حب الرياضة من دون روح رياضية/ جهاد الخازن

وصلت الى جنوب فرنسا مع العائلة وبطولة الدراجات السنوية تقترب من نهايتها، وعدت الى لندن وشاهدت دورة أولمبياد ريو دي جانيرو عبر التلفزيون، ثم ذهبت الى فرنسا لأعود بالعائلة الى لندن، وقد بدأ موسم كرة القدم في بريطانيا.

أحب الرياضة إلا أنها لا تحبني، فقد كان طموحي صغيراً أن أصبح لاعب كرة عالمياً، وفشلت وقنعت بتأييد هذا الفريق أو ذاك. أيدت فريق ليدز في انكلترا فسقط من الدرجة الأولى ولم يعد. وكان فريق ليفربول يكسب سنة بعد سنة وانتقلت اليه ولم يكسب بعدها. فريقي الثالث كان ويمبلدون لأن مالكه في تلك الأيام كان لبنانياً، هو بقي في الدوري الممتاز ثلاثة مواسم: خريف شتاء ربيع.

في واشنطن أيدت فريق ردسكنز وفاز ببطولة كرة القدم الاميركية. وعدت الى لندن فلم يفز بشيء بعد ذلك. اللعبة الأميركية صفتها العنف، وقرأت أنه إذا رأيت أربعة لاعبين في سيارة مَنْ يقودها؟ الجواب: شرطي.

وكنت حضرت مباريات في كرة السلة في لبنان، وأزعجني أن مقاعد المتفرجين تواجه الملعب. واعتقدت أنني أتقن لعبة البولنغ حتى لعبت مع أمير صغير في الرياض وهزمني.

سمعت رجلاً يقول إنه عندما كان صغيراً كان يحلم بأن يقتني دراجة هوائية (بسكليت) وبأن يستيقظ مبكراً ليقود دراجته في شوارع البلدة. هو قال إنه كبر ونضج وأصبح يدرك أن الخروج من السرير في الصباح رياضة كافية.

من نوع ما سبق، رجل قال إنه كان صغيراً يحلم باقتناء بسكليت، وعندما وجد أنه لن يحقق أمنيته سرق بسكليت وطلب من الله أن يغفر له.

أعتقد أن ألعاب القوى أفضل من غيرها فلا عنف هناك. وقد سمعت عن امرأة في الستين قررت أن تتدرب لتشارك في الماراثون. هي تدربت وشاركت وأسرتها الآن تبحث عنها.

هناك أنواع أخرى من الرياضة:

– لاعب الغولف سأل مساعده لماذا ينظر الى ساعته باستمرار. ردّ المساعد: هذه ليست ساعة. هذه بوصلة.

– سمين كان يشارك في سباق المئة متر. وصل كرشه الى خط النهاية قبله.

– قال لصديقه: الحصان الذي راهنت عليه سيخسر. سأله الصديق: كيف تعرف هذا؟ قال: رأيت الجوكي يحمل كتاباً لقراءته أثناء السباق.

– ماذا يفعل لبناني في كأس العالم في كرة القدم؟ هو حَكَم.

– ما الفرق بين فريقي المفضل في كرة القدم ونسر؟ النسر له جناحان يقومان بالمطلوب منهما.

– قال: أتمنى لو أن معدل ذكائي منخفض لأستمتع بمشاهدة مباراة كريكيت.

أستطيع أن أزيد ولكن أكمل بملاحظات شخصية فقد كنت أشاهد سباق «فورمولا -1» مع ابنتي الصغيرة في موناكو. البنت كبرت وعقلت ولا أزال أحاول إقناعها بمشاركتي في رؤية هذا السباق. حتى الرشوة لا تفيد معها.

أيضاً كنت أحب سباق الخيل في كل بلد منذ كنت مراهقاً وأقرأ مجلة الرياضة «سبورتس إلستريتد» التي تصدرها مجموعة تايم – لايف. وجدت بعد ذلك أنني أشترك في حب الخيل مع الأميرَيْن فهد بن سلمان وأحمد بن سلمان، رحمهما الله. بعد وفاتهما لم أحضر أي سباق خيل.

ختاماً، أقول إن الرياضة جميلة، ولكن مشكلة الروح الرياضية أن عليك أن تخسر لتثبت أنك تملكها.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري