الأحزاب تتخلى عن أسمائها بالقوائم الانتخابية

عروبة الإخباري – اتسمت غالبية القوائم الانتخابية، التي لم تتخذ صفتها القطعية حتى الآن، بالانحياز لصالح التكتلات العشائرية والمناطقية في تبني مسمياتها، وظهر عدد قليل من القوائم، التي تحمل أسماء الأحزاب، التي ينتمي إليها مرشحون حزبيون، بينما اتجهت الأحزاب ذات التوجه الإسلامي إلى تجنب الشعارات الإسلامية لصالح الوطنية والمطلبية منها.

ومن بين الأسماء التي ظهرت بوضوح في بعض القوائم الانتخابية اسم تيار التجديد الحزبي في بعض القوائم، وهو تيار يضم خمسة أحزاب، رغم انضمام حزب “أردن أقوى” إلى تحالف حزب المؤتمر الوطني “زمزم”، حاملا اسم قائمة الحق، وظهرت قائمة لـ”زمزم” تحمل مسماها في قصبة إربد.

وانقسمت الأحزاب السياسية تجاه عناوينها في القوائم الانتخابية، بين من حمل مرشحوها أسماء تحالفهم الحزبي، أو اسم حزبهم صراحة، وبين من أعلن عن مرشحيه في القوائم علنا كمرشحي حزب، تحت اسم القائمة الوطنية الرئيسية.

وكان حزب الجبهة الأردنية الموحدة من بين الأحزاب التي حملت اسمه بوضوح في القوائم الوطنية، تحت اسم “الجبهة الموحدة”، فيما لم تحمل أحزاب بارزة كحزب جبهة العمل الإسلامي والوسط الإسلامي والاتحاد الأردني وائتلاف الأحزاب القومية واليسارية أسماء أحزابها في التسميات الرئيسية للقوائم، إلا أن بعض مرشحيها أعلنوا ترشيحاتهم عن أحزابهم في الحملات الدعائية والمقرات الانتخابية، كما في حزب الوحدة الشعبية، ومرشحي حزب التيار الوطني والوعد الأردني وغيرها.

ولم تعلن أغلبية الأحزاب السياسية، المشاركة في الانتخابات، عقب الانتهاء من المدة القانونية لتسجيل القوائم منتصف الشهر الحالي، أسماء مرشحيها، سواء الأعضاء فيها، أو غير الأعضاء، ممن خاضوا في تحالفات مشتركة، فيما كان حزب الوسط الإسلامي قد أعلن عدد من أسماء مرشحيه عن الحزب في مؤتمر صحفي السبت الماضي، دون أن يكون الترويج لاسم الحزب واردا في الحملات الدعائية في أغلب الأحيان، بحسب مصادر في الحزب.

ويرى عضو المكتب السياسي في حزب الوحدة الشعبية عبد المجيد دنديس، أن قانون الانتخاب الحالي، لم يسمح للأحزاب السياسية بالظهور في القوائم، حيث غلّب الطابع المناطقي في التحالفات على حساب التحالفات الحزبية.

ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية لم يتبن قوائم مشتركة، فيما توزع مرشحو أحزابه، الذين يقدر عددهم بستة مرشحين، على قوائم مختلفة، فيما لفت دنديس إلى أن بعض هؤلاء المرشحين “تبنوا في حملاتهم الدعائية أسماء أحزابهم”.

ورأى دنديس أن قانون الانتخاب الحالي القائم على القائمة النسبية المفتوحة، “سمح للمال السياسي بشراء مرشحين”، و”أجهض” التحالفات الحزبية البرامجية.

وحمل عدد محدود من القوائم الانتخابية، شعارات تتعلق بالدولة المدنية، وحملت إحدى القوائم مسمى الائتلاف من أجل الديمقراطية، وغابت بالمجمل الشعارات الدينية عن الحملات الدعائية للقوائم.

وكان تحالف “نزاهة” للانتخابات قد أصدر تقريرا الأسبوع الماضي، كشف عن بلوغ نسبة مشاركة الأحزاب الإسلامية في القوائم الانتخابية 35%، مقابل 55% للاحزاب الوسطية، و10 % للأحزاب القومية واليسارية.

وقال رئيس تحالف نزاهة لمراقبة الانتخابات محمد الحسيني لـ”الغد”، إن إقصاء أسماء الاحزاب عن القوائم مرده إلى طبيعة القانون، الذي يفرض تشكيل تحالفات مشتركة مختلطة، إلى جانب المشكلة الهيكلية البنيوية التي تعاني منها الأحزاب السياسية الاردنية بالمجمل.

وبحسب الحسيني فإن عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات المقبلة، يبلغ نحو 40 حزبا سياسيا، لم تظهر أغلبية أسمائها في الترشيحات، بل فضل مرشحوها الترشح بشكل مستقل ضمن القوائم المشتركة.

كما رأى الحسيني أن البيئة السياسية السائدة في البلاد “ليست بيئة صديقة للأحزاب السياسية”، مشيرا الى أن هناك دائما تخوفات لدى الأحزاب والحزبيين من الفشل بسبب عدم ثقة الناخب بالأحزاب عموما.

وبلغ عدد الحزبيين المسجلين في التسجيل الأولي للمرشحين في الهيئة المستقلة للانتخاب، أي الأعضاء في الاحزاب من المرشحين بحسب رصد “تحالف نزاهة” 207 حزبيين، من أصل1292 مرشحا.

ورأى الحسيني أن نسبة الحزبيين في القوائم الانتخابية، وهي 18%، “هي نسبة متواضعة جدا”.(الغد)

Related posts

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام

العيسوي: مواقف الهاشميين في الدفاع عن فلسطين مشرفة ويخلدها التاريخ