عروبة الإخباري – اقتربت مسرحية الاطفال التونسية “انا سندريلا” اخراج حسان السلامي وتأليف حافظ محفوظ، والتي تشارك في مسابقة مسرحيات الاطفال ضمن فعاليات مهرجان الابداع الطفولي، في خطابها من الفئة العمرية بين (10-16) عاما والتي تسمى فئة اليافعين، مثلما اتكأت على المنولوجات والحوارات المغناة، وحضور رئيسي لعرائس الدمى.
وطرحت المسرحية التي عرضت مساء امس الاربعاء على المسرح الرئيس (هاني صنوبر) في المركز الثقافي الملكي، ثيمة “الحلم” ومشروعيته والذي يسكن هذه الفئة العمرية، وماذا يريدون ان يصبحوا او يحققوا في حياتهم، من منظور أحقية أن لكل انسان حلمه الذي يسعى لتحقيقه على أن لا يغرق في النمطية ويعزله عن الواقع الذي يتطلب أن يعيشه ويبني عليه، في موازاة المسرحية المصرية “قصاقيص” التي عرضت اول امس في ذات المسابقة وخاطبت فئة عمرية اصغر يسكنها الخيال في بعده الميتافيزقي، لتحث في ثيمتها الرئيسة على مكارم الاخلاق.
المخرج السلامي في استدعائه لحكاية سندريلا “معكوسة” ضمن رؤيته الاخراجية التي تضمنت قلب تفاصيل محورية فيها الى الضد بحيث أصبحت صورة شقيقتي سندريلا ووالدتهما إيجابية فهم يحبونها ويساعدونها في اعمال المنزل ويدعونها لحضور حفلة القصر التي يدعو إليها الامير الذي ظهر في البداية بشكل دمية قبيحة مسنة بعكس الحكاية الاصلية، قبل ان تتم إعادته الى صورته التقليدية “الامير الشاب الوسيم”، سعى إلى تحقيق التحفيز العقلي الذي يساهم برؤية الصورة من زاوية اخرى او كما يقال “التفكير خارج الصندوق” بحيث أن ليس كل ما قد يبدو انه جميل ومبعث للسعادة هو كذلك، علاوة على عدم الارتهان للأفكار المقولبة الجاهزة والتي يقترب بعضها من الاسطورة، وهو ما يحقق عدد من سمات مسرح الطفل بالتأمل والاستنتاج والتنمية العقلية والنفسية والاجتماعية لديه.
وتدور احداث العرض المسرحي الذي جاءت فيه تقنيات توظيف الدمى الكبيرة عالية لدى الممثلين/المحركين، حول فتاة اسمها سلمى تحتجب عن اصدقائها في غرفتها حيث تطالع حكاية سندريلا المسكونة بها وتريد أن تصبح مثلها، في الوقت الذي يلجأ اصدقاؤها الذين يريدون ان تشاركهم اللعب كالسابق، الى شخصية الجد الذي يأتي بشكل دمية ويقترح عليهم أن تعيش حكاية سندريلا بشكل مقلوب لعلها تخرج من هذا “الحلم” الذي ابعدها عن واقعها وأصدقائها.
وفق المخرج في توظيف الغناء والموسيقا بوصفهما الحامل الرئيس للنص المنطوق الذي جاء بالفصحى مقتربا من اسلوبية المسرح الانجليزي ولا سيما مسرحية “اوليفر تويست” لتشارلز ديكنز، بحيث تعمل على إيصال النص بشكل ايقاعي سلس للمتلقي الطفل وتحقق سمة التشويق والمتعة والانسجام بعيدا عن النمطية، بالإضافة إلى التقنيات العالية التي ميزت الاداء التمثيلي والحركي لفريق التمثيل والمحركين للدمى الكبيرة.
كما وفق المخرج في العرض الذي يختتم بأغنية “يا حلمنا الغالي اقترب” في توظيف مختلف عناصر السينوغرافيا من مؤثرات صوتية وموسيقا وإضاءة وأزياء واكسسوارات، ودخان الذي عبّر عن الضباب والسراب بحسب سياقات المشاهد، والصورة البصرية المنعكسة بواسطة “الداتا شو” لنافذة منزل سلمى على الستارة الاولى الحمراء في مستهل العرض حيث أصدقاء سلمى في مقدمة الخشبة يلهون ويلعبون في أداء حركي غنائي راقص، بانتظار التحاقها بهم لتكشف لاحقا بعد إزاحتها، عن فضاء اخر خلفها، عززته الصورة البصرية لــ “الداتا شو” بخلق فضاءات متغيرة، واندمج فيه الواقع مع المتخيل حيث جرت معظم احداث العرض الذي تتحول فيه الكتل الديكورية حسب سير الاحداث الى كتل ثابتة ومتحركة وثابتة متحركة نسبيا، علاوة على حضور شخصية الدمية “كوكو” الطير/الببغاء الذي لعب دور المعلق على الحدث في ترجمة لما يمكن أن يكون.
وشارك في الاداء التمثيلي وتحريك الدمى ريم السلامي عزالدين المبعوج وعبدالسلام الجمل ومحمد علي بن حمودة.
وكانت قدمت مساء أمس على المسرح الدائري، خارج عروض المسابقة، مسرحية “الحكواتي” من اخراج سناء ابو غالية والتي شارك فيها أطفال مدارس ميار الدولية.