بعد تكريمه من غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير .. منيب المصري يدعو الصين للعب دور اكبر في المنطقة
عروبة الإخباري – في حفل ضم مجموعة كبيرة من الشخصيات العالمية من القطاعين العام والخاص ممثلين عن 120 دولة، كرمت غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير في مؤتمرها الذي عقد الاسبوع الماضي في مدينة “سيان” الصينية منيب رشيد المصري على دورة ومساهماته في الاقتصاد الدولي، وخدمة الإنسانية .(philanthropy) ليكون المصري بهذا التكريم اول شخصية عربية تحصل على “الجمل الذهبي” واحدمنأربعةشخصيات عالمية يتم تكريمها.وكان المصري قد انتخب العام الماضي في منطقة هونغ كونغ نائبا لرئيس غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير وهي مبادرة كان قد طرحها الرئيس الصيني شي جينبينج في أكتوبر من 2013، تحت عنوان “بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري للقرن الحادي والعشرين والذي سيساهم في ربط الصين استراتيجيا واقتصاديا مع سائر دول العالم.
وخلال الكلمة التي ألقاها اشاد المصري بمبادرة طريق الحرير واهميتها في ربط الصين دوليا ولا سيما من المنطقة العربية الواعدة بالفرص الاقتصادية.ناقلا في نفس الوقت تحيات شعب فلسطين ومشيدا بالحدث والمنظمين على راسهم رئيس االغرفة التجارية الدولية لطريق الحرير لوين جايLu Jianzhong و فريقه.
وقال المصري عادة ماتواجه المبادرات الدولية كالحزام الواحد وطريق واحد الواحد” مصاعب و عقبات مثل التكاليف الادارية و الاجراءات البروقراطية. ولكن اعتقد ان العقبة الاساسية التي تواجه المبادرة هي فقدان السلام او بالاحرى فقدان الامن و السلامة. واضاف المصري “السلام هو الوقود الذي يحرك عجلة الاستثمار و التجارة وليس من الضروري ان يكون العكس صحيحا”. ولفت المصري في كلمته الى ان الفلسطينيين مازالوا يعانون من وطأة الاحتلال الاسرائيلي والذي هو الاحتلال الوحيد الموجود في العالم قائلا “وانه ليحزنني جدا رؤية ما تشهده بلدي فلسطين و باقي دول الشرق الاوسط من اضطراب امني و سياسي. حيث باتت صراعات جديدة تغذي وتفتح نزاعات قديمة يستعصي حلها. لقد مر الان ثمان و ستون سنة على الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين و الذي ما زال مستمرا.”ودعا المصري الحكومة لصينية الى دعم جهود المجتمع الدولي الرامية لدعم العملية السلمية في إطار قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وأضاف ‘إقامة دولة فلسطين هو حق مشروع للشعب الفلسطيني.
والقى المصري الضوء على محاولات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تعزيز التنمية في فلسطين قائلا “وعلى مدار السنوات الماضية قامت كل من الولايات المتحدة والدول الاوروبية بمحاولات عدة لتعزيز تنمية اقتصادية فلسطينية-اسرائيلية مشتركة بدلا من العمل التركيز على انهاء الاحتلال.مشددا في هذا السياق على ضرورة انهاء الاحتلال اولا و واحلال السلام من خلال حل الدولتين، وبعد ذلك دعوة القوى الاقتصادية لتعمل للمساهمة في التنمية الاقتصادية واعادة الاعمار. ونوه المصري الى انه مع ازدياد الاستثمار في منطقة الشرق الاوسط, سترى الصين بان لا يمكن فصل مصالحها التجارية عن ضرورة لعب دور الوسيط السياسي الضروري لتحيق الامن والاستقرار قائلا” من الاهمية بمكان معالجة اسباب انعدام الامن والفوضى من جذروها من خلال تحقيق سلام عادل في المنطقة. واضاف ان الصين تملك جميع المقومات التي تؤهلها للعب دور سياسي في المنطقة حيث تعد الان ثاني اكبر شريك تجاري في الوطن العربي او بالاحرى لتسع دول عربية. و تعتمد الصين بشكل كبير على المملكة العربية المملكة العربية السعودية في تزويدها باحتياجاتتها من النفط وباضافة كل من العراق و الكويت و عمان و الامارات العربية سنجد ان الوطن العربي يزود الصين باكثر من 40% من حاجتها من الوقود
وحول رؤيته لاعادة احياء طريق الحرير قال المصري ان اعادة احياء الطريق سيزيد من روابط الصين مع دول المنطقة ديناميكية سياساتها ولا سيما لاهمية التجارة كاداة من ادوات القوة الناعمة القادرة على احداث التغيير في المنطقة وبشكل سلس ومقبول من جميع الاطراف، كما ان اعادة احياء الطريق البري فيتطلب اعارة انتباه خاص لايران و الذي ياتي معه احلال التسوية مع جيران ايران من دول الخليج. واستكمل المصري القول “لقد باتت الدول في المنطقة التي سدت سابقا الفجوة بين الطريقين البري و البحري لطريق الحرير تترنح تحت ويلات الارهاب،فقد كانت موانئ البحر الاحمر في اليمن نقاطا رئيسية تربط افريقيا والبحر المتوسط بالهند و جنوب شرق اسيا و الصين. واما الان فان اليمن الان ممزقا اربا اثر الحرب. والامر ينطبق على سوريا فقد كانت مدينة حلب التاريخية مدينة عالمية بفضل التجارة و الاستثمار.وكانت وجهة التجار لكونها تقع في نهاية درب الحرير, اما الان فاصبحت حلب مدمرة تماما. وشرد سكانها في شتى ارجاء العالم و قتل الالاف منهم على يد ما يسمى بتنظيم داعشوأخواتها الذي يفرض السيطرة على المنطقة.
واضاف ان العراق ايضا كانت مدينة الموصل نقطة حيوية على طريق الحرير التاريخي بما تقدمه من فرص تجارية ضخمة و يعود الفضل في ذلك الى النخبة الثرية العظيمة فيها. اما اليوم فاصبحت مدينة مدمرة تتخذها داعش عاصمة لها في العراق. ولفت المصري الى معاناة مصر اقتصاديا جراء نقص العملة الصعبة و هجمات داعش الارهابية المتتالية والتي اثرت على القطاع السياحي. ونوه الى ان تنظيم داعش ومعاونيها يعملون بجد لتاسيس طريقهم الحريري المشؤوم الخاص بهم ممتدا من الباكستان و مارا بالشرق الاوسط الى افريقيا. بالنهاية فان انحدار الاستثمار و السياحة سببه الحروب و الارهاب و الاحتلال.
واشاد المصري في كلمتة بموقف الحكومة الصينية ووثيقتها التي اطلقتها في شهر يناير من العام الحالي التي توضح فيها عناصر سياستها تجاه المنطقة العربية واسس تطوير العلاقات الصينية العربية و التعاون المشترك الذي يعود بالفائدة على الطرفين، حيث اكدت الصين على الالتزام بالسلام و الاستقرار في الشرق الاوسط. و فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي العربي اكدت الصين على اهمية انشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على اساس حل الدولتين كما نصت عليه مبادرة السلام العربية.
واشاد المصري بتوجه الصين الجديد الرامي الى تعزيز تعاونها الامنيوالمشاركة في عمليات مكافحة الارهاب مع دول الوطن العربي وهي منطقة لطلاما غابت عن العلاقات الثنائية. كما اشاد المصري بسياسة الصين القائمة على العمل بصمت وهدوء ودون احداث ضجيج.قائلا “عادة لا تشارك الصين بشكل مباشر و انما لديها طرقها غير المباشرة للمساهمة و بفعالية. ومما يعزز دور الصين كوسيط دولي فاعل في المنطقة هو اتخاذها لمنهج “الباب الخلفي” بهدوء و مرونة”.
ودعا المصري الى استخدام التجارةو العلاقات الاقتصادية وطريق الحرير كاداة لتحقيق اهداف سياسية و لا سيما وضع حلول للنزاعات قائلا “وبما ان انتدابنا كاعضاء في غرفة التجارة العالمية لطريق الحرير يرتكز على التجارة, فانه من الضروري استراتيجيا الاجتماع بقاداتنا و حكوماتنا و لتركيز جهودهم على تقديم حلول منصفة و عادلة لفض النزاعات،وانه من اهم المرتكزات الاساسية لطريق الحرير هو خلق حوار استراتيجي يخدم لتجنب النزاعات و العنف و الارهاب. واضاف “سيكون طريق الحرير محدثا للتغيير, فهو سيقرب بين الناس و الدول و سيوحد المصالح و الاهداف, و سيوفر سياسة تامين ضد النزاعات المسلحة في المستقبل من خلال حكم فعال في قرارات حل النزاع.” وختم المصري كلمته قائلا ” السلام و الازدهار وجهان لعملة واحدة, ولكن يجب ان ياتي السلام اولا و من ثم يتبعه الازدهار.