عروبة الإخباري – انطلقت في جامعة بيرزيت، اليوم الجمعة، أعمال المؤتمر السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بعنوان “الثقافة الفلسطينية إلى أين؟”، بمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين الفلسطينيين، من داخل فلسطين وخارجها.
وفي كلمته، تطرق وزير الثقافة إيهاب بسيسو الى أهم الاحداث الثقافية التي شهدتها فلسطين خلال الأيام الماضية، ومنها مبادرة المارثون الموسيقي لدعم حملة التوعية بسرطان الثدي، مؤكدا أن الثقافة هي رسالة تكامل مع القضايا الاجتماعية، حيث كان هذا العمل رسالة وإنسانية بعيدة عن الانقسامات التي اصبحت سمة من سمات شعبنا.
كما تحدث حول مبادرة مجموعة من الفنانين التشكيليين بالتبرع بلوحاتهم لصالح دعم منتدى الفنانين الصغار، حيث قام مجموعة من رجال الأعمال بشراء هذه اللوحات، كذلك انطلاق مسرحية “ألاقي زيك فين يا علي” والتي سيذهب ريعها لصالح دعم المؤسسات الثقافية في فلسطين.
وقال بسيسو “إنه يمكن الارتكاز على هذه المبادرات للارتقاء بالمشهد الثقافي الفلسطيني، والتركيز على البعد الوحدوي والبناء عليه، كما أنها نقاط مهمة على طريق العمل وتذليل التحديات التي تواجه الثقافة التي يعد الطابع التمويلي واحدا منها، بالإضافة إلى التحديات الاجتماعية والسياسية، وحتى نتمكن من مواجهة الرواية الإسرائيلية.
وأشار بسيسو الى ان المشهد الثقافي الفلسطيني مر بمراحل حملت كل منها عناوين وملامح سياسية واجتماعية خاصة، مؤكدا أنها شهدت في بدايتها الكثير من الإشكاليات، المتمثلة في تحديد طبيعة فهم العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي استمرت لغاية العام 2000، ثم بدأت بعدها برسم ملامح جديدة استمرت لغاية الانقسام عام 2007.
وتطرق بسيسو إلى البعد التمويلي للثقافة، منوها على أن هناك الكثير من الجوانب يمكن من خلالها العمل على تحقيق هذا البعد، سواء كان فلسطينيا ام عربيا، وبالتالي تجسيد حالة من التكامل للنهوض بالواقع الثقافي ودعمه، مؤكدا أهمية صندوق الثقافة الفلسطيني بمبادرة من وزارة الثقافة يوحد الجهود بين مختلف القطاعات.
وفي كلمة جامعة بيرزيت، أكدت نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية رانيا جبر، أن المؤتمر يطرح موضوعا اشكاليا ومفتوحا على الحوار الدائم وهو الإنتاج الثقافي الفلسطيني ودوره في بلورة الهوية الوطنية والدفاع عنها، مشيرة إلى أن الحقل الثقافي ما زال يجمع بين الفلسطينيين داخل فلسطين وفي الشتات ويعد أحد ركائز العمل الوطني.
وأوضحت أن المشهد الثقافي يتطلب رسم ملامح رؤية وسياسات ثقافية واضحة وفاعلة في ظل التحديات التي يواجهها شعبنا.
من جانبه، قال مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية سليم تماري، أن فكرة المؤتمر جاءت لأن موضوع الثقافة الفلسطينية على أهميتها وغزارة انتاجها لم تأخذ حقها في المراجعة والدراسة والنقد، مع أنها حقلا واسعا يمكن ان يسند الحالة الفلسطينية بأوضاعها.
وأشار إلى ان هناك فعاليات ثقافية جرت خلال العام الحالي، أعادت فلسطين على الخارطة الثقافية العربية والعالمية، وبحثت عن مخرج من الأزمة السياسية التي همشت قضية فلسطين نتاج الحروب التي تعصف بعالمنا العربي، الأمر الذي يدفعنا إلى مراجعة دور الثقافة والبحث عن رؤية للمستقبل الفلسطيني.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدود “باديكو” سمير حليلة، “إن دعم والنهوض بالثقافة جزء أساسي من نجاحنا، معتبرا أنها يجب ان تكون الجزء الرئيسي والأهم في قدرتنا للنفاذ للعالم”.
واوضح أن رغم التوسع الثقافي الحاصل حاليا، غير أن سوقها ما زال صغيرا وبحاجة للشراكة الحقيقة في دعم وتنميه هذا القطاع.
وقال مدير العلاقات العامة والتسويق في بنك فلسطين ثائر حمايل، “إن البنك يخصص ما نسبته 6%من أرباحه السنوية لدعم قطاعات المسؤولية الاجتماعية، والجزء الأكبر من هذا الدعم يتوجه لدعم قطاع الثقافة والفنون.
مديرة مؤسسة “هينرش بل” بتينا ماركس قالت: “إن الفلسطينيين يعيشون تحت احتلال صعب، وبرغم ذلك فإن الثقافة الفلسطينية موجودة وقوية وعلى المثقفين مسؤولية الحفاظ على تاريخهم وخطابهم الفلسطيني”.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر على مدار اليومين القادمين عدة محاور أبرزها: تيارات جديدة في الأدب، وثقافة البقاء والمشهد المعماري، بالإضافة على الثقافة الفلسطينية بين مصادر التمويل والاستقلال، كذلك الثقافة الشعبية بين الحفظ والتجديد إلى جانب السينما الفلسطينية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ