عروبة الإخباري – أفاد وزير الداخلية التركي “أفكان آلا”،الثلاثاء ، أنّ بلاده ستسرّع عملية منح الجنسية التركية للعائلات السورية التي ستعود بالنفع لتركيا ولسوريا، في حين أعرب زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية عن رفضه لمنح السوريين الجنسية، داعياً إلى إجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص.
تصريحات آلا جاءت في جلسة للبرلمان التركي بأنقرة أوضح فيها أنّ وزارته ستدرس ملفات كل من يتقدم بطلب للحصول على الجنسية التركية، وستشترط خلو سجلات هؤلاء من الجرائم، وخلوها أيضاً من أي مؤشر يدل على أنّ الشخص المتقدم، قد يهدد الأمن العام في البلاد.
وأضاف الوزير أنّ وزارته ستولي أهمية خاصة لمسألة اندماج السوريين الراغبين في الحصول على الجنسية التركية مع المجتمع التركي، مشيراً أنّ السياسية التركية المتبعة في هذا الخصوص، تتلخص في رغبة الدولة في الاستفادة من خبرات وتجارب هؤلاء، والحيلولة دون مغادرتهم إلى بلدان أخرى.
وفيما يخص المساعدات الإنسانية التي تقدّمها تركيا إلى اللاجئين المقيمين على أراضيها، أكّد آلا أنّ العالم بأسره يثمّن هذه المساعدات، لافتاً إلى عزم الحكومة في الاستمرار في هذا النهج.
ورداّ على استفسار أحد نواب المعارضة حول وضع أتراك المسخيت المقيمين في تركيا، أكّد آلا أنّ وزارته أجرت دراسة لمنح الجنسية التركية لهؤلاء أيضاً.
رفض للتجنيس
في السياق ذاته، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2016، إلى إجراء استفتاء شعبي بشأن منح الجنسية التركية للسوريين، الذين يعيشون في بلاده.
وقال قليجدار أوغلو، خلال كلمة أسبوعية أمام كتلته النيابية في البرلمان التركي بأنقرة اليوم، “يجب إنهاء الحرب في سوريا وإعادة إعمارها، ثم يعود أخوتنا السوريون بإرادتهم إلى بلادهم، وإذا تمكّنا من تأسيس هذه السياسة، نكون قد حققنا نجاحاً كبيراً”.
وأضاف قائلاً “تفاجأنا بتصريح منح الجنسية للسوريين (في إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذا الخصوص قبل أيام)، وفقاً لأي مبررات ستمنحهم الجنسية؟ لدينا 6 ملايين عاطل عن العمل و17 مليون فقير”.
واستطرد قائلاً: “إذا كنت (في إشارة إلى أردوغان) مُصرّاً على منح الجنسية لهم، فلنجر استفتاءً شعبياً ونسأل الشعب عن ذلك”.
وأردف “لست ضد السوريين، فهم ضيوفنا، احتضنّاهم وشاركناهم موائدنا، ولم نقل لهم لماذا أتيتم؟، لأنهم فروا من الموت، لكن لا أحد منهم يرغب بالبقاء في تركيا، فالكل يريد الذهب إلى أوروبا إلى ألمانيا وفرنسا والنرويج والسويد”.
وتابع قائلاً “أوروبا التي يبلغ عدد سكانها 500 مليون، لا تستقبل اليوم 500 شخص، لكن تركيا البالغ عدد سكانها 75 مليوناً، استقبلت 3 ملايين شخص، لماذا؟ وما المبررات؟ وبعد هذا التصريح (تصريح أردوغان حول منح الجنسية) قد لا تشارك أوروبا في إعادة إعمار سوريا عقب الحرب”.
وأضاف “إذا منحتم الجنسية لهؤلاء، فإن ذلك سيُخلّ بالنسيج الاجتماعي لتركيا، وهناك مخاطر أمنية، فلا أحد يعلم الإرهابي من غير الإرهابي”، محذّراً من أن منح الجنسية للسوريين، سيمهّد الطريق إلى حدوث توترات واستقطابات وتشكّل “غيتوهات”(منطقة يعيش فيها مجموعة من السكان ينحدرون من خلفية أو عرقية معينة) في المدن الكبيرة.
ودعا قليجدار أوغلو الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التركية، لبذل الجهود من أجل إنهاء الحرب في سوريا.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن مطلع الشهر الجاري عن وجود سوريين يرغبون بالحصول على الجنسية التركية، مبيناً أن وزارة الداخلية اتخذت خطوات من شأنها تسهيل ذلك، وقال: “سنعمل على إتاحة إمكانية حصولهم على الجنسية، من خلال مكتب أسسته وزارة الداخلية لهذا الغرض”.
وقال الناطق باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، أمس في مؤتمر صحفي، إنّ وزارة الداخلية لا تزال تعمل على بلورة تفاصيل منح الجنسية التركية للسوريين المقيمين في تركيا “من ذوي الكفاءات”