مبدعون ونقاد يعاينون سؤال الدين والسياسة في الرواية الاردنية

rwaea5nqad65

عروبة الإخباري – عرض كتاب اردنيون انماطا من الرؤى الفكرية والأساليب الجمالية في اشتغالاتهم الروائية، وذلك في ندوة أدبية حملت عنوان (الرواية الاردنية: سؤالا الدين والسياسة)، نظمت يوم امس بالشراكة بين مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” ومركز شرفات لبحوث العولمة.

واستهلت الندوة، التي ادارها هشام مقدادي الناقدة الدكتورة خولة شخاترة التي اختارت ثنائيات لنماذج من الروايات الاردنية للكتاب: تيسير سبول وهاشم غرايبة وجلال برجس وزياد محافظة، كاشفة عن شعارات سياسية واجتماعية واطياف من حراك الحياة السياسية بالإضافة الى شخصيات متنوعة تتنازعها رغبات وآمالا رغم ما تنطوي عليه من تلميحات واشارات مشبعة بأسئلة الدين والسياسة.

واعتبرت شخاترة ان روايات مثل: (انت منذ اليوم) لسبول و(القط الذي علمني الطيران) لغرايبة و(افاعي النار) لبرجس و(نزلاء العتمة) لمحافظة، كلها روايات مليئة بالحلم وتضمنت وجهات نظر متعددة ومتباينة تبعا لاختلاف الشخصيات وتباين المواقف والانتماءات الفكرية دون التخلي عن مواقف ساخرة، وجميعها حاضرة بتلاوينها السردية دون مواعظ او رغبة بركوب موجة ترنو الى الانفتاح والتواصل الانساني والانعتاق والتحرر من قيود اجتماعية وسياسية وثقافية.

وخلصت الناقدة الى التأكيد على ان كل رواية هي تجربة بحد ذاتها فيها من التفصيلات الروائية التي تختلف عن الرواية الاخرى وقطعت جميعها شوطا بإثارة اسئلة الحياة والموت والتنوير.

وطرحت الاديبة سميحة خريس محطات جمالية لدى اشتغالها على كتابة روايتها المعنونة (يحيى) التي تبحث في مصائر افراد منذ ستمائة عام، مبينة انها اتكأت على شهادات ووثائق ومعرفة تاريخية تتأسس على جرأة الحلم مسكونة بالقلق، لا تتخفى وراء الجماليات واللغة الرفيعة والانماط السائدة والعاب التجريب.

واوضحت انها رغبت في الرواية تبيان الرابط المتين بين الديني والسياسي لتمثل علاقة الفرد بالسلطة بدءا من السلطة الاجتماعية ووصولا الى السلطة السياسية، خاصة ان يحيى في الرواية تعرض في حياته للسلطات السائدة ككل فرد في المجتمعات العربية او الغربية، لافتة الى اهمية غربلة التراث مما لحقه من اضافات خاصة وانها لا تبغي من روايتها البكاء على ذكرى يحيى الكركي ولا الانتصار لرأي على رأي آخر بل شاءت ان تشق طريقا امام العقل العربي ليعيد تفكيك ما يحمله من افكار لفتح المزيد من الابواب للفعل الانساني الذي يؤسس للحياة لا الفعل الذي يدمر الحياة.

وتمحورت مشاركة الروائي جمال ناجي صاحب رواية (موسم الحوريات) حول مصطلح “التابو” وتأثيراته على مخيلة المبدع، مشيرا الى ان ربط السياسي بالإبداعي لا زال موضوعا خلافيا ومثار جدل لم ينته الى الآن، الا انهما احتفظا بعلاقات على اكثر من صعيد، وذلك على نقيض الشراكة بين الديني والابداعي التي تبدو غير منظورة ان لم تكن غائبة تماما عن المشهد الابداعي.

وكشف ناجي عن الكثير من العوائق والتحديات التي تواجه الكاتب الروائي مع مؤسسات وافراد في محيطه الاجتماعي والسياسي والثقافي سواء كان الرقيب او الناشر او الناقد، مبينا ان تغيير دار النشر الاجنبية التي ترجمت روايته (موسم الحوريات) العنوان الى اللغة الانجليزية على نحو مغاير للعنوان الاصلي دون التوافق معه، دفعه الى التوجه للقضاء.

واشار ناجي إلى انه في العديد من انجازاته الروائية لم يقع في شرك الامتثال لنصوص وتعليمات واشكال رقابية اثناء رسمه للواقع المتغير والمتطور، لأنها في الغالب لوائح لا تؤمن بالإبداع وتزدري العاطفة والخيال وتحط من قدرة الانسان على الابتكار، لكنه استوحى منها ابعادا واحداثا روائية استفادت من النتائج التي أرستها المسارات التطبيقية لتلك النصوص على مدى الزمان.

شاهد أيضاً

جَنينُ قلبي

عروبة الإخباري – زينة جرادي جَنينُ قلبي قطفتُ نجمًا أزاحَ عتمَ ظلامي فنامَ في حِجري …

اترك تعليقاً