئيس الحزب نتنياهو الذي استقبل بالأحضان والتشجيع أمس خلال اجتماع كتلة حزبه بالكنيست. وفي مسعى منه لإظهار قوته والتقليل من تداعيات التحقيقات التي يخضع لها وما سينجم عنها خاصة وأن مصادر بالشرطة أكدت أنه لا مناص إلا من تقديم لائحة اتهام ضده تظاهر نتنياهو بالقوة والثقة بالنفس على وقع الهتافات والشعارات التي رددها أعضاء الكنيست من حزب الليكود والتي وصفت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ «ملك إسرائيل».
على هذه الخلفية توجه نتنياهو للإعلام الإسرائيلي ساخرا متهكما هو يقول «إليكم بعض من التسريبات لنشرة المساء عند الساعة الثامنة، هذا لن يجديكم نفعا، سأواصل مع الليكود قيادة الدولة لسنوات طويلة. وسبق أن وجه نتنياهو انتقادات شديدة اللهجة للإعلام الإسرائيلي، حيث وجه له اتهامات بالسعي للإطاحة به وبحزبه من رئاسة الحكومة، قائلا عبر صفحته على فيسبوك:’ وأضاف «الإعلام الإسرائيلي، يشن حملة واسعة من أجل إسقاط حكومة حزب الليكود التي أترأسها.
وانتقد نتنياهو سلسلة التسريبات التي نشرت تباعا في وسائل الإعلام عن تحقيقات الشرطة الجارية معه حول شبهات تلقيه رشوة على شكل هدايا وامتيازات كالشامبانيا والنبيذ الفاخر وكميات كبيرة من السيجار الكوباني من رجلي أعمال، وكذلك رشوة سياسية من مالك صحيفة « يديعوت احرونوت» أرنون موزيس الذي تعهد باطالة عمر حكمه بتغطيات إيجابية عنه. وكتب نتنياهو: هذه الحملة مصممة للضغط على النائب العام وجهات أخرى في النيابة العامة لتقديم لائحة اتهام ضدي، الوسيلة واضحة، ففي كل يوم وليلة يجري توزيع كلمات يتم اختيارها بدقة تتضمن كذب مقصود.
وتابع في صفحته على فيسبوك: «بطبيعة الحال، فطالما استمرت التحقيقات فإنني لا أستطيع الدفاع عن نفسي، لا يمكنني أن أقول للجمهور القصة الحقيقية ولكنني أوضح أنه لا توجد جريمة».
وجاء استقبال نتنياهو في مقر كتلة حزب الليكود في الكنيست، في الوقت الذي خضع مالك «يديعوت أحرونوت»، موزيس، للتحقيق للمرة الرابعة أمس. وتمحور التحقيق مع موزيس حول المفاوضات التي جمعته بنتنياهو عقب حل الكنيست بالعام 2014 والإعلان عن انتخابات مبكرة، حيث كشفت التسجيلات الصوتية تعهد موزيس على دعم نتنياهو بالانتخابات مقابل امتيازات للصحيفة وزيادة أرباحها. وطالب رئيس حزب «المعسكر الصهيوني» يتسحاق هرتسوغ، إبعاد نتنياهو عن حقيبة الاتصال والإعلام فورا وذلك في أعقاب اعترافاته بعلاقاته بصحيفة «يسرائيل هيوم» المجانية المنافسة لـ «يديعوت أحرونوت». وهدد بالالتماس للمحكمة العليا للمطالبة باستصدار أمر احترازي لاقصاء نتنياهو عن وزارة الاتصال. وقال: «كشف نتنياهو النقاب عن الأكاذيب واعترف بعلاقته بصحيفة «يسرائيل هيوم « إذ لم تكن هذه الاعترافات وهذه العلاقة ذات أبعاد جنائية لكنها بدون شك تعبر عن خيانة الأمانة وزعزعة الثقة ما بين الحكم والجمهور».
ووصف التحقيقات التي يخضع لها نتنياهو بالمرحلة الصعبة للديمقراطية الإسرائيلية، إلا أنه يعتقد أنها ستخرج من أزمتها، رافضا اتهامات نتنياهو للإعلام. زاعما أنه مثلما يوجد أوساط بالساحة السياسية غير فاسدة كذلك الأمر في الإعلام، وبالتالي لا بد من السعي إلى تغيير الإخفاقات والخروج من هذه الأزمة.
من جانبه، طالب رئيس حزب «يش عتيد» المعارض، الوزير السابق يائير لبيد الشرطة إنهاء التحقيق مع نتنياهو بأسرع وقت ممكن، وبرر طلبه بالقول: « هناك أمور دولة وشؤون يجب أن تدار، لذا يجب إنهاء التحقيق على وجه السرعة لأبعاده الجماهيرية والأخلاقية، حيث لا يمكننا قبول حالة رئيس الحكومة يقضي وقته في غرف التحقيق والاستشارة القانونية لدى المحامين. وعلم أمس أن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال منع التحقيق مع زوجة نتنياهو بالتزامن مع التحقيق معه مما عرضه لانتقادا أوساط سياسية وإعلامية اتهمته بمحاولة حماية الزوجين نتنياهو من حالة حرج وكشف للحقيقة خلال تحقيق لا يستطيعان فيه تنسيق المواقف والإفادات.(القدس العربي)