عروبة الإخباري – كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، بتشكيل الحكومة، بحسب ما ذكره مكتب الرئيس.
وجاء في بيان المكتب أنه “بعد المشاورات البرلمانية الضرورية، كلف الرئيس (عون) سعد الحريري بتشكيل الحكومة.”
وأشار البيان إلى أن الحريري حصل على الأغلبية المطلوبة من أعضاء مجلس النواب.
وأفادت تقارير بأن تسمية الحريري رئيسا للوزراء تم بدون دعم من جماعة حزب الله الشيعية القوية النفوذ. وبالرغم من ذلك فإن مصادر سياسية – بحسب وكالة رويترز – توقعت أن يشارك حزب الله في الحكومة التي سيسعى إلى تشكيلها بهدف إحياء مؤسسات الدولة المصابة بالشلل بسبب سنوات من الصراع السياسي.
وكان الحريري قد تولى رئاسة الوزارة من عام 2009 حتى عام 2011. وكان تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة متوقعا، كجزء من صفقة سياسية أفضت إلى انتخاب مجلس النواب لعون رئيسا للبلاد الاثنين.
وتعتمد إمكانية تشكيل الحريري لحكومته بسرعة على التوصل إلى اتفاق لتوزيع المناصب الوزارية.
ويعد الاتفاق على اسم وزير الطاقة واحدا من أصعب العقد التي ستواجه تشكيل الحكومية. وكانت موارد البلاد من النفط والغاز غير المستغلة قد عرقل التنقيب عنها المواجهات السياسية.
ويقول مراسلون إن دعم الحريري لوصول عون إلى مقعد الرئاسة يعد تنازلا كبيرا يعكس تراجع الدور الذي تؤديه السعودية في لبنان. وقد تضررت مكانة الحريري في لبنان بسبب أزمة مالية تواجهها شركته للتطوير العقاري بالسعودية.
وقال رئيس كتلة حزب الله البرلمانية، محمد رعد، بعد لقاء عون في القصر الرئاسي إن الجماعة لم ترشح أي شخص لمنصب رئيس الوزراء، مما يعكس استمرار التوتر بين الحريري والجماعة.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر سياسي شيعي بارز قوله إن نواب حركة أمل الشيعية يدعمون الحريري مما يوفر الدعم الطائفي اللازم.
وكان وزراء حزب الله وحلفاؤه قد أطاحوا بحكومة الحريري الأولى عام 2011 عندما استقالوا من مناصبهم بينما كان مجتمعا في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وسيعود الحريري الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2009 و2011 إلى السرايا الحكومية في إطار صفقة تسوية أدت إلى انتخاب أحد خصومه السياسيين رئيسا يوم الاثنين منهيا فراغا في الموقع الأول للبلاد استمر 29 شهرا.
ويجري الرئيس ميشال عون الحليف الوثيق لحزب الله منذ يوم الأربعاء استشارات نيابية ملزمة لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة وهو المقعد المحجوز للسنة في إطار نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. وفي اليوم الأول من الاستشارات حصل الحريري على العدد الكافي من الأصوات التي يحتاجها لكن لم يحصل بعد على أصوات النواب الشيعة لكي يصبح تكليفه ميثاقيا.
وكان الحريري قد قاد تحالفا لبنانيا مدعوما من المملكة العربية السعودية خلال سنوات من الصراع السياسي مع حزب الله وغيره من حلفائه بمن فيهم عون.