صرخة ضد الإحتلال الفكري /عاكف الجلّاد

خُلقنا في زمان صعب ، ومكان صعب ، وما يحيط بنا من أخطار وأهوال هو أصعب ، والأصعب ما يدور في فلكنا من قتل ، تشريد ، تهجير ، تكفير ، وفتاوي حسب المصالح .
حرب قديمة متجددة، ونعيشها في كل لحظة .. حرب مختلفة عن الحروب العسكرية التقليدية ، لكنها لا تقل عنها خطراً وعنفاً وضراوة .
هي حرب قديمة حديثة ، حرب العقل ، و عصف الفكر واحتلال التفكير والمنهج ، انها الغزو الناعم والمخادع .
والهدف هو الوطن والمجتمع كاملاً ، والفئة الأكثر استهدافاً هم أبناؤنا الشباب وحتى الأطفال لم يسلموا منها .
أما مسؤولية تحصين العقول وبناء الخنادق الدفاعية ، ونشر أسلحة الدفاع الثقافي والعلمي والديني ، قصير وطويل المدى باتت من تخصصنا ( الأسره ،المدرسة ، المعلم ،المجتمع ، الاعلام ، الدولة ).
أما ذاك العدو فهو في محاولات مستمرة للتسلل الى عقولنا وعقول أبنائنا لاحتلالها والسيطرة عليها ، وبشتى الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ، وتارة أخرى سيحاول المواجهة العلنية ، لمعرفة قوة جبهتنا الدفاعية وصلابتها .
وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم لإفشال مخططات العدو ، من خلال تنمية و تحفيز الحس الأمني والإستخباري لدينا ولدى أولادنا ، ويجب على كل أب قائد أن يكون متيقظا لما يدور حوله ، متابعاً لأولاده ، ولما يقرأوه ، وما يرونه على التلفاز والانترنت وشبكات التواصل المختلفة ، وهي السلاح الأقوى لدى عدونا ، فيدسون السم بالدسم .
عاصفة من البروباغندا تعصف بنا و بهم .. لنواجهها معا يدا بيد ، تعقّب خُطاهم ، اين يذهبون واين يجلسون ؟ من هم اصدقاؤهم ؟.
علمّهم ان لا يستمعون لكل من يتكلم ، ولا يقبلوا كل كلمة تُكتب ، ولا يصدقوا كل مايسمعوه او يشاهدوه ، حذرهم من إشاعات الطابور الخامس ، حفاظاً على عقولهم من الغسيل والإحتلال ، وأفكارهم من التلاعب والعبث .
إياك ان توجد ثغرة للعدو بكلامك ، ليكن نقدك للبناء وليس لتسجيل المواقف على بعضنا .. لتبني نهضة وليس تدميراً للنهضة ، فإنك بذلك تزرع في قلوبهم حقداً ستدفع ثمنه أنت لاحقاً ، لتبني وتزرع فيهم إنتماء وحب الوطن ، وأذكر لهم ما به من خيرات ، وحرية ، وصحة ، وثقافة ، وتعليم ، وأمن وأمان .
لا تسمح لأحد أن يخترق دفاعات بيتك ، بأن ينتقد البلد والحكومة أمام أولادك ، ولا يفسدهم عليك وعلى وطنهم .
وأعمل على تحصين دفاعاتهم الفكرية ، بتعليمهم دينهم الحق .. الإسلام السمح ، المعتدل ، والوسطي ، ودعوته للسلام والمحبة والحرية والأخلاق ، وتحريمه القتل وسفك الدماء والتشريد والتكفير ، ان يحترموا الفكر الاخر … علمهم التعايش الديني الحقيقي .
علمهم ان أقوى دفاعاتنا بالخطوط الأمامية ، هم الجيش وأجهزتنا الأمنية، وأنهم أولادنا وموجودين لحمايتنا ، ويجب علينا احترامهم وتقديرهم ومساندتهم .
اغرس محبة الوطن ، وترابه ، وشعبه ، في قلوب اولادك ، انت القائد والقدوة ، وأنت الجبهة الأمامية لهم ، فهم يرونك أفضل ما في الحياة ، فكن أنت .
فحماية بلدنا وأولادنا.. مسؤوليتنا الأهم .

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري