مصر تتلقى عروضا بديلة عن النفط السعودي من إيران وروسيا وفنزويلا

عروبة الإخباري- شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورات متسارعة عقب أزمة توقيف الرياض لتمديد النفط إلى القاهرة، وسط تعليقات متباينة بينها استياء من البعض وسخرية من آخرين.

وعلمت «القدس العربي» من مصدر مطلع «أن مصر تلقت عروضا بديلة عن النفط السعودي من ثلاث جهات رئيسية هي روسيا وإيران وفنزويلا بشروط مبسطة لا تختلف كثيرا عن الاتفاقية مع الرياض التي كانت تمنح القاهرة المنتجات النفطية لخمس سنوات».

وأعلن المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز، أمس الثلاثاء، بدء وصول كميات تعاقدت عليها الهيئة المصرية العامة للبترول (حكومية) إلى البلاد.

وأوضح عبد العزيز، في بيان مقتضب صدر أمس بدء وصول الكميات البترولية (دون تحديد أصناف المشتقات أو كميتها والجهة الوارد منها)، لتلبية احتياجات السوق المحلية، والحفاظ على الأرصدة الاستراتيجية للمنتجات البترولية.

وأكد عبد العزيز «السوق المحلية تحتوي على كافة أنواع مشتقات الوقود».

وفي مداخلة هاتفية في برنامج «على هوى مصر»، على قناة «النهار» قال المتحدث باسم وزارة البترول، «مصر مابتتعاقبش ومش هنتزنق وتعاقدنا مع شركة أخرى».

وأضاف «أن السعودية أبلغتنا أنها لن ترسل الشحنات ولم تعط أي تفسير لهذا القرار»، مشيرا إلى أنه جرى التنسيق مع البنك المركزي لجلب شحنات بترول من طرف آخر، موضحا أنه يتم سداد قيمتها فوريا مقابل الاستلام.

وبموجب الاتفاق المصري السعودي، تشتري مصر شهرياً منذ مايو/أيار الماضي من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود (المازوت).

ومنذ الأسبوع الماضي، تشهد السوق المصرية إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء مشتقات الوقود بأنواعها، تجنباً لأي شح قد يطرأ في السوق.

وتحدثت أنباء أمس عن توجه وفد مصري إلى الرياض لتجاوز التوتر بين البلدين.

وعلى خلفية الموضوع انتقد برنامج سعودي الموقف المصري على لسان أحد الضيوف السعوديين الذي قال «من تشتريه بالرز يبيعك بالفول»، في إشارة الى التصويت المصري في مجلس الأمن. ومن جهتها وصفت وزيرة التعاون الدولي المصرية سحر نصر، أمس الثلاثاء، العلاقات بين بلادها والسعودية بـ «المتميزة».

وتنوعت تعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي بين متوقع وشامت ومستنكر ونافٍ، إذ دشن نشطاء موقع «تويتر» هاشتاغ يحمل اسم «إيقاف إمداد مصر بالنفط»، واحتل الهاشتاغ الصدارة وجاء الأكثر تداولا على الموقع، ومنها: «بسبب إيقاف إمداد مصر بالنفط سيهجم إعلاميو السيسي وينهشوا لحوم السعودية حتى يعود إمدادها بالنفط مجددا»، «ما حدث ليس إيقاف إمداد مصر بالنفط، بل إيقاف إمداد السيسي بوسائل قتل الأحرار الأبرار من أبناء مصر والسير بمصر في هوى الصهاينة»، « السيسي بيدير البلد بطريقة زود مرتبات الجيش والقضاة وسيبها على الله»، «هما مش قالوا من أسبوعين انهم اكتشفوا آبار بترول في مصر الجديدة، خلاص خلوها تقضيكم ولا الحوجة للسعودية ضحكة رقيعة»، «نعتذر لأشقائنا في مصر، أضطرينا لتقديم المساعدات للسيسي من أجلكم، والآن أجبرنا السيسي على قطعها عنكم، هو خصمكم وليس نحن».

ومن جهتها، استنكرت الإعلامية لميس الحديدي، فكرة حرمان شركة «أرامكو» السعودية لمصر من المساعدات البترولية، وقالت في برنامجها «هنا العاصمة»، على فضائية «سي بي سي»، إن «مصر لا تُعاقب، وعندي حسن نية إن السعودية لا تفعل هذا الأمر، ولا بد من حل سياسي في غرف مغلقة لمنع أي غيوم على العلاقات بين البلدين». وألقت باللائمة على المصريين ونمط استهلاكهم للطاقة ولمحت لاضطرار مصر للاستعانة بإسرائيل على غرار ما فعل الأردن، قائلة: «لا يمكن ليّ ذراع مصر بمساعدات بترولية ولا يمكن أن نقبل بذلك، وعلى المصريين أن يراجعوا أنفسهم عشان إحنا لو اتزنقنا هنضطر ناخد الغاز من إسرائيل، لأنه الأقرب والأرخص».

فيما رأي عدد من خبراء الاقتصاد، أن تأخر المعونات البترولية السعودية عن مصر ليس معناه قطعها؛ طالما لم تصدر أية بيانات رسمية بذلك، مؤكدين أنه إذا أُلغيت المعونات؛ فقد يكون بسبب تصويت مصر تجاه روسيا ضد بعض دول الخليج في مجلس الأمن، على الرغم من موقف مصر الواضح من البداية تجاه الأزمة السورية وعدم وجود تطابق في المواقف.

والجدير بالذكر أن الإعلان المصري عن وقف الإمدادات السعودية بالنفط يأتي بعد أيام قليلة من تصويت مصر بالموافقة على مشروع قرار روسي في مجلس الأمن حول سوريا لم تؤيده المملكة السعودية، وهو ما أثار شكوكاً حول العلاقة بين القاهرة والرياض.

وكان مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي أعلن في مقابلة تلفزيونية بعد عملية التصويت في مجلس الأمن، قائلا: «أنه كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى التوافق العربي من موقف المندوب العربي… هذا بطبيعة الحال كان مؤلماً… ولكن بطبيعة الحال يوجه السؤال متعجبا إلى مندوب مصر».

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق