عروبة الإخباري – أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، “وجوب التركيز على رسالة الاعتدال والإنسانية والسلام، التي ينادي بها دين الإسلام الحنيف وشريعته، وبنيت على التعدديّة واختلاف الرأي”.
ودعا سموه خلال محاضرة له حول “الإسلام وبناء السلام محليا وعالميا”، ألقاها في جامعة الأزهر في العاصمة المصرية القاهرة، إلى “تطوير البعد الاجتماعي الإنساني للخطاب الإسلامي سعيا نحو تحقيق تقرير المصير المؤسسي الإسلامي”.
وشدد سموه، خلال المحاضرة، التي حضرتها سمو الأميرة رحمة بنت الحسن وقيادات دينية وأكاديمية، على أهمية التشبيك بين المؤسسات المعنية بالحوار المباشر مع الناس، ونشر قيم الوسطية في الإسلام وترسيخ السلام، على أن يأخذ صورة برامج عمل نافذة وأجندات اجتماعية مشتركة بين مختلف أتباع الديانات والثقافات والمدارس الفكرية المختلفة.
وقال سموه، في هذا الصدد، “إننا في هذا الوقت بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى جهود المصلحين، الذين يحمون الدين من أن يصبحَ مطية للفئات المُضلَّلَةِ والمُضلِّلَة وأصحاب الأهواء من شتى الانتماءات والمشارب”.
وعلى صعيد آخر، دعا سموه خلال محاضرته، إلى “إبقاء القدس حاضرة في الضمير الإنساني، من خلال دعم صمود أهلها ووجودهم في هذه المدينة المقدسة”، مستذكرا، في هذا السياق، علاقة القدس والأزهر الشريف، حيث نهل العديد من العلماء والشيوخ والمعلمين والقضاة المقدسيين، في العصرين العثماني والمملوكي، علومهم من الأزهر الشريف وعادوا إلى بيت المقدس وساهموا في نهضتها العلمية والفكرية والحضارية. وحضر المحاضرة رئيس جامعة الأزهر، ونواب رئيس الجامعة، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وعدد من قيادات مشيخة الأزهر الشريف، وجمع من طلاب الأزهر الوافدين وأعضاء السفارة الأردنية في القاهرة والوفد المرافق لسموه.
والتقى سمو الأمير الحسن، عقب المحاضرة، شيخ الأزهر، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي أعرب عن تقديره لما تضمنته محاضرة سموه من قيم فكرية وإنسانية، ولإسهاماته في قضايا الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وترسيخ القيم الانسانية المشتركة.
كما أشاد شيخ الأزهر أيضا بمشروع معجم الأديان، الذي أطلق المعهد الملكي للدراسات الدينية نسخته الالكترونية العربية في عمان، بالتعاون مع مؤسسة الكاردينال بول بوبار.
وعبر سمو الأمير الحسن، خلال اللقاء، عن تقديره للأزهر الشريف ورسالته الوسطية، وجهود الإمام الأكبر في نشر ثقافة السلم والتعايش المشترك في العالم كله، عارضا سموه لعدد من المشاريع الحضارية التي تقوم بها المؤسسات التي يرأسها، كمشروع “القدس في الضمير” الذي ينهض به منتدى الفكر العربي، ومشروع المؤسسة العالمية للزكاة والتكافل التي ينادي بفكرتها سموه.
وفي لقاء منفصل، استعرض سمو الأمير الحسن مع البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكنيسة القبطية الارثوذكسية، العديد من القضايا، ومنها وضع المسيحيين العرب في الاقليم، وبعض المشاريع ذات الصلة بمشروع “القدس في الضمير”، وبخاصة الأوقاف الذرية الإسلامية والمسيحية التي عززت صمود المقدسيين عبر التاريخ.
كما تم بحث سبل التعاون بين الكنيسة القبطية ومؤسساتها المختلفة مع المعهد الملكي للدراسات الدينية ومنتدى الفكر العربي.
وحضر اللقاءين سمو الأميرة رحمة بنت الحسن والوفد المرافق لسموه.-(بترا)