عروبة الإخباري- قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. ان مصر “مصر اليوم حائرة تبحث عن سبيل توفير واردات الوقود لتعويض النقص الناجم عن قرار السعودية المفاجئ بوقف شحنات توريد الوقود المتفق عليها سابقا، حيث يحاول السيسي تجنب حدوث نقص الوقود الذي قد يكون مكلف سياسيا”، حسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن المملكة العربية السعودية كانت قد وافقت في أبريل/ نيسان الماضي على تزويد مصر بالوقود شهريا لمدة خمس سنوات على فترات سداد سهلة، ولكن قال مسؤولون مصريون هذا الأسبوع إن شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، أبلغت القاهرة أنها لن ترسل أي وقود هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز قوله إن الوزارة تتجه لاستيراد عدة شحنات من الوقود عبر موردين آخرين؛ خاصة وأنه لم يكن هناك أي تعقيب رسمي من المملكة العربية السعودية على التوقف المفاجئ للشحنات، وهو القرار الذي يبدو مرتبطا بخلاف علني بين الحليفين حول سوريا. حيث صوتت مصر لصالح مشاريع القرارات الروسية والفرنسية بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو الأمر الذي على ما يبدو أثار غضب السعوديين، الذين يعارضون التدخل العسكري الروسي في سوريا ويدعمون بعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة هناك. لا سيما وأنه في الآونة الأخيرة، اتجهت مصر لتقترب من روسيا.
كما أن المملكة العربية السعودية تقترب إلى تركيا التي تتهمها مصر بدعم الإسلاميين الذين يسعون للاطاحة بالحكومة في القاهرة. فضلا عن أن استمرار التوتر بين مصر والمملكة العربية السعودية يشير إلى إعادة ترتيب مراكز القوى في الشرق الأوسط وفي العالم بين العرب السنة في مواجهة توسع النفوذ الإيراني.
وكان انتقد الكاتب الصحفي المصري عبد الله السناوي قرار مصر بالتصويت لصالح كل القرارات في مجلس الأمن، واصفا إياه في مقال في جريدة الشروق اليومية بـ “غير لائق”. ويعتبر الخلاف في مجلس الأمن أول خلاف علني بين الرياض والقاهرة منذ عام 2013 بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، حيث كانت تتدفق مليارات الدولارات من المساعدات السعودية التي أبقت الاقتصاد المتداعي في مصر واقفا على قدميه. لكن العلاقات فترت منذ سعى الملك سلمان لتوثيق العلاقات مع تركيا وقطر، بجانب الخلاف حول سوريا، وقضايا أخرى تبعد القاهرة عن الرياض. كما كانت السعودية تتوقع من مصر إرسال قوات برية كجزء من القتال ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، لكن هذا لم يحدث.
والسعوديون غاضبون من الاجتماعات بين المسؤولين المصريين وممثلي المتمردين الشيعة المدعومين من إيران في اليمن والذين يناصبون السعودية العداء. كما حافظت مصر أيضا قنوات اتصال مع طهران وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكومة المدعومة من إيران التي يقودها الشيعة في العراق. وبالإضافة إلى ذلك، رفضت المعارضة الشعبية في مصر قرار شهر أبريل من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاص بالتخلي عن السيطرة على اثنين من الجزر الرئيسية في البحر الأحمر للمملكة العربية السعودية المعروفتين بتيران وصنافير وهو الأمر الذي وتر العلاقات بين البلدين.
وفي وقت لاحق من يوم أمس الأربعاء، غادر السفير السعودي في مصر، أحمد قطان، القاهرة للرياض ولكن من المتوقع أن يعود إلى العاصمة المصرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لمسؤولين المطار. ولم يتضح على الفور ما إذا كان رحيله كان مرتبطا بالخلاف السعودي مع مصر أم لا؟