منيرة زريقي .. عشقت المسرح ودخلت القلوب من خلاله

 

عروبة الإخباري – ميعاد خاطر – كنت التقيت الفنانة القديرة منيرة زريقي التي حلت ضيفة على فعاليات مهرجان صيف الزرقاء المسرحي الرابع عشر في دورته العربية الثانية التي اقيمت مؤخرا في مركز الملك عبدالله الثقافي في الزرقاء .
وفي اللقاء الذي رتبه لي الفنان الفلسطيني رائد العيسه، كشفت الفنانة الزريقي من خلال حديثها بحضور نخبة من الفنانين الاردنيين أن حنينها للماضي ولخشبة المسرح كبير وشوقها لمن عملت معهم من الفنانين الكبار ورغبتها برؤيتهم أكبر، ظل هاجسها دائما الاتصال معهم والسؤال عنهم كلما زارت الاردن. 

منيرة زريقي.. مسيرة طويلة مملوءة بالانجاز بإرادتها وعملها الدؤوب وإصرارها على ترجمة حلمها الذي أرادت زراعته بأن تترك أعمالها في عقول المشاهدين العرب.
بدأت مسيرتها في العمل المسرحي من الاردن، مثلت في المسرح والتلفزيون، قامت بعدة بطولات في مسلسلات فلسطينية منها مسلسل “شو في ما في” كما شاركت الفنان ربيع شهاب في مسلسل “عليوة والايام” أدت خلاله دور جميلة الخرسا زوجة عليوة ونال العمل شهرة واسعة على المستوى المحلي والعربي .
قدمت عشرات المسرحيات منها “مسك الغزال” حيث أدت دورا صعبا تركت بصمة ولفتت نظر كل من شاهدها حيث عرضت في عدة دول عربية وأوروبية.
كما شاركت في مسرحية ” المقنع ” و”أبو شاكر” و ” محطة” و ” أرض وسما” للأطفال التي شاركها فيها الفنان رائد العيسه ووليد عبد السلام .

الفنانة زريقي قامة وفنانة متقدمة متألقة ، فهي واحدة من الذين لهم باع طويل في مشوار الفن تخطت الامكانيات المتاحة لتترك جانبا ايجابيا لكل من شاركها عمل مسرحي او من خلال ورش التدريب او تابع اعمالها الناجحة المشهودة.
تجيد الاستماع وتصغي لمحدثها ، صاحبة مبدأ لم تكن يوما ميالة لخلاف، يُقر لها الكثيرون قدرتها على التجميع ويسجل لها ايضا من عملوا معها وعرفوها عن قرب جرأتها على قول الحق وشجاعتها فيه، مناضلة محبة لفلسطين .. محبة لبيتها وذاكرتها وشوارع قراها وصوت مآذنها . 
احد اعمالها الكبيرة التي لا تنسى مسلسل “عليوة والأيام” الذي انتجه التلفزيون الاردني في عام 1995 والتي قدمت خلاله شخصية “جميلة ” الخرسا .. وهو الدور الذي بقي حاضرا في أذهان الكثيرين ممن تابعوه . منيرة الزريقي .. قد لا يكون الكثير يعرفها باسمها الحقيقي ولكن اعتقد ان الكثيرين رسموا صورتها الطيبة في مخيلتهم وفي المكان الذي توضع فيه الذكريات الجميلة .
سألت عن الفنان ربيع شهاب عن صحته وعن حياته فكانت عيناها قد تدفقتا حزنا عليه عكسه ارتعاش حاجبيها .. فشعر الجالسون أن حضور سيرة الفنان شهاب أهجت الذكرى لديها.
أعادت الفنانة زريقي انتزاع الابتسامة التي ترافق ثغرها باستمرار وهي تحدثنا عن نشاطها وصداقتها مع الفنان العربي المصري محمد غباشي، الذي جاء من الامارات للمشاركة في عرض مسرحي باسم “وأمطرت لؤلؤا”.
منيرة زريقي “جميلة”، دخلت قلوب الاردنيين وبيوتهم ورسمت ابتسامة بيضاء بياض قلبها، عبر الشاشة الصغيرة التي كانت محط انتظارهم بطلتها الجميلة فتقبلوها ولم ينسوها.
اصدقاؤها كثر ومع ذلك لا تنس من عملت معهم وتستقبل كل من عرفته برضى وابتسامة لا تغيب.
تمر السنين على الفنانة العربية الفلسطينية بحلوها ومرها تعيشها بحس وطني عميق وبرغبة وأمل ان يكون للفن العربي مشهدا لا ينسى في عقول الاجيال الصاعدة المغيبة عن عاداتنا وتقاليدنا عن قضيتنا الفلسطينية وعن الوضع العربي التعس الذي أعطى مفهوما آخر للربيع الذي تزهر فيه الورود..
تتحدث معها لتحس بعمق جذورها وبعبق رسالتها و تشير باعتزاز الى الروابط المتينة التي لا جدار ولا حواجز استطاعت ان تمحوها. ومن هنا نقدر حضورها من فلسطين الى الاردن ضيفة عزيزة وفي انتظار مشاركتها ضمن فعاليات المهرجان القادم عبر مسرحية فلسطينية تلبية لرغبة جمهورها العربي لتشاركنا الفرح بالابداع العربي الذي نال الاعجاب.

Related posts

مؤسسة شومان تكرم الفائزين بجائزتي »الباحثين العرب« و»أدب الأطفال« للعام 2024

بمبادرة سعودية وحضور أردني… (الأسبوع العربي في اليونسكو) لوحة فسيفسائية لتنوع وجمال التراث

(صور) أحمد الهاشمي أول طفل إماراتي يحصل على “جائزة الموهبة الصاعدة” من اليونسكو