عروبة الإخباري- تتواصل التفاعلات الدرامية للتحقيقات مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، وتلّح تساؤلات هل يسقط من سدة الحكم بسبب هدايا على شكل قناني شامبانيا وعلب سجائر فريدة وسط دعوات سياسية وإعلامية لتقديم استقالته. وبلغت هذه التفاعلات أمس ذروة جديدة بعد الكشف عن أن الشبهات الجنائية في القضية المركزية ضد نتنياهو، والمعروفة باسم « الملف 2000 « مدعومة بأشرطة مسجلة له.
وكشفت صحيفة «هآرتس» المناوئة لنتنياهو أن هذه القضية تركز على اتصالات بين نتنياهو ورجل أعمال حول امتيازات متبادلة، وأنه بحوزة الشرطة توثيق لهذه الاتصالات. وأوضحت الصحيفة أنه في الأدلة بصلب هذه القضية، بحسب الشبهات، تشير إلى محاولة لإبرام صفقة «أعطني وخذ» وتتعلق بحصول نتنياهو على دعم من أجل الاستمرار بالحكم، مقابل استخدام نفوذه لضمان تحقيق رجل الأعمال أرباحا تقدر بأموال طائلة.
ولاحقا كشفت القناة الإسرائيلية الثانية أن رجل الأعمال هو بيني موزيس صاحب صحيفة «يديعوت أحرونوت» المناوئة له وفيها يتفاوض الرجلان لعقد صفقة بموجبها تتوقف الصحيفة عن مهاجمته مقابل قيام نتنياهو بإضعاف الصحيفة المجانية «يسرائيل هيوم» المقربة منه ويدعمها ملياردير صديق لنتنياهو الذي أسسها قبل ست سنوات لضرب «يديعوت أحرونوت» المعادية له.
ووصلت هذه المعلومات، التي وصفتها الصحيفة بأنها «مادة متفجرة» إلى المستشار القضائي للحكومة، افيحاي مندلبليت، في الربيع الماضي، لكنه «ربض» عليها لأشهر طويلة، لكنه عاد ووصفها في نهاية الأسبوع الماضي بأنها قضية خطيرة على المستوى العام وعلى حدود مخالفة القانون من الناحية الجنائية. وبعد أن أخفى مندلبليت المعلومات عن الإسرائيليين من دون مبرر، سارع الآن إلى محاولة تحديد رواية مفيدة لنتنياهو.
يذكر أن القناة العاشرة كانت قد كشفت عن أن نتنياهو سعى لدى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من أجل منح رجل الأعمال أرنون ميلتشين تأشيرة دخول «فيزا» إلى الولايات المتحدة. ووفقا لتفاصيل رشحت من القضية الثانوية «الملف1000» ضد نتنياهو، فإن ميلتشين دأب على تزويد نتنياهو بـ «هدايا» على شكل كميات كبيرة من السيجار الكوبي الفاخر وزجاجات شمبانيا وويسكي بمئات آلاف الدولارات.
وقالت جهات في محيط نتنياهو إن هذه الهدايا لا تعتبر مخالفة جنائية وانما هدايا من أصدقاء لم ينتظروا أي مقابل، مشيرين الى أنه لا حاجة للتبليغ عن الهدايا التي يتم الحصول عليها من أصدقاء. كما أضافت هذه الجهات انه في أسوأ الحالات ربما تم خرق دستور قانون خدمات الدولة، بسبب عدم التبليغ، لكنهم ايضا ينفون هذا الادعاء بسبب كون علاقة صداقة بين نتنياهو وميلتشين تمتد لسنوات. وحاول المحققون فهم ما هو عمق الصداقة بين الاثنين، فقال نتنياهو إنها تعود لسنوات طويلة ومن الشرعي الحصول على هدايا منه.
وكشفت القناة الثانية انه يستدل من التحقيق أن ميلتشين زود نتنياهو خلال 7-8 سنوات بكميات من السيجار وصلت تكلفتها الى مئات الاف الدولارات. ومن بين انواع السيجار التي وصلت بناء على طلب من نتنياهو «كوهيبا سيغلو5«، و«ترينيداد» و»مونتا كريستو»، وهي انواع يتراوح ثمن السيجار منها بين 100 و200 شيكل، ومن هنا يشتبه حصوله على سيجار بحجم شامل يصل الى الفي دولار شهريا. كما تم الادعاء بأن ميلتشين زود عقيلة نتنياهو، سارة، بكميات كبيرة من مشروب يسمى «شمبانيا وردية» التي يبلغ سعر الزجاجة الواحدة منها مئة دولار.
يشار الى ان قضية الرشوة تعتبر القضية الثانوية التي يجري التحقيق فيها مع نتنياهو، اما القضية الثانية التي تعتبر أكثر أهمية فيلفها الغموض حتى الآن. وقال مقربون من رئيس الوزراء للقناة الثانية، إن نتنياهو «سيقنع المحققين بسهولة وقوع خطأ». زاعمين انه لم يحصل على أموال، ولكن إذا حصل على أموال فسيقنع المحققين بأنه حصل على قرض». وتشير الإذاعة العامة الى ان ميلتشين هو شريك وصديق الملياردير الأسترالي جيمس فاكر، الذي يرتبط اسمه بقضية الرشوة أيضا. وحسب الإذاعة فقد مول فاكر رحلة نجل رئيس الحكومة، يئير، الى نيويورك، بما في ذلك أجرة الفندق الذي نزل فيه، كما انه سمح له باستخدام منزل يملكه. وباستثناء ميلتشين، تمت الإشارة خلال التحقيق الى أسماء عدد من أصحاب رؤوس الأموال الذين يشتبه بقيامهم بإرسال هدايا باهظة الثمن لنتنياهو والمساعدة في تمويل مصروفاته. وحسب الشبهات فقد تم تحويل التمويل بطلب مباشر من نتنياهو، او زوجته سارة.
وتحدث احد المقربين من أولئك المتمولين عن نمط ثابت إذ طلب من المتمول في أحيان متقاربة شراء هدايا ثمينة لنتنياهو، خاصة صناديق السيجار والشمبانيا، التي تكلف مبالغ كبيرة. ولم يتم تسليم الهدايا خلال لقاءات مباشرة بين نتنياهو والمتمولين بشكل دائم، وإنما كان يتم تحويلها، أيضا، بواسطة مبعوثين. الى جانب ذلك، تم تقديم التماس الى المحكمة العليا يطالب بالتحقيق مع نتنياهو في قضية الغواصات الألمانية التي تم اقتناؤها رغم معارضة الجيش وتمت الصفقة مع الشرطة الألمانية بواسطة محام هو ابن عم نتنياهو مقابل أجرة وساطة بلغت 11 مليون يورو، مما يثير شبهات بالفساد.(القدس العربي)