عروبة الإخباري – برعاية ومشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم، وبمناسبة مئوية الثورة العربية الكبرى، أشهر منتدى الفكر العربي، مساء الاثنين 19/12/2016 في المكتبة الوطنية، المجلدات الثمانية لجريدة “القِبلة” في إصدارها الجديد الذي كتب مقدمته سمو الأمير الحسن،وكان أصدرها المغفور له الشريف الحسين بن علي في مكة المكرمة مع انطلاقة الثورة العربية الكبرى وتأسيس الدولة العربية الهاشمية في العام 1916 واستمرت حتى العام 1924، والتي توثق لمرحلة مهمة من النهضة العربية في التاريخ الحديث.
وشارك في إلقاء كلمات في حفل الإشهار كل من:أ.د. محمد عدنان البخيت رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان ومدير مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية، وأ.د. هند أبو الشعر أستاذة التاريخ الحديث في كلية الآداب والعلوم بجامعة آل البيت، والأستاذ محمد الشرقاوي مدير عام دار ورد الأردنية للنشر التي قامت مؤخراً بنشر مجلدات أعداد “القِبلة”. وأدار الحفل وشارك بإلقاء كلمة بالمناسبة د. محمد أبوحمور الأمين العام للمنتدى.
أكد سمو الأمير الحسن، في كلمته التي افتتح بها حفل الإشهار، الحاجة لاستعادة زمن التنوير والفكر والنهوض الذي يضع العرب في المكانة التي يستحقونها فكراً وعملاً وحضارةً، موضحاً أن إصدار الجريدة الحجازية تزامن مع إعلان الشريف الحسين بن علي نهضة العرب.
وقال سموّه إن هذه النهضة تصدّت لمظاهر استغلال الدين الحنيف كافة، وأكدت في الوقت ذاته أن الإسلام والتقدم صنوان لا يفترقان، مثلما طالبت بتطبيق نظام الشورى كوسيلة للإصلاح الاجتماعي والسياسي.
وأضاف سموه أن النهضة أولت أيضاً اهتمامها بالبُعد الحضاري الإنساني للمنطقة العربية والتمسك بالتراث في مواجهة الأخطار المحيطة بالأمة.
ولفت سموه إلى أن جريدة “القبلة” التي أصدرها وأشرف عليها وكتب افتتاحيات من أعدادها الشريف الحسين بن علي، ملك العرب، اختصرت سيرة ومسيرة نهضة العرب، وكان شعارها الدائم “جريدة لخدمة الإسلام والعرب”،ومرآة إعلامية صادقة للنهضة العربية كما أرادها الشريف الحسين.
وأكد سموه أهمية تجديد الخطاب النهضوي العربي واستعادة الروح التي بثتها النهضة العربية في العقول والنفوس، الأمر الذي يحتاج إلى انطلاقة الفكر التنويري المعاصر في التعليم والخطاب الإعلامي.
وأشار سموّه إلى أن التمسك بالاستقلال الثقافي يعيد تجديد العقل العربي المنفتح على الآخر، انطلاقا من خصوصيته التي تحترم التنوع والتعددية الثقافية التي تقودنا إلى الحديث عن مفهوم العيش المشترك.
بدوره، أشار الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، د. محمد أبو حمور، في كلمته، إلى أن مضامين جريدة “القبلة” تمثل زاداً فكرياً من الدروس في الإيمان والعمل والتضحيات، فكانت حاضنة للفكر العربيّ النهضوي، ومرآة امتداد حضاريّ لقادة الأمّة وأبنائها في صياغة رؤية مشتركة للتجديد والحياة الفُضلى، وتعبيراً عن استعادة المبادرة المستندة إلى قيم النهضة والوحدة والاستقلال، وفتح آفاق التفاعل الإيجابيّ في الفضاء الإنساني، خدمة للقضايا العربية والإسلامية والإنسانية.
وأضاف أن هذه المضامين والأبعاد من شأنها أنتبعث الثقة والأمل في أوصال الأمّة، لتجديد عزائم أبنائها، وتجنيبهم اليأس والإحباط، لإطلاق العقول نحو التفاكر والإبداع لرسم معالم المستقبل؛ داعياً المؤسسات الفكرية والثقافية والباحثين إلى الاستفادة من هذا الكنز التاريخي النهضوي المتمثل في مجلَّدات جريدة “القبلة”، والتقدّم – وليس العودة – نحو أدبيّات فكر النهضة الثورة العربية الكبرى التي سبقت عصرها؛ كفكر إنساني مسؤول، وضميراً واعياًلمصالح الأمّة.
من جانبه، لفت رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، مدير مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام، أ.د. محمد عدنان البخيت، في كلمة له، إلى ما تمثله الجريدة من أرشيف وطني نهضوي، وإلى الدور الهاشمي الذي رافق إصدارها لتكون منارة علم ومعرفة ومسيرة عطاء في زمن أحوج ما يكون للعلم والمعرفة، مشيداً بدور سمو الأمير الحسن في إطلاق المبادرات الخلاقة في هذا المجال.
ومن جهتها، قالت أستاذة التاريخ الحديث في جامعة آل البيت، أ.د. هند أبو الشعر، في كلمتها: إن الجريدة تمتاز بخطاب ذكي يحفظ تطور الفكر النهضوي، لافتةً إلى أن فكر الشريف الحسين بن علي الذي نشرته “القبلة” عبر أعدادها يستحق أن يظل منارة للعروبة وتلاحمها الوثيق مع الإسلام.
وأضافت د. أبو الشعر إننا أحوج ما نكون اليوم إلى استعادة فكر مرحلة الثورة العربية الكبرى، وقراءة مجريات الأحداث في العمق، وتحليل الواقع الذي دفع بالثورة إلى السطح. فجريدة “القِبلة” من أكثر مصادرنا التاريخية مصداقية، وسيساعدنا نشرها بكل أعدادها على إعادة كتابة تاريخ المرحلة كلها، والمنطقة العربية الرحبة في المشرق العربي وبلدان المهجر حيث كانت الجريدة تتواصل فيها مع مليون عربي مهاجر في مطلع القرن العشرين، وكتب فيها من أدباء المهجر والمشرق العربي جبران خليل جبران، والياس فرحات، وحليم دموس، وغيرهم .
وفي كلمة لناشر مجلدات “القبلة”الأستاذ محمد الشرقاوي، اعتبر أن الجريدة تتضمن تعبيراً شمولياً عن الوعي بأسباب النهضة وغاياتها وتطلعاتها، وتمثل أيضاً مشروعاً عروبياً مكتمل الأركان ترتسم معه ملامح التأثير الكبير للنهضة العربية في بلاد العرب والمسلمين، وتأكيد عمق الشعور بالخصوصية الثقافية العربية؛ واصفاً “القِبلة” بأنها تحتوي مادة غنية في رفد المعرفة التاريخية المتعلقةباستلهام معطيات النهضة ومرتكزاتها.