المغرب: حزب العدالة والتنمية يرسخ مكانته في المشهد السياسي

عروبة الإخباري- تحمل النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت في المغرب أول أمس الجمعة بعض سمات الانتخابات المحلية والجهوية التي جرت يوم 4 ايلول/سبتمبر 2015 من حيث النتائج وما يمكن ان تنتجه من سلطات تنفيذية تدبر الشأن العام. ومن حيث النتائج استطاع حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، ان يرسخ مكانته في المشهد السياسي المغربي كأكبر حزب ذو امتداد شعبي، رغم ما كان مقدرا ان يدفعه من ثمن تدبيره للشأن العام لخمس سنوات والإجراءات «غير الشعبية» التي اتخذها، ورغم الإجراءات التي اتخذت للحد من قوته الانتخابية والحملة الشرسة التي شنت عليه قبل انطلاق العملية الانتخابية أو في اثنائها.

وأعلن وزير الداخلية المغربي محمد حصاد ليلة الجمعة السبت عن النتائج المؤقتة لعمليات الفرز لا تختلف عن النتائج النهائية لـ305 مقاعد المخصصة للدوائر المحلية التي أرسلت بها الوزارة لـ«القدس العربي» ظهر أمس السبت حيث تصدر حزب العدالة والتنمية بفوزه بـ 98 مقعدا (في المؤقتة 99 مقعدا) يليه منافسه حزب الأصالة والمعاصرة المثير للجدل، على خلفية تأسيسه وما تردد من دعم السلطات له وحصل على 81 مقعدا (في المؤقتة 80 مقعدا) ثم حزب الاستقلال المغربي وفاز بـ35 مقعدا، ثم التجمع الوطني للأحرار 28 مقعدا والحركة الشعبية 20 مقعدا والاتحاد الدستوري 15 مقعدا والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 14 مقعدا وحزب التقدم والاشتراكية 7 مقاعد والحركة الديمقراطية الاجتماعية 3 مقاعد وفيدرالية اليسار الديمقراطي حصل على مقعدين ولكل من حزب الوحدة والديمقراطية وحزب اليسار الأخضر المغربي مقعد واحد.

أما فيما يتعلق بالدائرة الإنتخابية الوطنية (90 مقعدا، في لائحتين 60 مقعدا للنساء و3 مقعدا للشباب تنتخبان على الصعيد الوطني) قال بلاغ الوزارة ان حزب العدالة والتنمية حصل على 27 مقعدا وحزب الأصالة والمعاصرة 21 مقعدا وحزب الاستقلال11 مقعدا والتجمع الوطني للأحرار 9 مقاعد والحركة الشعبية 7 مقاعد والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 6 مقاعد وحزب التقدم والاشتراكية 5 مقاعد والاتحاد الدستوري 4 مقاعد.

وقال وزير الداخلية محمد حصاد في ندوة عقدها منتصف ليلة الجمعة السبت ان مختلف مراحل الاستحقاق التشريعي الخاص بانتخاب أعضاء مجلس النواب مرت في أجواء إيجابية، عكستها بجلاء مستويات التعبئة والدينامية التي تم تسجيلها على مر أيام الحملة الانتخابية.

وأضاف ان هذه الدينامية عكستها الحملة الانتخابية المكثفة وعدد المبادرات التواصلية التي قامت بها الأحزاب السياسية ومرشحوها، والتي ناهزت 13000 مبادرة تواصلية، استقطبت حوالي مليون مشارك، أي بمعدل يقارب 77.000 مشارك يوميا. وشكلت الجولات الميدانية الآلية الأكثر توظيفا من طرف المرشحين من خلال استقطابـها لحوالي 530.300 مشارك، متبوعة بالمهرجانات الخطابية بما يناهز 282.000 مشارك.

وأكد حصاد أن وزارة الداخلية ومصالحها الترابية استمرت في حيادها التام إزاء جميع الفاعلين الحزبيين حتى نهاية الاقتراع، وكانت في مستوى الرهانات الانتخابية من خلال حرصها على توفير الظروف المواتية للحفاظ على مصداقية ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس الذي أكد على أن الإدارة يجب أن تبقى على المسافة نفسها بين جميع المرشحين.

وقال ان نسبة المشاركة خلال اقتراع 7 تشرين الاول/أكتوبر بلغت 43 في المئة، من خلال مشاركة حوالي 6.752.114 ناخبة وناخب.

وشككت جماعة العدل والإحسان (شبه محظورة وأقوى الجماعات ذات المرجعية الإسلامية) والتي دعت للمقاطعة في هذه النسبة وقالت، أنه تم الإعلان عن نسبة المشاركة في حدود 10 في المئة عند الظهيرة، ثم الاكتفاء عن إعلان نسب الجهات على الساعة الخامسة مساء والتي لم تتجاوز في المعدل 30 في المئة ثم أصبحت 43 في المئة عند الإغلاق علما أن هناك واقع فراغ مهول في المكاتب وانعدام أي قرائن للكثافة المفترضة خلال ساعتين. وقالت الجماعة في بلاغ لأمانتها العامة أن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية تم تحديده في حوالي 16 مليون مسجل، عوض اعتماد الكتلة الانتخابية الحقيقية المكونة من حوالي 26 مليونا من البالغين سن التصويت واستنادا إلى نسبة 43 في المئة المعلنة رغم زيفها وباستحضار أقل تقدير للأوراق الملغاة، فإن نسبة المشاركة لم تتجاوز حوالي 26 في المئة في أقصى تقدير.

وهنأ وزير الداخلية المغربي محمد حصاد حزب العدالة والتنمية على تصدره الانتخابات التشريعية، «بالرغم من كل الإنتقادات التي وجهها بصفة مستمرة، خاصة لوزارة الداخلية، طيلة العملية الانتخابية، ربما لأن هذا الحزب ما زال يشك في الإرادة الراسخة لكل مكونات الأمة، لجعل الممارسة الديمقراطية واقعا متجذرا وخيارا استراتيجيا لا رجعة فيه. وربما هذا ما جعل الحزب المذكور أيضا يبادر إلى إعلان بعض النتائج قبل وزارة الداخلية مع العلم أن هذه الوزارة كانت، خلال مختلف مراحل الإستحقاق الانتخابي، حريصة على أن تبقى على المسافة نفسها مع جميع الهيئات السياسية».

وقال عبد الاله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن يوم اقتراع 7 تشرين الاول/ أكتوبر 2016 هو يوم «فرح وسرور» عم المغاربة انتصرت فيه الديمقراطية. واعتبر ابن كيران وسط هتاف أنصاره ومناضلي العدالة والتنمية خلال ندوة صحافية ليلة الإعلان عن نتائج انتخابات السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2016 أن هذا الفوز جاء بعد خمس سنوات من تدبير الحزب للشأن العام، بعد إصلاحات كبرى كالمقاصة والتقاعد وبعد أن اهتم بالأرامل والطلبة وأن الشعب المغربي كافأ حزب العدالة والتنمية بالتصويت عليه بكثافة.

وأكد ابن كيران ان النتائج كلها إيجابية ونوه بـ «شجاعة الشعب المغربي الذي إبان عن الجدية والصدق والصراحة مع المواطن والحرص على استقرار الوطن والوفاء للمؤسسات» واعتبر أن الانتخابات تؤكد أن المناورات والكذب حبلها قصير.(القدس العربي)

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين