عروبة الإخباري – زار سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم الأربعاء، مخيم فرسان مبادرة حقق، في قرية التحديات في غابة متنزه غمدان، حيث اطلع على النشاطات التي نفذها مجموعة من فرسان المبادرة من مختلف أفواجها السبعة، والتي تهدف إلى تعزيز عدد من القيم القيادية، التي تقوم عليها المبادرة.
وأظهر فرسان حقق من الشباب والشابات، في أدائهم وتفاعلهم خلال تمرين تجاوز العقبات والعثرات والإنزال، التي أدوها أمام سمو ولي العهد، قيم ترسخ الثقة بالنفس والعمل بروح الفريق لديهم.
وشارك سموه بإنزال أحد فرسان المبادرة من برج التدريب، الأمر الذي منح دفعة معنوية لجميع المشاركين في التمرين.
وقدم عدد من فرسان حقق عروضا تمثل تطبيقاً عملياً للقيم التي تقوم عليها “حقق”، والمرتبطة بالتوافق والصدق، والمثابرة والتصميم، والتعلم من التجارب، وتحمل المسؤولية.
وشاهد سموه، داخل ورشة “إنترنت الأشياء” والتواصل الاجتماعي، التفاعل المميز بين الشباب، من خلال أدوات التواصل الاجتماعي المباشر، وتعاملهم مع قضايا التوعية الانتخابية، ونشر قيم مبادرة حقق على المستوى المحلي ومن ثم الإقليمي، فضلا عن تعميم ثقافة التطوع.
وكان فرسان حقق، الذين عكس أداءهم وتفاعلهم مستوى التدريب العالي الذي تلقوه داخل المخيم، حضروا عدة محاضرات تركز على رفع الوعي في مجال إنترنت الأشياء، ليكونوا شركاء في صناعة المستقبل وليسوا مجرد متلقين للمعلومات.
كما تفقد سموه، خلال الزيارة، محطة تعرض لمجموعة من الأعمال التطوعية، التي قام بها منتسبو مبادرة حقق، وأظهرت تبنيهم لمبدأ العمل التطوعي حتى بعد تخرجهم من المبادرة، وهو ما ظهر من خلال استمرارهم في إطلاق مبادرات تطوعية على مستوى المملكة، والتلاحم بين الشباب من مختلف المحافظات.
وتوجه سمو ولي العهد، بعد استماعه لعدد من قادة فرسان حقق إلى شرح عن الفعاليات التدريبية التي نفذوها وقصص النجاح التي حققوها، إلى الساحة الرئيسة للمخيم، حيث اصطف المشاركون وأدوا أمام سموه قسم وتحية المبادرة.
وأثنى سموه، في نهاية الزيارة، على جهود القائمين على قرية التحديات، والمدربين المشاركين في تنفيذ التدريبات لفرسان مبادرة حقق، معربا عن تقديره لما لمسه من حرص من المشاركين على تعلم مهارات جديدة تسهم في صقل شخصياتهم وتوسيع مداركهم الحياتية.
ورافق سمو ولي العهد في الزيارة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم، ومدير مكتب سمو ولي العهد.
يشار إلى أن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، أطلق مبادرة حقق بهدف تقليص الفجوة في المهارات العملية لدى الطلبة لإيجاد التوازن ما بين الأكاديميا والتطبيق العملي، بحيث تكون هذه المهارات مستندة إلى منظومة قيمية قيادية.
كما أن المبادرة حققت إنجازا عالميا بحصولها على جائزة من منظمة الأمم المتحدة لحماية الاطفال (اليونيسيف)، فيما سيتم تنفيذ تدريبات مرتبطة بهذه الجائزة لمجموعات الفرسان في مبادرة حقق.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال مدير مبادرة حقق، معن عودة، إن المبادرة شكلت إطلاقة أمل لشباب وشابات الأردن، وكانت بوابة لتعزيز الجانب المعنوي لديهم، ومكنتهم من الحصول على فرصة نوعية للتدريب العملي.
وأضاف إن قرية التحديات، التي تضم مخيم فرسان حقق من الأفواج 1 إلى 7، تمكنت من جمع 200 فارس وفارسة، وأعطت فرصة للشباب للانخراط في تمارين ومهارات تساعدهم في حياتهم العملية وتمكنهم من مواجهة التحديات، وتسهم في فتح آفاق جديدة أمامهم، فضلا عن تنمية روح التطوع.
وأكد عودة أن الشباب نفذوا 100 عمل تطوعي من خلال المبادرة، ثم انطلقوا لتنفيذ 300 عمل تطوعي بمبادرة ذاتيه منهم، بشكل فردي وجماعي، في جميع أنحاء المملكة.
وشدد على أن زيارة سمو ولي العهد للمخيم رفعت معنويات الشباب، لأن هؤلاء هم شباب الوطن وهم المستقبل.
وقالت المشاركة رزان المصري، إحدى قادة فرسان حقق من الفوج الأول، “تشرفت بحضور سمو ولي العهد لقرية التحديات، ونشكر سموه على إطلاق هذه المبادرة لأنها عززت قدراتنا ونظمت جهود الشباب في العطاء للمجتمع”.
وأضافت إن مشاركتي في المبادرة لمدة 3 سنوات ونصف، ومواكبة 7 افواج، وتنامي أعداد المشاركين فيها، مكنت من تنمية روح التطوع لدي ولدى الشباب ودفعتنا لنشرها في المجتمع.
بدوره، أكد الطالب عبدالله راتب قداحات من الفوج الأول في مبادرة حقق، أن “حقق أثرت ايجابا في نفسي كمشارك، وأسهمت في بناء شخصيتي، وكسرت حاجز الخوف في كثير من المواقف، خصوصا الحواجز واجتيازها والإنزال”.
وأضاف “كنت أخاف من الحواجز، ولكن بعد انخراطي في التدريبات وتشجيع المدربين كسر حاجز الخوف، وتعززت لدي معايير الصدق والأمانة والتفكير الناقد ومرونة العقل، وأن أتقبل الأخرين والنقد البناء، وأسعى للتأثير الإيجابي في المجتمع من حولي للنهوض به”.