وزير الاعلام العماني: الحل في سوريا سياسي وليس عسكريا

عروبة الإخباري – قال وزير الاعلام في سلطنة عمان الدكتور عبد المنعم الحسني، ان السلطنة دعت منذ بداية الازمة السورية الى الحوار بين جميع الاطراف السورية، للوصول الى حل سلمي وليس عسكريا للقضية السورية، مبينا ان ما يجري في سوريا هو جرح في خاصرة الامة، و ان دائرة الصراع في سوريا اصبحت كبيرة ومتشابكة في وقت اصبح فيه اكثر من لاعب على الساحة السورية.

واكد الدكتور الحسني، ان موقف سلطنة عمان ثابت في عدم التدخل في شؤون الاخرين الا اذا طلب منها ذلك وفي حدود امكاناتها وعلاقتها مع جميع الاطراف الفاعلة على الساحة السورية، مبينا ان الواقع يشير الى عدم وجود حلول سريعة وواضحة للازمة في الافق، رغم بعض وجود بعض المبادرات التي نأمل ان تقود الى حل سلمي للازمة السورية في اسرع وقت.

وقال الدكتور الحسني في حوار مع اسرة وكالة الانباء الاردنية، اداره مدير عام الوكالة الزميل فيصل الشبول، ان العمل الاعلامي في الاقليم بات امام تحديات كبيرة، في ظل الانفتاح الكبير على المضمون الاعلامي العالمي، ووجود جهات تعمل على اثارة الفتن والقلاقل وتغذي التطرف، وفي وقت اصبحت فيه الشعوب اكثر وعيا ولكنها امام تدفق اعلامي كبير.

واكد ان الاعلام العربي مطالب اليوم لان يقوم بمسؤولياته بكل امانة واخلاص “لكي نحافظ جميعا على كياننا ووجودنا وتماسك مجتمعاتنا واجيالنا من الانجرار وراء هذه الفتن والقلاقل التي ستؤدي الى مزيد من الدمار والهلاك وباتت تهدد الانسان العربي الذي اصبح ضحيتها الوحيدة”، مبينا ان رسالة الاعلامي هي ان يكون صادقا مع ذاته قبل الاخر.

ودعا الدكتور الحسني الى “تحصين ابنائنا في المراحل التعليمية سواء في المدارس او الجامعات في هذا العصر العاصف بالمعلومات، وذلك بالتوعية والحوار، مع الحفاظ على مستوى الحرية وسقفها، معتبرا ان هذا التحدي كبير على المستوى العربي واكبر منه على المستوى العالمي”.

وقال :”اننا امام تحديات كبيرة وخطيرة جدا”، مؤكدا اهمية التعاون العربي الاعلامي والعمل الجماعي في مواجهة التحديات، مشيرا الى مهرجان الاردن للإعلام العربي المنعقد في عمان حاليا، ودور هذا النوع من العمل الاعلامي العربي في مواجهة هذه التحديات”.

واضاف ان “العالم العربي لديه ارث ثقافي وحضاري كبير يجب ان نقدمه للعالم بكل امانة ومصداقية، وهنا يأتي دور وسائل الاعلام العربية الرسمية والخاصة المؤسسية لتقديم هذا الارث لابنائنا وللعالم وتقديم معلومة صحيحة ودقيقة”.

وتساءل وزير الاعلام في سلطنة عمان، عن دور وسائل الاعلام العربية وما تقدمه من رسائل وبرامج وخطط، داعيا ايها الى التركيز على الايجابيات الكثيرة لدى مجتمعاتنا وشبابنا ونجاحهم وتميزهم ومنجزاتنا الوطنية والحضارية، بعيدا عما تنقله من نتاج غربي بعيد قيمنا ورسالتنا، فيما اعتبر ان هذه المسؤولية تقع على عاتق صانعي القرار والاعلاميين بشكل عام.

وحول الوضع الراهن في المنطقة، اكد الدكتور الحسني، اهمية التعاون العربي بمفهومه الشمولي والتعاون الثنائي والحوار للوقوف في وجه التحديات الكبيرة والراهنة.

وفي رده على سؤال حول مكافحة الارهاب والفكر المتطرف، اكد الدكتور الحسني، ان الارهاب والافكار المتطرفة آفة خطيرة باتت تهدد مصير الجميع، معتبرا ان فكرة الصراع السني الشيعي ليست لها علاقة بالدين بالمطلق وانما جاءت بسبب الفساد السياسي.

وقال ان :ديننا الاسلامي الحنيف يوجد فيه هذا التنوع الجميل الذي يجب علينا ان نحترمه جميعا”، معتبرا “اننا امام اسلام مشرق ومتسامح يتقبل كل الاراء ويتقبل الاخر ويتسامح معه”.

واوضح ان افضل وسيلة لمحاربة هذه الظاهرة، هي الحوار والتحصين والاقناع، مشيرا في هذا الاطار الى اهمية دور الدولة والنظام السياسي والوسائل الاعلامية المختلة والمؤسسات التعليمية والمساجد ومنظمات المجتمع المدني، لافتا الى ان مسألة التطرف والارهاب في عمان غير مناقشة ولا تشكل قضية للدولة العمانية وغير موجودة اطلاقا من ناحية العرف الاخلاقي قبل التجريم القانوني لهذه المسألة.

وعرض الوزير العماني للجهود والاستراتيجية العمانية لمحاربة الفكر المتطرف من خلال التعاون ما بين التربية والتعليم والتعليم العالي والوسائل الاعلامية المختلفة لتدريب الطلاب على مهارات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتوعيتهم وتحصينهم.

وحول العلاقات بين الاردن وعمان، اكد الدكتور الحسني ان هذه العلاقات، تجاوزت كل الرسميات، وهي علاقة تاريخية وعميقة متجذرة في كافة المجالات.

وقال ان “العلاقة الاردنية العمانية نموذجية ونعتز بها في العلاقات العربية والتعاون العربي المشترك”، مشيدا في هذا الاطار بالكفاءات الاردنية العاملة في عمان وبخاصة في المؤسسات الاعلامية العمانية المختلفة، مؤكدا على التوافق الاردني العماني حول كافة القضايا الاقليمية والعربية والعالمية.

كما اشاد الدكتور الحسني بالتطور الكبير الذي حققته وكالة الانباء الاردنية وما تتمتع به من خبرات صحفية وتدريبية وتقنية، وكذلك مستوى التعاون ما بين وكالة الابناء العمانية ونظيرتها الاردنية.

وكان الزميل الشبول رحب في بداية الحوار بالوزير العماني والوفد المرافق، مشيدا بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، فيما اكد الاعتزاز بهذه الزيارة والحرص على تعزيز التعاون بين وكالتي الانباء الاردنية والعمانية في مختلف المجالات.

وشاهد الوزير العماني والوفد المرافق فيلما قصيرا حول وكالة الانباء الاردنية ونشأتها وتطورها والخدمات الصحفية والتدريبية التي تقدمها.

Related posts

وَقْف ثَريد يطلق الحملة الإغاثية غزة لنا فيها أخوة

بنك القاهرة عمان يفتتح فرعه الجديد في تاج مول

أورنج الأردن تشارك فيديو يسلط الضوء على أهم فعالياتها لشهر تشرين الأول