لا أعتقد أن فوز ترامب في الإنتخابات الأمريكية أذهل الأردنيين ، أو أنه جعلهم لا ينامون ليلتهم ، فالأردنيون لديهم ما يكفيهم وسيان عند أغلبهم – كعامة – ترامب أم كلينتون .
غير أن النخب السياسية والمثقفين يعلمون بأن ما يجري في الولايات المتحدة لا يحرك هذه المنطقة فحسب ، بمن فيها الأردن ، بل يحرك الدنيا بأسرها ، ذلك أن الولايات المتحدة لا زالت قطب الرحى في كل ما يجري في هذا العالم ، ولعل هذا ما فسر أن أول تعليق ذي وزن على فوز ترامب جاء من الإتحاد الروسي خلال استقبال بوتين لسفراء معتمدين جدد في بلاده .
ما يتعلق بالأردن ، فإن الأمر لا يخيف البتة ، فالعلاقة بين المملكة وبين الولايات المتحدة هي علاقة استراتيجية لا تتأثر بالأشخاص ولا يحكم ثقلها ساكن البيت الأبيض فقط ، هي علاقة قائمة بين مؤسسات وليس بين أشخاص ، كما وأنها ذات ثقل مهم في أبعادها السياسية والإقتصادية والأمنية والعسكرية كما قال الدكتور محمد المومني ، بل إن الأردن قد يستفيد أكثر في مرحلة ترامب منه في مرحلة أوباما ، ذلك أن الأجندة الخارجية التي تسربت من حقيبة ترامب قبيل دخوله البيت الأبيض رئيسا تشي بأن هناك تطورا إيجابيا مهما سيكتنف هذه العلاقات ، وهو ما كشفه أحد مستشاري الرئيس الجديد مؤخرا حينما تحدث عن شراكة استراتيجية عميقة مع الأردن في المرحلة القادمة .
إذن: فإنه لا خوف على الأردن من فوز ترامب ، أيا كانت سياساته الخارجية .