عروبة الإخباري – أُتيحت لي فرصة مميّزة كي ألتقي بالمخرج العربيّ العراقيّ “سمير جمال الدّين” الذي يحمل الجنسيّة السّويسريّة،وكان هذا اللّقاء في العاصمة الأردنيّة عمان في حفل عرض فلمه الوثائقي الأخير ” الأدويسا العراقيّة : Al Odyssa al Iraqiya “، في الملكيّة الأردنية للأفلام برعاية السفارة السّويسريّة في عمان وحضور السّفارة العراقيّة في عمان،وحضور نخبويّ من الأكاديميين والدّبلوماسيين والإعلاميين والفنانين والمهتمين من الأردنيين والسّويسريين والجالية العراقيّة في الأردن،وهذا اللّقاء أتاح لي فرصة لحديث ممتع معه حوله فلمه وفكره السّينمائيّ ممّا عمّق فكرتي عن هذا الفيلم الذي يصلح لأن يكون أنموذجاً للملاحم العربيّة التي يعيشها الإنسان العربيّ قهراً في العصر الحديث تحت تراكم عملاق من القهريّات والتّحديات والمؤامرات والعواصف العاتية التي عصفت بالأمّة العربيّة والإسلاميّة،وحوّلت حيوات مواطنيها إلى هجرات ومعاناة وفقد ومكابدة وضنك وحرمان وألم موصول.
عندما سألته لمنْ أنجزتَ هذا الفيلم؟ أجابني دون تفكير أو تردّد،وكأنّه قد حضّر الإجابة لهذا السّؤال منذ زمن طويل : “لقد أنجزته لأجل ابنتي؛فهو هديتي لها”.عندها عرفتُ أنّني أمام مبدع يوثّق ذاته وأهله وحضارته وفكره لأجل التّاريخ ولأجل الأجيال القادمة المتمثّلة عنده في القادم من مستقبل ابنته،وهذا قادني إلى الفضول أكثر حول هذا الفيلم حتى قبل أن أشاهده لا سيما بعد أن قال للجميع في معرض حديثه عن الفيلم :” ملحمتي لن تنتهي، “أوديسيوس” عاد إلى دياره وإلى “بينلوبه”، وأنا وجدت «بينلوبي» خاصتي في سويسرا.
بعد أن شاهدتُ الفيلم كاملاً بإنعام كبير وتفكّر عميق بدا لي أنّ هذا الفيلم المميّز ليس -فقط – تمثيلاً ذكيّاً وخاصّاً ومميّزاً لخصوصيّة التّجربة العراقيّة في العصر الحديث من خلال فيلم يُعرض في نسخته العربيّة بخليط من اللهّجة العراقيّة والتّعليق على الأحداث باللّغة العربيّة الفصيحة،لتدور أحداثه حول حكاية أسرة عراقيّة في شتّى دروب أقدارها،إنّما هو -في حقيقة الحال- تصوّر أكبر وأعمق لتجربة الحياة الملحميّة التي يعيشها الإنسان العربيّ في شتّى أقطار الوطن العربيّ وفي منافيه ومهاجره القسريّة أو الاختياريّة وفق قراره الشّخصيّ أحياناً؛فهذا الإنسان العراقيّ في هذه “الأوديسا” هو الإنسان العربيّ بامتياز،وإن اختلفت الأسماء أو التّفاصيل أو الأحداث؛فالمآلات ذاتها،والألم ذاته،والجوع نفسه.
فمن يتابع تفاصيل هذا الفيلم بكلّ ما فيها من استثمارات خاصّة لإرث عائلة سمير جمال الدّين من صور فوتوغرافيّة،وتسجيلات فيلميّة،وأحاديث صوتيّة،ومقابلات مصوّرة يرى صور عائلته الشّخصيّة بتفاصيلها الذّاتيّة مع اختلاف الأسماء والصّور والأماكن،ولكنّها المعاناة ذاتها.
لقد حضرتُ عرض هذا الفيلم -إبّان عرضه في الملكيّة الأردنيّة للأفلام في العاصمة الأردنيّة عمان-برفقة بعض أفراد عائلتي،وكم أثار هذا الفيلم فينا من شجون! كما أثار في كلّ واحد من الحضور شجونه الخاصّة!وأطلق شجو ذكرياته؛ لقد استدعى في نفسي وفي أنفس الحاضرين من أسرتي تفاصيل مشابهة من معاناة الشّعب الفلسطينيّ،وتهجيره،وتقطيع أوصاله،بل إنّ كثير من الصّور الفوتوغرافيّة في هذا الفيلم قد استدعت صوراً مشابهة لها من ذاكرتي حيث صور لأفراد أسرتي في المنافي والمهاجر وضروب الشّقاء والمعاناة بعد أن هُجروا قسراً من فلسطين في عام 1984 بعد أن هاجمت العصابات الصّهيونيّة قريتنا الآمنة في الخليل،وطردت أهلها،وقصفتها حتى سوّت جلّها بالأرض،إنّها الصّور ذاتها التي لطالما رأيتها في دفاتر صور أمي وجدتي والكثير من أفراد عائلتي.
هذا الفيلم استدعى الكثير ممّا له أن يستدعيه في أنفس الحاضرين وفق ما قالوه صراحة وعلانيّة، وعبّروا عنه في النّقاش الطّويل والمعمّق الذي أُثير مع المخرج سمير جمال الدّين في جلسة حواريّة خاصّة على هامش عرض الفيلم في الملكيّة الأردنيّة للأفلام.
وبذلك لي أن أقول إنّ المخرج المميّز سمير جمال الدّين ينطلق من حساسيّة ذاتيّة وصولاً إلى كونيّة التّجربة الإنسانيّة إذا ما تشابهت ظروفها ومعطياتها،ويبدو أنّه يصدر من قناعة ناضجة مفادها أنّ الانطلاق إلى العالميّة والكونيّة لا يكون إلاّ من الإغراق في الذّاتية،وخير دليل على ذلك أنّ كلّ الذين أبدعوا في الفنون في كلّ مكان وزمان إنّما انطلقوا من الإغراق في ذاتياتهم ومحلياتهم،ليشكلوا منها دروباً رحبة نحو العالميّة،والذين نسميّهم عالمي الإبداع هم في الحقيقة محليون حدّ النّخاع.
فسمير جمال الدّين في فيلمه ” الأوديسا العراقيّة” الذي قدّم رؤيته لتجربة الشّعب العراقيّ عبر ذاكرة أسرته،إنّما كان يفكّر في مشروع إبداعيّ إعلاميّ عملاق يوثّق لحقبة كاملة من حياة الشّعب العراقيّ،ولي أن أقول بثقة كبيرة إنّه قد نجح في ذلك؛فقد استطاع أن يقف بنا جميعاً على حقيقة مقدّسة قالها لنا في آخر مشهد من فيلمه حيث قال بحكمة وهو ينهي فيلمه بصوته الرّخيم الشّجي المترع بالحزن بعد أن روى أحداثه كلّها :” “لن يمكنكَ تشكيل مستقبلكَ لو كنتَ لا تعرف ماضيكَ”.
إذن هو يقدّم هذا الفيلم الوثائقيّ بغية أن يكون إطلالة له ولكلّ عراقيّ على المستقبل،لاستشراف الخطوات الصحيحة فيه،فلا يكون بذلك مجرّد ناقل لحدث أو مؤرّخ له أو حتى سميراً للسمّار،يحدّثهم بقصصه البائدة،وبأمجاد شعبه المنكوب،ويرثي أحوالهم،وينتهي الهدف بانتهاء هذا السّرد.لي أن أقول إنّ سميراً ذلك الفنان المتميّز الذي سخّر فنه لأجل وطنه العراق أراد أن يقول بملء فيه:” علينا أن نأخذ العبرة من هذا التّاريخ،لنعبر إلى المستقبل،ونستشرف القادم كما يليق بنا وبتاريخنا وبشعبنا:فالماضي يحمل العبرة،ولا فائدة من عَبْرة ليس فيها عِبرة”.
المميز في هذه الملحمة الفيلميّة – إن جاز التّعبير- أنّها تقدّم نمطاً جديداً وجريئاً ودؤوباً من الرّؤية الإنسانيّة- السّينمائيّة التي تعلن صراحة بزوغها من الذّاتيّة والتّجربة المعيشة انتصاراً للوصول إلى الحقيقيّة،إنّها نوع خاص من الغنوصيّة الفكريّة الجميلة التي تجرّد الذّات للوصول إلى الحقيقة من منطلق أنّ الذّات جزء من المكوّن الأكبر للكون والحقائق،وأنّ معرفة الذّات هي الطّريق إلى العالم،ولذلك لم يبحث سمير جمال الدّين عن الإجابات خارج عوالمه ،بل غاص فيها بعمق ليبحث عن الإجابات الشّخصيّة والعامّة،بعد أن استطاع أن يستثمر فكر جدّه الرّجل الشّيعيّ المتديّن الذي كان أكبر من أيّ انغلاق،فعلّم أسرته الحريّة،وترك الخيارات مفتوحة أمام بناته وأبنائه جميعاً بمساواة وإيمان عميق بحقّهم بالاختيار والانتقاء واتّخاذ الدّروب التي يريدونها.
إنّه يسألنا كيف تغيّر الشّرق الأوسط؟ وكيف تغيّرت المعطيات؟ وكيف تشرّدت أسرته؟ ويفتح الأسئلة على التّأويلات جميعها،ويترك لنا أن نصيغ الإجابات في إزاء الظّروف المشابهة التي هاجمت الإنسان العربيّ في أوطانه جميعها على اختلاف أشكال معاناته،وحدود ظروفه وتحدّياته وانكساراته.إنه يطرح الأسئلة المضنية كما طرحها من قبل رفيقه في الشّتات والتّرحال القائد الإغريقيّ الشّهير “أوديسيوس”،ويترك لنا أن نبحث عن الإجابات،أو أن تبحث هي عنّا.
ليس من الفطنة بأيّ شكل من الأشكال-وفق رأيي المتواضع- أنّ نعتقد أنّ هذا الفيلم هو فيلم عن التّهجير العراقيّ- وفق ما قرأت في الكثير من التّوصيفات لهذا الفيلم- فهذا تبسيط وتسخيف لفكرة الفيلم؛أعتقد أنّ المخرج وهو كاتب النّص كذلك وصاحب الفكرة إنّما أراد أن يرقب المشهد العراقيّ،وأن يقول كلمته فيه،وأن يوثّقه بمصداقيّة وعدالة كي لا تضيع الحقيقة،وتتيه التّفاصيل،وتُسرق الأحلام،ويُغبن الإنسان؛فالقضية العراقيّة في شكلها الحالي ليست مشكلة لاجئين يتناوبون على المعاناة والألم والبؤس في أصقاع الدّنيا بعد تهجيرهم من العراق،أو هروبهم منه وفق إراداتهم لسبب قاهر أو لآخر،إنّها قضيّة وطن يُسرق وينهار ويهجّر أهله ،ويطمس تاريخه،ولا بدّ من الوقوف إلى جانبه في أزمته لاسترداد نفسه،وإلاّ فالخسارة هي خسارة أمّة وشعب وتاريخ وحضارة،لا مجرّد خسارة شخصيّة لأيّ إنسان كان.
وهو قد طرح فكرته العملاقة عبر حكاية أسرته التي تهجّرت منذ السّتينيّات من القرن الماضي كما تشرّد نحو خمسة ملايين إنسان عراقيّ،وساحت مكرهة في أصقاع الأرض،فامتدت إلى أبو ظبي،وأوكلاند سيدني،ولوس أنجلوس،وبافالو،ولندن، وباريس،وموسكو،حتى لم يبق من أسرته إلاّ القليل في وطنهم العراق،عندها يعود سمير جمال الدّين إلى الماضي ليستحضره ،وقد عرض هذه الملحمة في ثلاث دوائر،أيّ ثلاثة فصول كوّنت الفيلم برمته؛إذ يبدأ سمير جمال الدّين فيلمه بسرد سيرة جدّه ودوره في النّضال ضدّ الاستعمار البريطانيّ. وفي الفصل الثاني يتتبّع موجات متتاليّة من الهجرة ،إذ سعى أفراد العائلة إلى البحث عن ملاذات آمنة في أصقاع الدّنيا هرباً من سلسلة من الانقلابات والانقلابات المضادة في السّتينيات والسّبعينيّات من القرن الماضي،أما الفصل الأخير من الفيلم فيقوم على شهادات مصوّرة من أهل سمير وأقاربه ،وهي شهادات مرهونة بوثائق نادرة من أرشيفه الخاص،وممّا حصّله من لقطات سينمائيّة ووثائقيّة وأرشيفيّة حصّلها من شتّى أرجاء المعمورة.
وقد استدعى سمير جمال الدّين في هذا الفيلم قدراته الإخراجيّة العملاقة والذّكيّة،ورؤيته الخاصّة فيها كي يقدّم هذا الفيلم الذي شكله من جذاذات ذكريات عائلته المشتتة في أرجاء مختلفة من المعمورة،بعد أن سافر لمئات السّاعات كي يلتقي من استطاع أن يلتقي بهم من أقاربه: أعمامه وعمّاته وأبناء عمومته وأخته غير الشّقية في أمريكا وموسكو ونيوزيلاندا والعراق وفرنسا،فضلاً عن أنّه قضى سنوات كاملة في جمع مادته،وبذلك أبحر في “أوديسته” الخاصّة التي كوّنها بأبعاد ثلاثة ((3D لتكون وثيقة شاهدة على عصر كامل.وعلى الرّغم من أنّ الفيلم الذي امتدّ لـ 162 دقيقة من العرض إلاّ أنّه كان مركّزاً في محوره الأساسيّ،ولم يعلق في التّشتّت والضّياع والتّكرار والاستطراد الذي لا طائل منه،وبذلك استطاع أن يكون انتقائيّاً في التّفاصيل هروباً من مأساويّة الوقوع في شرك الأحداث الكثيرة والشّخوص المستدعية في الفيلم دون قيمة فنيّة أو تاريخيّة لوجودها،على الرّغم من قيمتها في حياة المخرج أو ذاكرته أو أرشيف أسرته.
البطل الحقيقيّ في هذا العمل هو الزّمن والإنسان ومعاناته في تقاطع تاريخيّ وجغرافيّ وإنساني يتناول أسرة عراقيّة منذ السّتيتنات من القرن الماضي حتى الآن،وهي أسرة سمير جمال الدّين،وبذلك نعيش على امتداد عرض الفيلم قرن كامل من حياة أسرته وفق مبتغاه من تحليل التّاريخ العراقيّ في هذا القرن،والمقارنة بين حاضر العراق وماضيه القريب،واستدعاء كثير من الوقائع والحقائق والمعطيات في مساحة واحدة لأجل إعادة النّظر في الماضي،والخروج بتصوّر جديد للدّرب المستقبليّ المأمول أو المنشود أو المتوقّع أو تفسير المفترض منه.
والفيلم يستدعي أجناساً مختلفة من التّقنيات والفنون،؛ففيه مقابلات حيّة مع أبطال روايته،كما يتضمّن إرشيفاً عملاقاً من الصّور المركّبة،فضلاً عن المزج بين الصّور الفوتوغرافيّة القديمة واللّقطات الأرشيفيّة وتقنيّات الجرافيكس الحديثة لاسيما التّقنية الثلاثيّة الأبعاد،فضلاً عن استدعاء الموسيقى العربيّة على آلة العود التي رافقت أجواء الفيلم كاملة حتى آخر لحظة منه عندما ينهي المخرج الفيلم بجملته المفتاح لهذا العمل كلّه حيث يقول:” “لن يمكنكَ تشكيل مستقبلكَ لو كنتَ لا تعرف ماضيك”،وهو يمزج هذه الجملة الرّكن في هذا الفيلم برسمها بالخطّ العربيّ المتحرّك على الشّاشة، بعد أن ترك السّرد في هذا الفيلم ينساح بحريّة عبر امتداد الفيلم عبر 162 دقيقة عرض،إذ ترك العنان لأبطال فيلمه من أقاربه ليتحدّثوا بحريّة وراحة أمام عدسة الكاميرا في طريقة أشبه ما تكون بالتّحقيق الأنثروبولوجيّ،أو الاعترافات التّاريخيّة،أو البوح الكاشف للحقائق دون تزوير أو تفسير،وقد غلّف هذا البوح كلّه،وهذا السّرد الصّادق الشّفيف بصوته الرّاوي الذي سدر في أنفس السامعين بكلّ ما فيه من حنين وشجن ووجع وفقد،وهو صوت يحرّك القلب والمشاعر في جلّ تفاصيل الفيلم،لاسيما في لقائه مع عمّه أو لقائه بأخته سهير غير الشقيقة،أو بلقائه بأقربائه عندما اجتمعوا جميعاً لرؤية الفيلم قبل عرضه على شاشات السّينما،أو في غيرها من المشاهد الإنسانيّة الرّقيقة التي يعجّ الفيلم بها.
يبقى القول إنّ هذا العمل هو منجز ملحميّ ضخم أخذ سمير جمال الدّين على عاتقه أن ينجزه وحده دون أيّ مساعدة خارجيّة على الرّغم من أنّ الكثير من شركات الإنتاج رفضت أن تنتجه أو تنفق عليه لأنّها رأته بعيداً عن طموحاتها الرّبحيّة،وهو عمل يحتاج في حقيقة الأمر إلى جهود مؤسّسية عملاقة،ولكن سمير جمال الدّين استطاع أن يتفوّق على نفسه على امتداد عقدين من العمل في هذا الفيلم إلى جانب عمله في أفلامه الأخرى التي أخرجها على امتداد مسيرته الإخراجيّة،كما استطاع أن ينتصر على ذاته،وأن ينجز هذا العمل الفريد الذي صدر في نسختين:عربيّة وإنجليزيّة،وقد عُرض للمرّة الأولى في مهرجان تورونتو السّينمائيّ،ثم في مهرجان أبو ظبي بصيغتين:الأولى وفق ما كان مصمّم للفيلم بصيغته الأولى بتقنيّة الأبعاد الثلاثة، والثاني بالعرض التّقليديّ مع ترجمة إنكليزية،إلى جانب أنّه عرض باحتفاء كبير في أماكن أخرى مثل العاصمة السّويسريّة والعاصمة الأردنية، وبرلين،وغيرها.
ولمن لا يعرف سمير جمال الدّين فأقدّمه للقارئ باقتضاب،فأقول: إنّه مخرج عراقيّ عريق،يحمل الجنسيّة السويسريّة،وقد وُلد في بغداد من أب عراقيّ من أسرة أصيلة ومن أم سويسريّة،وعاش وترعرع في سويسرا،كتب وأخرج للسّينما،وأسّس شركة دشوينت فينتشر فيلمبرودكشن ،كما أنجز نحو 40 فيلماً،ومن أعماله المهمّة والشّهيرة: الفيلم الوثائقي “التّجرية”و”بابل2″،”الجزار”و”بياض الثلج”و”محطة القطارات وملائكتها”و”بحثاً عن وفاة”،و”إنس بغداد” الذي فاز بالجائزة الأولى في مهرجان لوكارنو والإسماعيليّة،في حين فاز فيلمه “بياض الثلج” بعدد من الجوائز في مهرجانات مختلفة.وآخر أفلامه هو ” الأوديسا العراقيّة”، وقد أطلقه في مهرجان تورونتو السينمائيّ الدّوليّ.في حين يعمل الآن على فيلمه الرّوائيّ الجديد “مقهى أبو نوّاس”.
وفيلم ” الأوديسا العراقيّة” هو من فكرته وإخراجه وهو من كتب السّيناريو له،في حين أنّه من إنتاج شركة ” Dschoint Ventschr Filmproduction, Coin Film،وقد أنجز موسيقاه ” ماسيه سليجيخي”،و منتج ” هربرت شفيرنغ، فرنر شفايزر ،”،و أنتجه ” صوفي برانر، علي الفتلاوي، واثقي الأميري،و تصوير ” لوكاش ستريبل، بيير مينيل، يوري بوراك، جون كليران، كيريل جيرا، سمير جمال الدّين” .
وقد حصل الفيلم على عدّة جوائز، منها :جائزة NETPAC لأفضل فيلم آسيويّ في مهرجان أبو ظبي السّينمائيّ في 2014، والجائزة العامة لمهرجان برلين السّينمائيّ الدّوليّ- المركز الثالث وجائزة زيوريخ السّينمائية. وقد شارك كذلك في العديد من المهرجانات السّينمائيّة،منها: مهرجان تورونتو السينمائي الدولي،ومهرجان Filmfestspiele برلين، ومهرجان دي ريو وأيام قرطاج السينمائية وأيام سينما بيروت ومهرجان فيلنيوس السينمائي الدولي، ومهرجان Beldocs- بلغراد الدوليّ للأفلام الوثائقية ومهرجان Biografilm- بولونيا ومهرجان ليالي تالين السوداء ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدّوليّ،و مهرجان ‘تايبكاست’ في نيويورك. وقد رشحت سويسرا فيلم”الأوديسا العراقيّة” لفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية للمسابقة 88 لجوائز الأوسكار عام 2016.