عروبة الإخباري – تتجه الأنظار في القدس المحتلة الى المسجد الاقصى والحرم القدسي الشريف ومحيطه، لما سيشهده من استفزازات واسعة النطاق بعد غد الأحد، على ضوء دعوات عصابات المستوطنين، وحركات وأحزاب اسرائيلية، لاقتحامات جماعية واسعة، بزعم احياء ما يسمى “خراب الهيكل” المزعوم. في حين يواصل الاحتلال تصعيده في الاعتداءات على الأسرى في السجون واستفزازهم، والتضييق على عشرات الاسرى المضربين عن الطعام.
وكان 129 مستوطنا ارهابيا، قد اقتحموا أمس الخميس المسجد الاقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، تحت حراسة مشددة من جنود الاحتلال، إذ وقعت الاقتحامات ضمن مجموعات استمرت على مدى أربع ساعات قبل ظهر أمس. وتقدم مجموعات المستوطنين عدد من المرشدين الذين تولوا تقديم شروحات عن أسطورة الهيكل المزعوم مكان الأقصى المبارك.
وقد أحبط حراس المسجد المبارك محاولات عدد من المستوطنين إقامة طقوس وصلوات دينية يهودية في المسجد، واضطر جنود الاحتلال مرافقة إخراج ثلاثة من المستوطنين وطردهم خارج المسجد. كما تصدى مصلون وطلبة مجالس العلم لهذه الاقتحامات والجولات الاستفزازية بهتافات التكبير الاحتجاجية.
وشهدت القدس المحتلة أمس سلسلة من التوترات، إذ شن جيش الاحتلال حملة تفتيشات واسعة، وأغلقت العديد من الطرقات الداخلية في شطر القدس المحتل منذ العام 1967، بزعم البحث عن شاب طعن مستوطنا، أصيب بجروح طفيفة. وأغلق جنود الاحتلال محاور الطرقات المفضية إلى الطور، وتجري عمليات تمشيط وتفتيش بالسيارات بحثا عن مشتبه بالطعن.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الليلة قبل الماضية، ثلاثة فتية من أنحاء متفرقة في مدينة القدس المحتلة. إذ اعتقلت الفتى محمد نجيب الزغل (16 عاما)، بعد دهم منزله في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، والفتى اياد عسيلة (17 عاما)، من منزله في باب الحديد الملاصق للأقصى في القدس القديمة، في حين اعتقلت فتى ثالثا من بلدة الرام شمال القدس المحتلة، لم تُعرف هويته، عقب اقتحام الجنود البلدة، واندلاع مواجهات عنيفة فيها، استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.
وعلى صعيد نضال الأسرى في سجون الاحتلال، فقد قال نادي الأسير الفلسطيني، أمس الخميس، إن حالة من التوتر سادت أمس سجن “ريمون”، وذلك بعد منع سلطات الاحتلال عائلات الأسرى امس من زيارة أبنائهم وإرجاعهم عن أحد حواجز الاحتلال. وأضاف النادي في بيانه، إن الأسرى أغلقوا الأقسام ردا على ذلك، وقرروا إرجاع وجبة العشاء.
كما نقل محامي نادي الأسير الفلسطيني أمس، عن الأسير عوض حدوش (22 عاما) من بلدة صوريف قضاء محافظة الخليل، تعرضه لاعتداء على يد القوات الخاصة لقمع ألأسرى في السجون، في بداية الشهر الجاري في “معتقل أوهالي كيدار”، بعد أن تم نقله إلى مستشفى “سوروكا” لإجراء فحوص طبية. وأضاف الأسير حدوش خلال زيارة المحامي له في سجن “النقب الصحراوي”، إن القوات الخاصة قيدت يديه بشدة فسببت له آلاما، وإنه طلب منهم أن يتم توسيع الأصفاد، إلا أنهم شرعوا بالصراخ عليه وشتمه بألفاظ بذيئة، وأنه بعد مشادة معهم، أقدم خمسة منهم على سحبه من الأصفاد من يده اليمنى، الأمر الذي سبب له حدوث انتفاخ وأوجاع شديدة فيها.
وأفاد نادي الأسير بأن الأسيرة اعتدال عيسى برقان، تعاني من عدة مشاكل صحية، وهي بحاجة لأدوية كانت تتناولها قبل اعتقالها. ونقل محامي نادي الأسير عن الأسيرة برقان إثر زيارته لها في سجن “هشارون”، أنها تعاني من مشاكل بالعينين والكلى، تسبّب لها آلاماً شديدة، لافتا إلى أنها لا تتلقى الأدوية في السجن. يذكر أن الأسيرة برقان من مدينة الخليل، وقد اعتقلتها قوات الاحتلال في التاسع من حزيران (يونيو) الماضي.