نتائج الثانوية في فلسطين: أفراح ممزوجة بالأحزان

عروبة الإخباري- تخيّم السياسة والذكريات المؤلمة على افراح الفلسطينيين كما على أحزانهم… وهكذا كانت الحال أمس لدى الإعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) التي حملت الكثير من الأسماء والأحداث والظلال السياسية.

وجد الجمهور الفلسطيني أن 16 طالباً من طلاب الثانوية العامة سقطوا شهداء في هذا العام الدراسي الذي بدأ في أيلول (سبتمبر) الماضي، مترافقاً مع الهبّة الشعبية التي ما زالت متواصلة بأشكال مختلفة.

كما وجدوا أن الطالبة التي حصلت على المرتبة الأولى في محافظة رام الله والبيرة، العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية، هي ندى ابنة الشهيد عادل عوض الله، وبلغ معدلها 99 في المئة. وكان عادل عوض الله وشقيقه عماد استشهدا عام 1996 في عملية اغتيال إسرائيلية. وأفادت وزارة الأسرى والمحررين أن عشرين من طلاب الثانوية ممن اعتقلوا في الفترة الماضية، يقبعون خلف قضبان سجون الاحتلال.

ويفاخر الفلسطينيون الذين فقدوا أرضهم وغالبية مواردهم، باهتمامهم بالتعليم الذي يعد المصدر الرئيس للعمل والحياة. وبلغت نسبة النجاح في التوجيهي لهذا العام 64.66 في المئة. وقال وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم إن عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحان بلغ 77772 طالباً وطالبة، وأن عدد الناجحين بلغ 50284 في الفروع العملية والإنسانية والتجارية والشرعية.

ومن المفارقات الجميله في نتائج الثانوية تفوقت ثلاث توائم هم آلاء وضحى وإسراء أسامه عثمان من طولكرم، اذ حصلت إسراء على المرتبة الأولى على المدينة بالفرع الصناعي بمعدل 96.8، فيما حصلت آلاء على معدل 95.1، وضحى 94.8. كما أعلن أن جنين حجزت خمسة مقاعد بين العشرة الأوائل في «التوجيهي».

على رغم ذلك، خيم الانقسام على الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، إذ أعلنت النتائج في شكل منفصل في الضفة الغربية وقطاع غزة المنفصلان جغرافيا وسياسياً وإدارياً. واستنكر المدير العام للعلاقات الدولية والعامة في وزارة التعليم في غزة معتصم الميناوي «خروج النتائج بهذا الشكل، وعدم التزام الموعد المحدد (لإعلانها) وقيام الوزارة في رام الله بإفشال عملية الإعلان الموحد لنتائج التوجيهي بين شقي الوطن». وأضاف: «كان من المفترض أن يكون هناك مؤتمر صحافي مشترك بين غزة والضفة، كما جرت العادة، لإدخال السرور والبهجة على قلوب أبناء شعبنا… لكن الوزارة في الضفة خرجت علينا بالنتائج قبل الساعة العاشرة صباحاً من طريق شركة جوال». وذكر أن «ما حدث تم رغم الاتفاق بيننا على تفاصيل عملية إعلان النتائج، خصوصاً إعلان أسماء الأوائل عبر المؤتمر الصحافي». وطالب وزارة التعليم في الضفة بـ «العدول عن سياسة التهميش الممنهجة في إقصاء قطاع غزة»، والبعد من سياسة ترسيخ الانقسام.

الشهداء

كما خيم الحزن على بيوت الطلاب الذين سقطوا شهداء في الهبّة الشعبية التي بدأت في الشهر الأول للعام الدراسي. وقال شقيق أحد الطلاب الشهداء علي زغلوان انه قام بجولة على زملاء شقيقه الذين نجحوا في بلدة قريوت قرب نابلس من أجل تهنئتهم نيابة عنه.

وأضاف أن عائلته حافظت على علاقة متواصلة مع جميع زملاء شقيقه محمد، وقال: «كان محمد يحلم بأن يصبح مهندساً». وتوجه العديد من الطلاب الى بيوت عائلات زملائهم الشهداء لمحاولة التخفيف مع آلام عائلاتهم.

وفي قطاع غزة، توفيت فتاة ظهر أمس متأثرة بإصابتها بعد أن ألقت بنفسها من الطبقة الثالثة في منزل عائلتها في جباليا في غزة، بسبب رسوبها في الثانويّة العامة. كما أصيب خمسة مواطنين بأعيرة نارية وبمفرقعات عقب الاحتفال بإعلان نتائج الثانوية العامة في غزة. ولقيت عمليات إطلاق النار، حالة من السخط والغضب والتنديد لما خلفته من مآسٍ بحق أبرياء.(الحياة)

Related posts

طلاب من دبي يطورون تقنية تواصل تساعد المرضى الذين يعانون من اضطرابات النطق

طلاب من دبي يطورون تقنية تواصل تساعد المرضى الذين يعانون من اضطرابات النطق

مجموعة مستشفيات الإمارات تُعلن عن إتمام خطة إعادة الهيكلة بنجاح