عروبة الإخباري – أكد وزير الثقافة الدكتور عادل الطويسي اهمية جائزة جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية وقدرتها على إحداث التأثير الإيجابي، ودورها في إعادة الألق للثقافة العربية.
واضاف الوزير في حفل افتتاح الجلسة الحوارية للفعالية الترويجية لجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية التي اقامتها مؤسسة عبدالحميد شومان اول امس الاثنين، ان اختيار عمان لعقد هذه الندوة للتعريف بالجائزة، يدل على عمق العلاقات بين الامارات والاردن، وما تمثله الحركة الثقافية الأردنية من مكانة كبيرة، ورفدها للساحة العربية الإنسانية بالنتاجات الثقافية وسط إقليم ملتهب لافتا الى ان العلاقات الثقافية بين الأردن وإمارة الشارقة نموذجاً فريداً للتواصل العربي وتكريس المشاريع الثقافية الكبرى.
واشار الوزير الى ان إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية تنهض بمشروع ثقافي كبير يتمثل في مجالات الأدب والفكر والفن، حتى غدت الشارقة اليوم عاصمة دائمة للثقافة العربية المستندة على تاريخ الأمة العريق والمنفتحة على الثقافة الإنسانية بأرقى تجلياتها وهذا ناتج عن رؤية ثاقبة لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والمترجمة بخطط استراتيجية تستشرف المستقبل وحث الخطى نحوه. واعتبر أن انبثاق هذه الجائزة عن منظمة عالمية كبرى كاليونسكو، يؤكد مدى أهميتها إن انفتاح الجائزة على حقول ثقافية فكرية عديدة بما فيها صون التراث الثقافي العربي غير المادي، وشمولها لشخصيات وفرق ومؤسسات يؤشر على مرونتها وشموليتها مما يجعل منها حافزاً لتجويد الإنتاج الإبداعي والفكري في الثقافة العربية، ولا تستثني الجائزة من يُسهم في هذا المنجز من غير العرب. وقال الطويسي إن ارتكاز الجائزة على التعريف بالثقافة العربية وتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات، هو ما نحن بأمس الحاجة إليه هذه الأيام، كما ينسجم مع جهود الأردن وخطتها في مجابهة الإرهاب والتطرف، مركزين على قيم الحوار وبناء جسور التواصل بين الثقافات الإنسانية. واوضحت المدير التنفيذي لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية ان استضافة المؤسسة الفعالية الترويجية لجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية ياتي انسجاما مع رؤية مؤسسة عبد الحميد شومان والتي دأبت منذ تأسيسها من قبل البنك العربي على احتضان العلماء والأدباء والمفكرين في إطار برامجها التي تعنى بدعم الآداب والفنون والفكر القيادي والابتكار المجتمعي، مثلما تحرص ايضا على مكافأة العمل الدؤوب الذي يقوم به الرجال والنساء في أنحاء المعمورة لإثراء الثقافة العربية الذين يسهمون بشكل هام من خلال أعمالهم في تنمية الثقافة العربية، وزيادة التعريف بها على الصعيد الدولي ونشرها بهدف تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات. واشارت قسيسية الى ان المؤسسة تقوم يتقديم الدعم والرعاية للمبدعين واصحاب المواهب إسهاما لتأسيس مجتمع الثقافة والإبداع والاعتماد على ذاكرة الثقافة العربية باعتبارها مصدرا للإبداع بالإضافة إلى تقديم الجوائز للباحثين العرب وأدب الأطفال وتنظيم وبرامجها الثقافية والفنية ، كما تعمل المؤسسة على تأسيس شراكات مع جهات عربية ودولية للإسهام في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية في الأردن والوطن العربي.
كما اشتملت الفعالية على كلمات لمساعدة المديرة العامة لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية ندى الناشف ورئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبد الله بن محمد العويس وسفير فلسطين لدى اليونسكو والفائز بالجائزة في دورتها السابقة الباحث إلياس صنبر.
وقالت الناشف، أن اختيار الأردن مكانا للترويج للجائزة لم يأت من فراغ، إذ يتمتع الأردن بتراث ثقافي غني، فضلا عن أصول وحُسن الضيافة والأصالة التاريخية، كما تشهد له الأحداث القريبة بصلابة الموقف الملتزم بمناصرة الأشقاء العرب اللاجئين في المئات المؤلفة في سائر الأراضي الأردنية. ولفتت إلى أن الثراء الثقافي ينعكس في ما تشهده الساحة الفنية والثقافية في الأردن مع تمازج الفنانين المحليين مع أولئك الآتين من دول أخرى، مبينة أن الأردن كان من أول دول المنطقة العربية التي صادقت على اتفاقية بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي. ودعا العويس أدباء وكتاب ومثقفي الأردن إلى المشاركة بهذه الجائزة الدولية، لافتا إلى أصبحت من الجوائز المكرسة، خصوصا أنها تأسست في العام 1998، وأعلن عنها في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العربية.
وأكد أن هذه الجائزة تحظى برعاية ودعم حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والذي أراد لهذه الجائزة أن تبرز وجه الثقافة العربية المشرق.
ولفت العويس إلى أن حاكم الشارقة يقدر جهود المشتغلين في نهج الثقافة وإنتاج المعرفة بشتى صنوفها، وذلك من خلال تكريمهم في احتفال سنوي رفيع تشرف على تنظيمه اليونسكو في باريس.
وأكد الباحث صنبر، اعتزازه بالفوز بالجائزة لما تمثله من قيمة عالمية واعترافا بإنجازه في المساهمة بنشر الثقافة العربية الحقيقية، لافتا إلى أهمية نقل ثقافتنا العربية إلى الأمم الأخرى، دون الخوف عليها من الاندثار والذوبان في الثقافات الأخرى، كما لا تخشى من الانفتاح على أي ثقافة أخرى.
وناقش مشاركون في الجلسة الحوارية المصاحبة للاحتفالية الترويجية لجائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية، دور المؤسسات الحكومية والخاصة في تحقيق التحول الاجتماعي من خلال الأداب والفنون، مبينين تحديات التحول الاجتماعي ووسائل معالجتها من خلال تمكين الأداب والفنون من القيام بدورها المرجو في توسعة الأفاق. ولفتوا في الندوة التي أدارها د. سامي الحوراني وشارك فيها بالإضافة إلى قسيسية كل من الكاتب الكويتي د. نايف المطوع والمسرحي السوداني علي مهدي وفنان الكاليغرافيتي الفرنسي من أصل تونسي إل سيد، الى تحديات حقيقية تتمثل في الإقصاء وعدم تقبل الآخر، وعدم الاهتمام بالشباب وتوجيه البناء الفكري والإبداعي لديهم نحو أمور هادفة، ما يجعله عرضة لتعبئته بأمور قد تكون هدامة، فضلا عن تحدي التقدم الإلكتروني الذي أسهم اسهم في انتشار الثقافة السطحية أو المنقوصة في مجتمعاتنا، بدلا أن نستغله في البناء والتقدم.
وركزت الندوة على أن الأداب والفنون تلعب دورا أساسيا في التحول الاجتماعي، وأن التغير الثقافي غالبا ما يسبق التحولات في المجالات الأخرى، ليبشر ويتيح المساحة لتحول في الفكر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
واختتمت الندوة باحتفالية موسيقية قدمتها فرقة «وتر صول» ضمت كل من الفنانين الشباب: همام عيد (عازف القانون) ومعن بيضون (عازف الكونتراباس) وعماد قاقيش (عازف القيثارة) وماهر حنحن (عازف الإيقاع).