عروبة الإخباري – وجّه سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان نداء إلى كل مواطن يعيش في ظل أي دولة من الدول أن يكون حارسا أمينا لوطنه، يشعر بأنه على ثغرة من ثغراته وأنه يحرص كل الحرص على ألا يؤتى الوطن من طريقه، مشيرا إلى أن ذلك من مقتضيات الشرع الحكيم.
وأكد الخليلي أن التاريخ البشري لم يشهد حراسة أمينة للأوطان كالحراسة التي كانت في الإسلام عندما كان يطبق الإسلام بحذافيره، وكانت العقيدة راسخة في النفوس تأخذ بمجامع الألباب، وتوجّه النفوس الى الله سبحانه وتعالى أولا، وإلى حسن التعامل فيما بينها، والقيام بالواجب والمحافظة على المصالح العامة لذلك ما كانت الدولة الإسلامية في ذلك الوقت محتاجة الى الأجهزة الأمنية لأن كل فرد من أفرادها هو أمين وهو مسؤول عن الأمن في بلاده، وكان يعطي الأوطان حقها من المحافظة عليها وعدم التفريط فيها ويسعى دائما الى رأب الصدع وجمع الشمل وتوحيد الصف، والقضاء على كل سبب من أسباب الخلاف.
وقال سماحته: عمان بحمد الله نسيج متماسك وسيظل بعون الله نسيجا متماسكا لا يمكن التأثير عليه وفي نفس الوقت نحذر كل من تسوّل له نفسه أن يأتي ليؤثر على هذا النسيج، كما قال حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله تعالى – «كما أننا لا نتدخل في شؤون الغير فإن على الغير أيضا أن لا يتدخل في شؤوننا ولا نرضى بتدخله في شؤوننا».
وأشار إلى أن تهذيب النفوس يغرس حب الله تعالى ورسوله ومبادئ الإيمان وقيم الدين الحنيف ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، حيث أن غرس هذه القيم تجعل الناس يحافظون على حقوق المجتمع وحقوق الوطن وحقوق الأمة بأسرها. وأن خير ما يغرس حب الأوطان في نفوس الناشئة هو تربيتهم الإيمانية الموصولة بالله سبحانه وتعالى ليدركوا أن الله تعالى هيأ لهم هذا المناخ الطيب وأنه لابد لهم من شكر هذه النعمة، وشكر النعمة إنما يكون بالوفاء بحقها.
وأوضح سماحته أن الإنسان مطالب بأن يجعل مصلحة الجميع فوق مصلحة الفرد، وعليه أن يضحي بمصلحته من أجل مصلحة مجتمعه ومن أجل مصلحة وطنه ومن أجل مصلحة أمته.. جاء ذلك في حديث سماحته لبرنامج سؤال أهل الذكر من تلفزيون سلطنة عمان .