عروبة الإخباري- أكد قيادي في ميليشيا الحشد الشعبي المشاركة في معركة الموصل أنهم لن يتراجعوا عن عمليات السحل والذبح بالرغم من الاصوات التي تطالب بوقف هذه العمليات مبرراً هذه الافعال بأنها ضرورية لترهيب وتخويف العدو.
وقال القيادي في «كتائب الامام علي» ايوب الربيعي الملقب بــ(ابو عزرائيل) في تسجيل مصور نشره المكتب الإعلامي للميليشيا التابع لها أنهم لن يتراجعوا عن عمليات السحل، وتقطيع الاوردة والشرايين في معركة الموصل بالرغم من الاصوات المطالبة بإيقاف هذه الممارسات.
ودعا جميع المعترضين على هذه الممارسات بالتوقف عن التصريحات والكلام مبررأ استخدامهم لهذه الاساليب من اجل بث الرهبة والخوف في قلوب الاعداء.
واتهم الربيعي الحشد العشائري السني بالتعاون مع تنظيم الدولة والتنسيق معه عبر توصيل المعلومات بينما حذر من محاولات أمريكية لفك الحصار عن عناصر التظيم المحاصرين والعمل على فتح ثغره لهم من اجل الهروب على حد تعبيره.
وبالرغم من التحذيرات الاستباقية التي أطلقتها منظمات دولية من الإنتهاكات التي ستقوم بها الميليشيات المرافقة للقوات الأمنية العراقية في معركة الموصل إلا أن ملامح هذه الممارسات بدأت بالظهور بعد نشر مقاطع فديو وتسجيلات مسربة من عناصر هذه الميليشيات وأحداها تظهر عمليات تعذيب لطفل من اهالي الموصل بغية انتزاع الاعترافات منه.
وسبقت هذه الانتهاكات تصريحات من زعيم أبرز الفصائل الشيعية المشاركة في عملية الموصل وهو قيس الخزعلي قائد عصائب أهل الحق والذي أكد في خطاب جماهيري أن معركة الموصل ستكون إنتقام وثأر من قتلة الحسين لأن هولاء الاحفاد من اولئك الأجداد، حسب قوله.
من جهته دعا مسؤول ملف التصدي لعمليات الابادة الجماعية في الامم المتحدة اداما دينغ الحكومة العراقية إلى التذكر بأن عملياتها العسكرية يجب أن تتم مع الاحترام الكامل للقانون الدولي، وأنه ينبغي معالجة جميع مزاعم العنف الانتقامي من قبل قوات الأمن أو من قبل المليشيات المسلحة المرتبطة بها على نحو فعال ودون تأخير.
وفي السياق أيضاً اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي والقوات الحكومية العراقية بارتكاب جرائم حرب وهجمات انتقامية وحشية في حق المواطنين السنّة الفارين من تنظيم الدولة في الموصل.
وأوضح مدير أبحاث منطقة الشرق الأوسط في منظمة العفو فيليب لوثر ان التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق لا يمكن ان تكون مبرراً لعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء أو الاختفاء القسري أو التعذيب أو الاعتقال التعسفي، في إشارة لممارسات الميليشيات والقوات الأمنية العراقية بحث المدنيين في مناطق العمليات الحربية.
الى ذلك أوضح المحلل السياسي العراقي عدنان الحاج ان عمليات مقاتلة تنظيم الدولة تتحول بشكل او بأخر إلى اعمال تهجير وتطهير عرقي يستهدف المدنيين، مبيناً ان الكثير من المناطق التي تم إخراج عناصر التنظيم منها لم تشهد إعادة اي مواطن اليها وبقي سكانها يعيشون في المخيمات.
وبين الحاج في تصريح لـ «القدس العربي» ان أبرز مثال على عمليات التطهير في المناطق السنية هو ما حصل في منطقة جرف الصخر «جنوب بغداد» والتي انتهت العمليات العسكرية فيها أواخر عام 2014 ومع هذا اغلقتها ميليشيا الحشد ولم تسمح لاي مواطن بالعودة اليها. وتابع ان سكان تلك المنطقة توزعوا بين معتقل وهو مصير شمل أغلب الرجال والشباب بينما نقل الباقون واغلبهم من النساء والاطفال إلى مخيمات وتجمعات خاصة باللجوء وتفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.(القدس العربي)